part 3

3 1 0
                                    

1998

فَتحت نافذتها ببطئ لتدخل أشعة الشمس على غرفتها الصغيرة ... أشعة الشمس اللامعة على الغبار الذي على الآثاث البني ... أغمضت سِيانا عينيها لتَدعِي و تتمنى أن يمر اليوم مثلما تريد ... فتحت عينيها مجددا و هي تنظر للشمس ... أعادت النظر لطاوِلتها لتحمل محفظتها الجلدية ، وضعت معطفها الخفيف فوق ملابسها حيث كانت ترتدي قميصا أبيض و تنورة طويلة و شعرها المنسدل ... خرجت بسرعة لترتدي حذائها الأسود العَالي ، توجهت نحو الباب لتفتحه لتتوقف للحظة ... نزعت حذائها مجددا و ركضت نحو الغرفة لتنظر لصورة والديها " سأنجح لا تقلقوا !" إبتعدت عن تلك الصورة قليلا لتحمل صورة أخرى كانت لتلك العجوز التي رَّبَتها "شكرا لكِ ..."
وضعت الصورة لتخرج مجددا واضعة حذائها ...

••••

_ القاعدة العسكرية _

كان المكان كبير ... العمال في كل مكان ... كان المكان من الزجاج و الحجارة التي كان من الصعب إستخراجها في هذا الزمن ... الكل مشغول .... من يتحدث على الهواتف الخطية ... من يكتب ... بينما كنت أنظر و أنظر لمدى كُبر هذا المكان ... تقدم أحد الأشخاص لي ليسألني " هل أنتي الآنسة سِيانا ؟"
رَجعتُ لتفكيري لأومئ برأسي " أجل ... انها أنا !"
إبتسم لي ليشير بيده للمكان " تفضلي سأعرفك على مكان عملك..." ....
أشار لي على كل جزء في هذا المكان ... كل جزء له قصة و تعريف كامل ... صُور القادة و الرؤساء و الجنرال السابقين كلهم معلقة على جدران هذا المكان .... و لكن ... و لكن ... أين صورة أبي ؟ الذي قدم كل مالديه من أجل هذا المكان .. الذي كان أعظم جنرال في هذا المكان ...الكُلُ كان يهتف بإسمه ... أراد الخير لهَؤلاء البشر و هذا ماحصده منهم ؟! ... أمسكت بقبضتي بقوة و أنا أحاول شد دموعي ... لأتوقف عن التفكير بعد سماع إسمي " سِيانا ... سِيانا ؟ مابكِ شاردة ؟ أريد أن أخبركِ قانونا آخر في هذا المكان ... هنا يجب العمل بجد و لا يجب أن يتم تشتيت إنتباهك ... حسنا؟"
اومأة برأسي ... لم أشعر أبدا أن تفكيري قد ذهب بعيدا ... بعد هذا الحديث قدم لي علبة صغيرة تحتوي على معقمات و أشياء طبية صغيرة و بسيطة مع ضمادات " بما أنكِ طبيبة جديدة نقدم لكِ هذا لتشجيعك !" ... أخذت هذه العلبة الصغيرة لأحملها  و بينما كنا في هذه الثانية بالضبط توقف الزمن عندي بعد سماعي لتحية كبيرة من قِبَلِ كل العمال " الرئيس ،!!"
إلتفتت لأرى قاتل وَالِدَي ... كان يبتسم لهؤلاء العمال... وجهه كان يبدوا عليه الصِحة و القوة " يبدوا أنك عشت طويلا سعيدا أيها العجوز !!"
لم أستطع التحكم في نفسي ... عندما رأيت وجهه تذكرت تلك الآلام بشكل مضاعف مئة مرة ، بعد ان اختفى ذلك القاتل السعيد من أمام عيني ... لحِقهُ شاب يبدوا أنه في 24 من عمره .. كان عليه الجدية و البرود في ملامحه ...يرتدي ملابس عسكرية زرقاء ... ليحييه العمال من جديد " الجنرال ميونغ دي ..!"
هذه الكلمة الأخيرة جعلتني مصدومة ... هل كان ما سمعته حقيقي ؟ ميونغ دي ؟ ... اتجهتُ للخارج بسرعة و لكن كانوا قد ذهبوا ...
بالتأكيد لم أسمع جيدا ... لما ميونغ دي ؟ لما سيأخذ مكان والدي الميت ؟ ... هل هذا ماكان يخطِطه ذلك القاتل طوال الوقت ؟ .... لم أستوعب كل هذا .. لكنني حاولت و حاولت أن أضع جميع الإحتمالات ...وضعتُ يدي على رأسي " أعتقد أنني أحتاج لقهوة ...!"

دماء بتونياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن