part 4

3 1 0
                                    

أخذ يناظر هذه القلادة ليقاطعه هذا التفكير العميق صوت  سِيانا "جيد ...مازِلتَ هنا ، خفت أن تهرب !"
إلتفت ليناظرها ... يناظر ملامحها تفاصيلها ...شعرها ... عينيها .. كل شيء فيها ..
إقربت منه لتحاول أن تجعله يجلس على الأرض " رغم أن هذه الأدوات لن تعالجك .. لكن سَتوقف النزيف ... يرجى الذهاب مباشرة إلى الطبيب بعد الإنتهاء ...!" لم تتلقى ردا فهو كان في غارقا في عمق تفاصيلها ... نظرت له بإستغراب لتعيد نظرها للجرح حيث كانت تعقمه بهدوء و ببطئ من أجل أن لا يتألم " هل تعرفني ؟ أو هل أشبه أحدا ؟" ... رجع لتفكيره عند سماعه لهذه الجملة الأخيرة ليرفع حاجبه مستغربا ... نظرت له لتكمل حديثها "أقصد ... كنت تنظر إلي بشكل مستمر لذلك أسئلك ..!" ... لم يجبها أبدا بل تنهد و أسند رأسه على الحائط بتألم .. بمرور بضع ثواني تحدث و أخيرا بصوته " القلادة جميلة ... من أين حصلتي عليها ؟" ... رمشت بعينها بسرعة فهي لم تتوقع أن يبدأ بالحديث ... " هل تقصد القلادة المعلقة في جانب حقيبتي ؟" ... صمت و لم يجبها ... فكما يقولون الصمت علامة الرضا " هذه القلادة قد أعطاها لي صديقي في الطفولة .. أذكر جيدا الموقف كان بجانب الشاطئ و أذكر جيدا أن كمية السعادة التي حصلت عليها عند إستلامي هذه القلادة لم تكن بقدر ذلك الحزن و الألم و البكاء الذي حصلت عليه في ذلك اليوم ..." ... إستوعب جي هيون أنها تتحدث عن تلك الجريمة البشعة و تأكد أنها سِيانا حقا ... تلك الطفلة التي انقلبت حياتها بسبب أولائك الوحوش ... ناظرها و ناظرها ... ليقاطع تلك النظرات صوت السيارة التي توقفت بجانب هذا الزقاق و فتحت النافذة ليتحدث صديقه بصوت عالي "سيدي ! " ...انتهت من تضميد جرحه .. إبتعدت عنه لتتنهد براحة " تم !" ..وقف بتألم ليرحل دون أن يقول كلمة ... تحدثت هي بصوت عالي " يا ! لا تنسى يجب أن تذهب للطبيب ..!" توقف للحظة ليكمل طريقه بعدها راكبا السيارة ... جلس ليناظره كاي " يا ..! جي هيون هل أنت بخير ..!" اومئ برأسه ليسند نفسه على الكرسي مناظرا سِيَانا من الزجاج ... في هذه اللحظة وصل إتصال لسِيانا ... حملت هاتفها لتجيب " أجل حبيبي.... أنا بالقرب من المقهى سآتي !" ... توقف جي هيون عن التفكير في هذه اللحظة ليتملكه الفضول ناظر سِيانا التي ذهبت تركض للمقهى لِيطلب من كاي أن يُرجع السيارة للخلف ... " و لكن لمذا ؟" لم يجب جي هيون عن هذا فهو مركز في سِيانا فقط التي بدورها جلست على الكرسي مع رجل يرتدي بذلة رسمية يبدوا عليه الثراء .. وقف ذلك الرجل ليركع و يخرج الخاتم " هل تقبلين الزواج بي يا سِيانا ؟" ..عدل جي هيون جلسته بسرعة ناسيا أنه قد طعن ...ليمسك جانبه بألم ..ناظره كاي بقلق " سيدي ! هل أنت بخير ؟" توقف جي هيون للحظة يفكر .. ' مابي ؟ ... هل أنا حزين أم غاضب و لكن لما ؟ كنا أصدقاء لذلك يجب علي أن أفرح من أجلها ..  يجب أن أفرح لأنها إختارت حياة أفضل ... يجب أن أكون سعيد لأن ذلك الحقد لا يسكن قلبها الجميل.... تنهد بألم ليسند نفسه مجددا على الكرسي بينما كان كاي يناظره بقلق " سيدي هل نذهب للطبيب ؟" نفى برأسه ليشير له بإقلاع السيارة و الذهاب .... و هاقد ذهبت السيارة من هنا لِتمر سيارة أخرى معاكسة لهما حيث مرت على هذا المقهى الذي كانت سِيانا فيه جالسة .... في هذه السيارة حيث كان ميونغ دي في المقعد الخلفي و بجانبه وَالده ... إبتسم هذا الأب ليضرب ظهر إبنه بلطف " يبدوا أنك أصبحت ناجحا أكثر مما كنت أتوقع ! بالطبع فأنت لا تُخيِبُ ظني أبدا .." لم يتحدث ميونغ دي بل كان يناظر النافذة فقط ... ليضحك الأب " لا تنسى اليوم يجب أن تجتمع العائلة على العشاء ... اليوم مهم جدا ،!" ... رد الآخر بكل برود " لن أستطيع القدوم ... لدي عمل مهم اليوم " ... تغيرت إبتسامة هذا الأب لوجه جاد " اليوم يوم مهم ! كيف تجرؤ على تفضيل عملك على عائلتك ..." ... توقفت السيارة ليتحدث السائق " سيدي الجنرال ميونغ دي ! لقد وصلنا للوُجهة " ... فتح ميونغ دي الباب لينزل و توقف للحظة ليتحدث " أنت من جعلني هكذا يا أبي ... لا تنسى هذا !"
خرج و أغلق الباب ورائه ... شد هذا الأب بقبضة يده و اختلط غضبه مع الحزن و تأنيب الضمير ...لتذهب السيارة

دماء بتونياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن