1

33 8 3
                                    

اصطحبت صديقي إلى منزلي . كنت أقيم مع أبي فقط لذا كان البيت واسع بالنسبة لنا

ارتاح صديقي لمدة يومين وفي اليوم الثالث قرر الخروج لرؤيه المدينة
في أثناء الطريق إذن المسجد داعياً للصلاة
أخبرت . صديقي أن ينتظر حتى انتهي من اقامه فرض الظهر ... حين انتهيت خرجت من المسجد ـ فوجدته ينتظرني ثم

سألني: هل هناك داعِ لما فعلته من تلك الحركات التي أضعت بها وقتك ؟

أجبت: صديقي هذا الطريق قصير عندما عليك أن تأخذ معك العديد من الأشياء لانه عندما نعبره سنمر بطريق طويل جداً ليس له نهاية .

قال: مامعنى ماتقول ايها الفيلسوف ؟

قلت: اقصد الجنه . فنحن هنا ضيوف و سنرحل يوماً ما ،الى منزلنا الحقيقي . حيث سنعاني البؤس إن كان مقامنا في جهنم . وسنكون ملوك أن كنا بالجنه .

قال :أحب أن أتحدث معك فأنت تجيبني دائماً ،لكن هل تعتقد أن هذه الحياة غبار فعلاً ؟

قلت: بالطبع لا فالحياة مقدسه أيضاً ياصديقي أنها أشبه بحلم تكون سعيداً فيه ثم تستيقظ إلى واقعك الحقيقي قرب الله أو لا ، وأنت قد فعلت بذلك الحلم ماتشاء .

قال: هل حقاً الله موجود ؟ وكيف لانراه أن كان كذلك ؟

قلت : صديقي أن الله موجود. نحن لانراه فعلاً لكننا نستطيع الاحساس به .رغم ذلك أن الله موجود حتى لو لم نوجد

قال: هلا شرحت ذلك!

قلت: إنه أشبه بالروح والجسد رغم أن جسدك موجود لكنك ميت بلا روحك التي لا تراها ، يمكن أيضاً أن تعيش عندما تبتر رِجلاك لكنك تبقى حي أن وجدت رجلاك ام لا إنه بفعل روحك التي لا تراها .

قال :لقد فهمت القليل من كلامك أشعر بالفضول لمعرفه المزيد مما تعبده .

قلت بابتسامه : يمكنك أن تعرف كل شيء عن الله في اي مكان .

قال: صديقي دائما كانت تجعلني كلماتك أو إجاباتك أشعر بأنني عاجز عن الرد و أن عقلك رافض التجدد لذلك قمت بكتابه بعض الآيات من كتابكم التي تدل ليس لها جواب فقد سألت العديد من رجال الدين ولم يجيبوا . مع احترامي لك لكن انت متخلف التفكير

قلت: يمكنك أن تسألني سأجيب بإذن الله.

قال: حسنا (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ* قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) "الأعراف 14-16"
اذا هاذا يدل على أن الله جعل ملاك الشر موجود معنا ! ولم يفعل ذلك ويطالبنا باطاعته رغم أنه خلق من يغوينا و يبعدنا عنه ؟

قلت : اسمع ياصديقي قال تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾
[ سورة النساء: 41]
في هذه الآية يخبرنا الله أنه سيجعل النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه. شهيداً علينا أن محمد هو ملاك الخير إنه موجود معنا دائما فيقول الله( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبه
هنا سيرى الله ورسوله عملنا فكيف هذا أن لم يكن محمد موجود ويرانا لقد انزل محمد للهداية
اسمع ياصديقي الروح المحمدية معنا دائما ليس النبي محمد فقط بل جميع الصالحين فيقول الله (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154)البقرة
اسمع نحن البشر هنا عاجزون عن فهم مايدور حولنا لانستطيع أن نراهم و لا نشعر بهم ربما يتحدثون أيضاً لكننا لانسمعهم .

قال : كيف لانستطيع سماعهم؟

قلت: ألست عالم الأحياء هنا ؟ كم تردد تسمعه الاذن .

قال: حسنا تسمع الاذن من 20_200 تردد فقط ولانسمع الأقل من عشرين و الاكثر من مئتان . اذا اتقصد انهم يتحدثون بتردد أقل أو أكثر ولذا لا نسمعهم !!

قلت : بالطبع ياصديقي

قال: انت غريب حسنا سألك سؤال اخر ، في اسماء إلهك . هناك اسمان غريبان هما ( الظاهر . و . الباطن ) كيف يكون ذلك أيها الذكي . اعني مالذي يظهر من الباطن ؟ أو مالذي يختفي أو يبطن من الظاهر ؟!

قلت : أن الله هو الباطن : لأننا لم نراه أو نعرفه نحن نشعر به فقط و لايستطيع احد أن يعرف الله الكامل
أما الظاهر : فقد نفخ الله بنا روحه فأنت مثلاً.جميل و الجمال أحد صفات الله و هناك من هو رحيم وهو أحد صفات الله أيضاً. وهناك العديد من الصفات التي توجد بنا تخص روح الإله أنه يظُهر صفاته بنا وبهذا يكون ظاهر .

قال :لقد وصلنا لنرتاح وتكمل غدا

أثناء الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن