كنت مؤمناً بوجود الصدف الى أن قالت لي أمي:
_ لا مكان للصدف..فقط القدر ، القدر هو من يخيط حياتنا،ويُمزقها ،لقد جهز لنا كل شيء ،الحياة تسري بدقة لن يستوعبها مصطلح 'صدفة'.
هي محقة ..
فعندما أرى ترابط الأحداث بحنكة لن يمتلكها البشر، كإختبارنا بنقاط ضعفنا،إستغلال بشع لعواطفنا،عقبات تتطلب منا التضحية بما نُحب،ظهور أُناس في وقت حاجتنا وذهابهم كذلك في وقت حاجتنا، الحزن،الغضب،الكره،الحب،الإخلاص،الغرور...كلها من صنع القدر.
ماذا عنّا؟ماذا صنعنا؟لا شيء...نحن فقط وعاء لتلك المشاعر التي يصبها القدر بداخلنا يترقب أثرها علينا..
نحن لسنا سوى بيادق في لوح شطرنج هذا القدر !لكن أتسائل..هل هو ممتع الى هذا الحد العبث بخيوط حياتي ؟ تعقد عُقداً لأتعثر بها ثم تخيط لي ما تُحب . هل أنت شخص ؟ جماد ؟أم كذبه أخترعها الاجداد ليلقوا عليها اللوم؟
لا أعتقد!
فأنت تبدو دقيق لدرجة أنك تحب إضفاء لمسات للطقس بحيث تجعله يتناسب مع خوالجنا!.. فها هو صوت الرعد يخترق أذنيّ لدرجة أن طنين خافت أخذ يسري فيها..
ملائم جداً للجو البائس الذي أعيشه..
ربما الطنين ليس من الرعد ، ربما بسبب الضربة التي تلقيتها على رأسي عندما القى بي هذا المختل على أرضية الأسطبل العفن بقوة نسفت ما تبقى من وعي.. لماذا ألقاني ؟ لا أعلم ،ربما كي ينهي سلالتنا المشؤومه ويجعل الفوضى تهز المملكة!
الملك وولي عهده...
لطالمَ كرهت الخريف ، إنه أكثر الفصول تعاسة بين كل الفصول التعيسه،كل عام أنتظر هذا الفصل مرتاباً ومتوجساً من مفاجأته الجديدة.
مربيتي ماتت العام الماضي،في هذا الفصل التعيس..
أمي ماتت قبل ستة أعوام،في هذا الفصل التعيس..
ويبدو أنني و أبي سنلحق بهما أيضاً،في هذا الفصل التعيس..فها أنا أراقب ذلك المختل يهيئ خنجره لنحر عنق والدي الملقى على الارض يستند على الجدار، مُقيداً ومُخدراً لا يقوى على الوقوف،لم يكن ذلك منظرا مألوفاً بالنسبة لي أو حتى لأي مخلوق شاهد والدي من قبل!
جلالة الملك الموقر كيليان مافروس طُرح أرضاً دون أن يقاتل أو يقاوم!ولثوان فقط تمكن مني اللؤم وراق لي منظره وهو مطروح لا يقوى على أستعمال سحره..
والمثير للسخريه هو أنه لايزال يرمق ذاك المختل بنظرات مترعة بالثقة والتعالي وابتسامة مستفزة رغم الانهاك والتعب الجليان على ملامحه!جسده يتصبب عرقاً ونفسه يتثاقل،إن سحره ينطفئ..
مالذي يثق به هذا الرجل!
بالتأكيد ليس بي ،صحيح أنني لم أتأثر بشدة لكن أليس هو من يقول دائماً:"بالكاد ستدغدغ عدوك"وهو محق فجميع أبناء عمومتي يكتمل ويستقر سحرهم في السابعة او الثامنه !ناهيك عن المافروس النقي الذي أعد واحداً منهم فسحرهم يظهر في عامهم الرابع او الخامس بينما انا ها قد تخطيت الحادية عشرة وسحري
لا يزال يتنزه في مكان ما بجسدي اللعين!

أنت تقرأ
المُتَشردُ المُزَيفُ.
Fantasía_أهناك من يفكر في الذهاب الى الجحيم الذهبي؟ ________ ●لا أحلل النقل أو الإقتباس من دون أذني. ●لكم حرية التخيل. ●الرواية تتحوي على مشاهد قتل وعنف وأفكار سلبية انتحارية لا تتطابق مع معتقدات الكثير. ●نشرتها من قبل في حسابي السابق، باسم' المتشرد المزيف...