بِدَايَةُ النِّهَايَة ◐ ༊ℙ𝖆𝖗𝖙 𝖙𝖜𝖔

130 14 1
                                    


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُقَالُ أَنْ تَصِلَ مُتَأَخِّرًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ لَا تَصِلَ أَبَدًا.... لَكِنْ لَمْ يَذْكُرُو أَنََهُ لَا أَحَدَ سَيَنْتَظِرُكَ عِنْدَمَا تَتَأَخَّر..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سحاب رمادي غطى السماء بغمام.. يهب فيه ريح يسافر به عبر الأرض و إلى اللامكان.. تحت شجرة الصنوبر أين كانت تغمض عينيها بعد أن سرق من حياتها الأمان..

تفترش معطفها على الأرض بثلجها بينما ترتمي بإهمال.. قبل أن تمر بها نسمة باردة تفتح عندها عينيها ودموعها تتسابق نزولا على طرفي خدها..

و كأنها لم تكن نائمة.. كانت تنظر للسماء بهدوء سارحة في السحاب..

كان حلما..

رغم أنه مخيف.. لكنه دافئ..

تلك الورود البيضاء كانت جميلة... كما لو كانت ريش نعام متناثر على الأرض... لكن تلك الفراشات..

أفسدتها..

خرج نفس ساخن من حلقها يتناثر بخارا متجمدا في الهواء و لاتزال بقايا ذاك الحلوم تحيط ذاكرتها...

بين ورود بيضاء.. كان هناك من يقف في مكان بعيد.. و لشدة ضوء الشمس لم تستطع رؤيته بشكل جيد.. لذا و بأعين مصوبة نحوه حاولت التقدم في اتجاهه..

مشت بضع خطوات الى الأمام قبل أن تثبت تحدق به بينما هو يقابلها..

فورما إتضحت لها الرؤية..

شعرت بدموعها تنهمر على خديها بسخونة.. لفترة طويلة نست وجهه ولم تعد تستطيع تذكره.. وقد أحزنها ذلك بشدة.. والآن هو يقف أمامها بإبتسامته الدافئة.. يفتح لها دراعيه مستقبلا إياها في حضنه..

رغم ذلك.. لا زالت لا تستطيع رؤية وجهه حتى..


إندفعت نحوه تركض مرتمية بقوة في حضنه دافنة نفسها بين دراعيه... رائحته الأشبه بالربيع.. و الدفىء الذي إشتاقت له.. كان نفسه..

"أبي.. أين كنت لقد.. "


أرادت البكاء و معاتبته لوقت طويل.. أرادت أن يمسح على ظهرها بينما تنام في حضنه كما كان يفعل دائما.. لكن حين حاولت النظر إلى عينيه تبخر بالكامل دون أن تحصل حتى على فرصة لحفض وجهه..

لم تكمل عتابها له.. ليختفي مجددا من حياتها..
و يلفها رماد من نار.. ليتحول حين ملامسته لها إلى فراشات حمراء ملطخة بالدماء ..

𝕿𝖍𝖊 𝕳𝖔𝖑𝖞 𝕭𝖊𝖙 ¦¦ ٱلـــرِّهــــَان ٱلمُقَدَّسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن