|7- الـفَـصـل الـسَـابِـع.|

54 14 1
                                    

الحادي عشر من ديسمبر، الشهر الأسود.

بعد أن اِستعدت وعي كانا «آرون» و «سام» قاما بِـدفن عمتي و أمي.

كُنت أجلس في غُرفتي بصمت أُطالِع الفراغ أمامي، أصبحت الحياة كالجحيم لا تنتهي، كل يوم و الآخر فرد يُفارق العائلة، أعتقد أنه كما قال أبي...ليالي ديسمبر السوداء و ها هي اللعنة قد أصابت الجميع.

من تبقى في العائلة؟ أنا و آرون؟ لا يَـهُم النهاية واضحة، نحنُ لسنا أغلى أو أهم من الذين رحلوا.

لا أُنكِر لقد فكرت بالإنتحار، نعم و لِمَ لا؟ في كل الحالات سأموت لستُ مُميزة حتى أحظى بحياتي و الباقي قد فارقوها.

الأسئلة تتشاجر في رأسي تُطالب بالإجابات، العديد و العديد من الأشياء ليس لها أي مُبرر أو سبب، مُذكرات خالتي المُزيفة على حسب حديث جدتي، حديث عمتي و كيف أصبحت تقف على قدمها فجأة، الشخص المجهول...بالطبع هو من يفعل كل هذا.

مُنذ أول يوم لنا بِـالقصر و هو يُراقبنا و مُنذ ظهوره و بدأ الجحيم الذي أعيش بِـه الآن، لا معنى لأي شيء و لا يهم أي شيء، في كل الحالات سأموت، فقط عليِّ أن...أُخمِن الطريقة التي سأموت بِـها أو بمعنى أدق...سأُقتَل بِـها!.

ضحكتُ بِـسُخرية و أنا أضم ركبتيِّ لِـصدري تزامنًا مع فَتح الباب و ظهور «آرون» من خلفه.

_"أُحضِر لكِ الطعام؟."
قالها بحُزن و هو ينظُر ليِّ، أجبتهُ:
"لا أريد شيء، أريد أن ينتهي كل هذا فقط!."

_"سينتهي أعدكِ، سنترك هذا الجحيم الليلة."

_"ماذا تقصد؟ هل عرفت من يفعل هذا؟."

_"لا؛ لكن سنترك هذا القصر الليلة لن أستطيع أن أخسركِ كما خسرت الباقي و لن أطمئن عليكِ إذا كنت أنا التالي."

_"و أين سنذهب؟."

_"سنُقيم عِند صديقي لمُدة قصيرة؛ ثم سنتزوج و أقوم بِـشراء منزل لنا في ولاية أخرى بعيدًا عن هذا المكان المشئوم."

لمِعَت عينايِّ بِـفرح شديد، أخيرًا سننتهي من هذه الحياة!

عانقتهُ بِـقوة و بدون إرادة مني بكيت و أنا أُعانِقه، بكيت من الفرح كما يقولون، ما حدث لا يتحملهُ إنسان، لقد فقدت عائلتي واحدًا تلو الآخر أمام عينيِّ و لم يبقى ليِّ سِواه.

إذًا فَـلنبدأ من جديد.

اِبتعدت عنهُ بعد أن تذكرت أمر الطبيب «سام» و قُلت:
"أين الطبيب؟."

رفع حاجِبه و قال بضيق:
"يجلس بِـالأسفل."

_"لماذا لم يرحل؟."

_"سيارتهُ تعطلت و نادرًا ما تمُر سيارات من هُنا كما تعلمين، غير ذلك أنا طلبتْ منهُ البقاء ليُتابع حالتكِ الصحية."

أعرف أنكَ تسمَعنيِّ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن