Again

Again || 01

الفصل الأول | فلترقد روحك بسلام

-------------

كنت طفلة صغيرة و كانت حياتي سوداوية كئيبة

لم أحضَ بحنان الأم !

كانت أمي شخصية مغرورة متكبّرة بنظري حتّى أن الإكسسوارات و المكياج أهم مني بالنسبة لها

كنت أتصرّف معها بفضاضة منذ نعومة أضافري و كنت أناديها ماري ، ذلك هو إسمها بما أنها تمتلك الجنسية الفرنسية

لذى أرى بأنها لا تستحق مناداتي لها بأمي

هنا ، في كوريا الجنوبية ، القوانين تنص على إحترام الوالدين و لفظ إسميهما بطريقة محترمة
Oumma و Appa

و لكن ما هذه القوانين اللّعينة بحق الجحيم !
هي لا تستحق ، تلك الخائنة ...

لقد خانت والدي مع إحدى زملائه في العمل ، السيد لي روبنسن

لا تستحق لا حب والدي و لا رتبة مهمة في حياتي

هي خاصة لا تستحق ذلك الثّلاثيني الوسيم الّذي بنظرة واحدة من عينيه اللّوزيّتين تتحرق أي عذراء شوقاً للمسة من يده

بالفعل لا تستحق بمعنى الكلمة رجلا وقورا ، به كل صفات فارس أحلام أي آمراة

لم أُرِدْ يوما أن يشكّ والدي ، حتى في قبره ، في أني كنت أعلم بالموضوع ، يا لها من خيبة أمل !

أو ربّما هو يعلم و ضميره الأبوي لا يسمح له بمفارقتي و ماري ، أو بتشويه سمعة زوجته أمام الناس

يا له من متفهّم رقيق !

كانت ماري تعمل طبيبة قلب

و كان هو يعمل في المعسكر

كنت صغيرة بعقل كبير و كانت أحلامي كبيرة بقدر كبر عقلي

أردت أن أكون أدميرال ، مهندسة معمارية ، عالمة آثار ...

تعلمون أحلام الأطفال التي لا تنتهي !

لكن أحلامي لا تظاهي رغبتي المُلِحَّةِ في أن أكون خليفة لأبي في المستقبل !

كنت أرغب في أن أعمل في المعسكر فأفدي وطني بروحي ، كم كنت مدنية آنذاك ...

أردت أن أكون إحدى رموز فخر آل بارك

لم أرغب يوما في أن أكون طبيبة بقدر رغبتي في تخليص مَن مِن أمثالي من الحساسية التي أعاني منها