-
Chapter 1 "Sensitive Co-worker"
-
في منتصف اليوم، أصوات رنين الهاتف المتعددة، رائحة القهوة والأكواب الورقية القوية، المخبوزات الباردة، الأصوات المتعددة بالمحادثات عبر الهاتف، الملصقات الصفراء المليئة بالأرقام والعناوين وملاحظات وتذكيرات مهمة ملتصقة على أطراف شاشات الكومبيوتر والمكاتب الحديثة، السبورة الكبيرة المكتظة بخطوط مختلفة تسطر مهام متعددة وأسماء الموظفين مصطفة على جانبها الأيسر، تقع أقصى هذه القاعة الكبيرة الممتلئة بالمكاتب المتعددة المصطفة بجانب بعضها مكونةً على شكل مجموعتين. حيث تتنافس هذه المجموعتين بوحشية ومهنية على مكافآت نهاية الشهر والمميزات التي يفرضها المدير بكرمٍ وفير لمن يتمكن من انهاء المهام الكثيرة بمثالية أولاً.
تتكون المجموعتين من أعداد كبيرة تعمل خلف الكواليس، لكنها تُرسل العمل بشكل غير منتظم وناقص للموظفين المميزين بجلوسهم على هذه المكاتب المعدودة في هذا القسم الأعلى، ويجعلهم يعملون على إنهاء واضافة ما يجب أن يكون موجوداً على طاولة المهام في نهاية اليوم، أو الأسبوع أو الشهر.. أيا كان ما يحدد حسب المطلوب.
يعقدون اجتماعاً بين الفينة والأخرى لمناقشة الجديد والمجادلة حول الأحقيات المستحقة لكل منهم، وفي تلك العشية المشمسة للغاية، حيث اجتمع الجميع حول الطاولة الكبيرة في غرفة الاجتماعات المطلة على أكثر الشوارع المزدحمة في العاصمة، يتناقشون بتنافسية مثيرة للاهتمام، نظر صالح بشرود نحو الجدار الزجاجي المطل على مفترق الطرق الذي يقبع بالأسفل، بالسيارات المزدحمة بانزعاج تام، يهز قدمه بانزعاج غير ملاحظ ويشعر بعنقه يحكه بخفة بسبب ربطة العنق الحمراء الداكنة التي اخطأ في شدها أكثر من المعتاد لأنه بالرغم من طول مدة ارتداء البدلة منذ أن قُبِل في هذه الوظيفة طيلة السنة الماضية، لا زال يرتكب الأخطاء في ارتداء ربطة العنق التي يرخيها دائماً عدا عند الاجتماعات المهمة.. والذي كان قليلاً ما يحصل.
قاطع حبل أفكاره الطويل صوت ياسر يتردد بكلمات لا يحبذ سماعها "حسناً منذ أن محمد العطيف سيغادر الشركة مستقيلاً، لابد من أن يشغل منصبه كقائد للمجموعة الثانية شخص آخر ليس من ضمن المجموعة نفسها، تم ترشيح موظف من القسم الخامس ليكون مسؤولاً عن تسليم تقارير العوائد الشهرية والنهائية، مهام انتظام الفريق في العمل والحضور، الإجازات، الخطابات للإدارات الآخرى! يتضمن كل هذا الإشراف والاتفاق مع قائد المجموعة الأولى صالح على مهام الشهر القادم وتقديمها للمراجعة للسكرتير ثم المدير، سيبدأ الموظف بمهامه الجديدة بدأ من صباح الغد"
صوت ارتطام الملف الذي بين يديه بخفة على طاولة الاجتماعات كان يعني نهاية كلامه، ينظر الجميع باستغراب ناحية بعضهم! لقد كان معهم محمد بالأمس ولم يخبرهم بأي شيء! بينما ينشغل صالح تفكيره بكل الاحتماليات السيئة لأن القسم الذي يؤخذ منه المرشحين يُعرف بجديته وسوء بيئته! كان يتجنب كل من هناك كالطاعون.
أنت تقرأ
Bad Truce - هدنة سيئة
Romanceهناك نظرية قائمة ومتداولة! يؤمن بها الكثير، بأن الكره هو وجه آخر من الحب، إن كراهيتك الشديدة لشخص يبدو على نحو مزعج مثل وقوعك في حبه! جسدك يتعرض لذات الأعراض، شعور مزعج في معدتك، شهيتك للأكل واضطرابات نومك، اضطرابات مستوى الأدرينالين في جسدك عندما ت...