1

126 16 43
                                    


إنَّ المحيطَ لَيعلم ،كُل شئٍ فينا
نهايةُ العالم ،و بدايتِه أيضًا
و كلُّ أمانينا

لم يكن الكسندر من محبي المحيط ، بل لزيادة الدقة كان يمقته! و الغريب في الامر انه لا يعرف سبب كل هذا المقت الغير مبرر لكيان غيره من الناس يرونه عظيم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم يكن الكسندر من محبي المحيط ، بل لزيادة الدقة كان يمقته! و الغريب في الامر انه لا يعرف سبب كل هذا المقت الغير مبرر لكيان غيره من الناس يرونه عظيم

أكان الامر انه مصاب بدوار الماء ؟ كلا ليس كذلك فبرغم قلة عدد مرات ركوبه لسفينة في حياته إلا انه لا يتذكر شعوره بالغثيان ، لكن بدلاً من الغثيان كان يشعر بشعور آخر
غريب ، كان الشعور الذي يشعر به كلما رأي المحيط ليس كأي شعور شعر به من قبل

إلا انه كان يُذكره بالكره و الخوف معاً ، كأنه مزيج بينهما

، كان يحمل داخله مقتاً لتلك الامواج و يهاب ما تخفيه داخلها ،

كان هذا المحيط الواسع الذي لا يريُ شطه الآخر في اي مكان قريب يشعره كم كان ضئيل ، عمقه الأخاذ الذي يمتد اكثر من عرض العالم يشعره بانه ضحل ، زرقته البهية تشعره انه باهت ، امواجه العتية تذكره كم كان واهن

إن الإنسان حقًا لا شئ اذا ما قورن بالمحيط

إنه العام ١٨٢٠ و وسيلة النقل الوحيدة للمسافات الطويلة كانت السفن
ففي ذلك الوقت ما كان للعقل البشري ان يجرؤ علي التفكير في اختراع الطائرة ، الطيران فوق السحاب حتي ليبدو المحيط من اعلي كجوهرة زرقاء لايتخطي حجمها حجم الماسة علي خاتم احدي النبيلات كانت تبعد قروناً طويلة عن وقت قصتنا الحالية

و لأن الايام ليست صافية كسطح الماء وجد الكسندر نفسه في معضلة اضطرته مجبراً لركوب سفينة و خوض رحلة تمتد ثلاث اشهر علي اقل تقدير داخل المحيط الاطلنطي

فاثينا مريضة للغاية ،
اثينا اخته الصغيرة ، اخته الحبيبة المفضلة ، الوحيدة من بين اخوته التي وقفت بجانبه عندما اعترض علي قرار والده بإرساله بعيداً عن الديار للدراسة في مدرسة الهندسخانة 

فهو - الكسندر- لم يكن ذا طموحات كبيرة فقد كان مُقدِسا للراحة و العائلة و الهدوء و للسلام ،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 21, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سَحيق | Deepحيث تعيش القصص. اكتشف الآن