Part 4 : Truce? What a bad truce..

5K 67 193
                                    


song: https://youtu.be/lbbDOdDYXWg

Chapter 4

لم ينزع عبدالاله ما يرتديه لشيء مريح أكثر، يجلس مرتدياً بدلته في منتصف غرفة المعيشة يفكر بينما يعقد حاجبيه بتأنيب ضمير جنوني، لقد كان منضبطاً لا يرتكب الأخطاء وخصوصاً هذه الأخطاء الضخمة! التي ستبدو عواقبها دائمة.. وسيراها بشكل يومي! يتكئ بظهره على الأريكة المنفردة ينظر إلى الأريكة الطويلة على يمينه، يتذكر المشهد برمته، لقد اتصل على صالح لأربعة مرات الآن، واضطراب مشاعره لن يسمح له بالزيادة على ذلك، ينظر على الوسادة التي كانت تقبع أسفل رأس صالح، يحك عنقه بينما يسترجع مشهد عنق صالح المحمر الذي أراد تقبيله قبل ساعة من الآن. يثبت كوعه على ركبتيه ويفرك وجهه، لا يمكنه إنكار بأن صالح حقاً يثيره الآن!

ألهذا كنت استمتع حقاً في إغاظته؟ انكماش أسفل معدتي لم يكن سوى ردة فعل جسدي لجعل صالح يعاني بسببي! هل يعجبني هذ الأمر لهذا الحد..؟ و ردة فعل جسده كذلك كانت أغرب.. يستقيم متجهاً للاستحمام، حتى أن انتصابه تلاشى من قلق التفكير بالقادم وحجم ما فعله، التساؤلات عما سوف يفعل صالح، يعلم أنه لن يخبر أحداً ولكن ماذا لو ثرثر قليلاً عن الأمر لهتان! أن يعلم هتان أي أن يعلم الجميع بطريقة أو بأخرى، يفرك رأسه بقوة مخللاً أصابعه بين شعراته المتجعدة، يبتلع مرارة التفكير فيما قد يفكر صالح به، بما يظنه فيه، ليس وكأن عبدالاله يستنكر ميوله، هو فقط يستنكر انجذابه الشديد لصالح، المفاجئ! والذي سبب خطاً غبياً من جهته، ليس هو من يجدر به ارتكاب أخطاء مماثلة.

يحين الصباح بعد ليل طويل لم يظن عبدالاله أنه سينتهي، يحين حاملاً كثافة غير مريحة على صدره، يفكر مرة ومرتين بالبقاء في المنزل ولكن هذا سوف يزيد الأمر سوءاً، وجهه يبدو ذابلاً بتأنيب الضمير في أنه اخترق مساحة الآخر وتقريباً اعتدى عليه، في الحقيقة، يساوره القلق من فكرة أنه لن يحظى بصالح مجدداً، لا زال لا يرى الأمر خطأه بالكامل لأن هناك نسبة خمسين بالمئة في أنه ترك ثغرة واسعة لصالح لكي يدفعه بأبسط قوة ولكن الأكبر لم يفعل ذلك، لذلك لا زال هناك جزء من الحجة، يقنع نفسه قبل أن يُقاد للجنون من تفكيره المفرط، يحافظ على مثالية مظهره، قميص أبيض ناصع، بدون ربطة عنق لهذا اليوم، بدلة سوداء داكنة للغاية، يفرك عينيه المجهدة للغاية ويتنهد بينما يحمل ملف الأوراق من ليلة البارحة واللذان سيلزمهما تسليمه اليوم.

حتى في طريقه للعمل، هناك وخز ينتشر في أطراف أصابعه جراء التوتر، معدة متقلبة ومزاج سيء للغاية، لا يمكن بأن يضبط مزاجه كثيراً، تعابير وجهه حتى وإن كانت جدية وخالية، لا زال هناك تبعثر مشاعر سيظهر حولها ويفضح ما في قلبه، يدخل لقاعة المكاتب المكتظة ويبحث بعينيه البنية عن الأكبر، ينخرط في مراجعة عملهما طوال ساعة العمل الأولى، وعندما قرر اسناد ظهره ومد ساقيه ليمدد جسده من الانعكاف والعمل بتواصل لاحظ جسد من يجلس مقابلاً له على المكتب المشترك، صالح هنا.

Bad Truce - هدنة سيئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن