Part 3 - صُدفة

280 7 5
                                    

، عاد للمنزل والشرار يخرج من عينيه ، كنقبله موقوته ، كبركان ثائر لايقوى احد على مواجهته ، اساساً كيف إنتظر بشكل هادئ حتى حلول المساء لايعلم ، كان ينتظر بهدوء ينافي الأعاصير بداخله ، ينظر لساعته في كل حين ويهز قدمه بتوتر وغضب شديد ، واخيرا وبعد عدة ساعات من الإنتظار واخيراً أتى ذلك الأسمر للمنزل ، لايصدق متى يصل لغرفته ويستلقي على سريره ويغط بالنوم العميق ، فلقد إستنزف العمل طاقته كلها ، دخل للمنزل ليفاجئ بأخيه جومالي يجلس على أريكه الصاله الغضب يُقرأ من ملامحه وياماش يجلس بجانبه لايفهم ماحالته هذه ، وماكاد يغلق صالح الباب من خلفه حتى بادر جومالي بالسؤال وهو يقترب منه ببطئ : عساه خيراً ياصالح اين كنت طوال اليوم ، صالح : لقد اخبرتك جومالي آبي ، لقد ذهبت لرؤية ميدات ، جومالي بغضب : ياهذا لاتكذب علي ، لقد رأيت ميدات بمنزل والدي ، اجبني اين كنت ؟! ، ادرك صالح عندها بأنه في موقع الشبهات لذلك حاول تخليص نفسه قائلاً : بالواقع لقد ذهبت لإكمال البحث عن الكيميائي ، لم ارد إخباركم لكي لاتأتوا معي وتتعرضوا للخطر ، جومالي : طوال اليوم كنت تبحث عنه ، خرجت منذ الصباح الباكر وعدت بعد منتصف الليل وانت تبحث عن ذلك ال*** ، صرخ بأعلى صوته : ياهذا لتقل كلمه واحده صادقه ، فقد الآخر اعصابه وبدأ بالصراخ هو ايضاً ، فما يعيشه ليس سهلاً ابداً : ال*** ، اين ماكنت لأكون لاعلاقه لك جومالي بيه هل ستحاسبني على كل ما أفعل ، جومالي بغضب : لاترفع صوتك علي ياهذا وأحترم اخيك الأكبر منك ، صالح  بسخريه : هه اخي الاكبر مني ، ماذا رأيت من أخوتك ياترى اجبني ماذا رأيت منها ، وهل تعلم لااريد ان ارى منها شيئاً ، انا سأخرج وليبقى كل منا بعيداً عن الآخر ، لا انتم تقتربون مني ولا انا اقترب منكم ، أنهى كلامه متجهاً لباب المنزل ناوياً الرحيل ، كان ياماش سيتكلم ويمنعه ليقاطعه جومالي وهو يقف بوجه صالح مانعاً إياه من إكمال طريقه قائلاً : إلى اين ياسيد صالح ؟! ، هل تظن الخروج سهلاً بهذه البساطه ، ما ادراني انك ستخرج من هنا ولن تذهب للحملان وتساعدهم ، لن تخرج من المنزل لعده ايام وستبقى امام عيناي ، كان صالح سيرفض لكنه متعب للغايه لكي يجادل ويناقش وأيضاً
لم يجد طريقه أُخرى لكي يبعد عنه الشكوك سوى ان ينصاع لأوامر اخيه الأكبر الذي اشار له للأعلى قائلاً : تفضل امامي ياسيد صالح ، ستبقى معي بنفس الغرفه هذه الليله ، تنهد الآخر بملل ثم صعد ليلحق به جومالي بينما بقي ياماش بالأسفل يفكر كيف سيخرج أبن أبيه من هذه الورطه ، اما في الأعلى وقبل ان يدخل صالح للغرفه وقف جومالي امامه ومد يده قائلاً : الهاتف ، صالح بسخريه وهو يخرج هاتفه من جيبه : امرك جومالي بابا ، اساساً لم يتبقى سوى الهاتف لتأخذه مني ، اعطاه الهاتف ثم دخل للغرفه ليقفل جومالي عليه الباب من الخارج بالمفتاح ، تنهد الآخر بقله صبر ثم اردف وهو يجلس على الأريكه : على اساس ستبقى معي جومالي بيه ، وثم ماذا يعني ان تقفل الباب علي ، هل انا طفل صغير ، اتاه صوت اخيه جومالي من الخارج قائلاً : لاتقلقي صالح بيه لدي عمل سأحله وسأعود لأجلس معك طوال اليوم ، وإقفال الباب لأضمن انك لن تخرج في غيابي ، صالح : اوه بيه ، ثقتك بي تدمع أعيني صدقني ، واساساً يوجد نافذه بالداخل انت تعلم هذا أليس كذلك ؟! ، جومالي : النافذه مغلقه أيضاً لاتقلق لايمكن الهروب منها ، لايوجد في هذه الغرفه سوى منفذ واحد وهو الباب ، هيا ابقى عاقلاً وأجلس بأدبك لكي لانتخاصم وانا سأحل عملي ثم سأعود ، صالح بسخريه : اوها جومالي آبي ، ارجوك لا تتأخر لأنني سأشتاق لك كثيراً ، جومالي وهو يضع المفتاح في جيبه : كفاك ثرثرة ياهذا واجلس بأدبك لكي لا أهشم عظام وجهك ، أنهى كلامه ثم نزل للأسفل ليجد ياماش يقف بتوتر ويتسائل قلقاً : جومالي آبي ماذا فعلت به ؟! ، جومالي : لم أفعل له شيئاً بيبي ، فقط أقفلت عليه بالغرفه وحسب ، سأتركه امانةً عندك وسأخرج ، ياماش : عساه خيراً جومالي آبي إلى اين ؟! ، جومالي: انا سأتحرى عن ذلك ال*** الجديد ، ياماش : بهذا الوقت ستخرج ؟! ، جومالي : إيفيت يابيبي بهذا الوقت ، فلا يجب ان نضيع وقتاً اكثر من هذا ، ياماش : تمام إذاً كما تريد ، لكن ارجوك لتتوخى الحذر لا اريد ان يبقى بالي مشغولاً عليك ، ولتخبرني بكافه التطورات ، اومأ جومالي برأسه وهو ينهض وثم خرج من المنزل ، صعد بسيارته ومباشرةً توجه للحفره ، دخل مُتخفياً للداخل حتى وصل لمنزل ابيه ، تزامن وصوله مع خروج شيتو من المنزل وهو يتكلم على الهاتف قائلاً : إيفيت سأذهب الآن للمعمل ... حسناً يامحسون سأترك باقي العمل عليك ، بمجرد سماع جومالي كلمات شيتو هذه إبتسم بخبث وقرر اللحاق به ليعلم مكان المعمل ، وبالفعل بقي يلحقه سيراً على الأقدام من بعيد حتى وصل أخيراً للمعمل الذي كان بأطراف الحفره ، دخل شيتو للداخل بينما بقي جومالي يراقب من بعيد ، ومامضت عده ساعات حتى خرج شيتو من المعمل اخيراً لينتهز جومالي الفرصه ويتصل بكمال ليأتي ويحضر معه بعض من رجال الحفره للمداهمه ، مرت عده دقائق كان قد اتى فيها كمال وأخيه متين مع بعض الرجال ، تجهزوا للمداهمه وإقتحموا المعمل بأسلحتهم التي كانت تحتوي على كاتم الصوت ، قتلوا جميع من كان بالمعمل واطلق جومالي النار على رجل غريب حسبه الكيميائي ، وبعد ان إنتهى الهجوم كان قد حل الصباح ليرسل جومالي الشباب لمنازلهم ويعود هو لمنزله ، وبمجرد دخوله للمنزل صعد للغرفه التي حبس فيها صالح ، اخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ، تردد قليلاً بالدخول كونه قد اساء الظن به وأقفل عليه باب الغرفه ، تنهد بعمق ثم دخل للغرفه ليجد اخيه الأسمر نائم على الأريكه ، إقترب منه قليلاً وجلس على الارض امامه ثم ناداه قائلاً : صالح ... إستيقظ ياصالح ، فتح الآخر عينيه بملل ليجد اخيه جومالي يجلس فوق رأسه ، عدل من جلسته وهو يفرك عينيه قائلاً : عساه خيراً في هذا الصباح جومالي آبي ، هل رأيتني بنومك ، جومالي : كلا ياسيد صالح ، لكن اتيت لأخبرك بأنك حر طليق ، صالح : هل يعني هذا بأنني استطيع الخروج ، جومالي : اجل تستطيع الخروج ، صالح وهو ينهض : حسناً إذاً ، لنكمل من حيث ما توقفنا ، كل منا بطريق ، لا انا اعرفكم ولا انتم تعرفونني ، هذا مفترق الطريق بيننا ، كان جومالي سيتحدث لكن صالح لم يترك له مجال بالحديث وخرج من الغرفه بسرعه ، ...
في منزل الحملان السود يقف شيتو مع محسون بحديقه المنزل يتكلمان عن العمل ليدخل عليهم صالح ببدلته السوداء وهو يقول : لقد اتيت لإكمال عملي ...
فلاش باك ... بعد ان خرج جومالي من المنزل في الليله الماضيه صعد ياماش بسرعه إلى أخيه صالح ، طرق الباب بشده ليأتيه صوت صالح من الداخل وهو يشتم ثم اردف : ال*** ، اريد ان انام قليلاً ، ياماش: هذا ليس وقت النوم ياصالح إنهض ، جومالي آبي خرج ليبحث هو عن الكيميائي الجديد ، صالح ببلاهه : ايي ليبحث ماذا يعني هذا ، انا هنا لن يصيبني ضرر ، ياماش بغضب : اللعنه ياصالح لتركز معي قليلاً ، اقول لك بأنه سيراقب معمل الحملان ثم سيداهمه وسيتلف بضاعتهم ، وهذا سيعود بالضرر عليك أيها المعتوه وجميع البضاعه التي امضيت ايام بصناعتها ستُتلف ، صالح وقد فهم حجم الورطه اللتي ستقع فوق رأسه ، أستقام وأقترب من الباب وهو يصرخ ويشتم : ال*** ، ال*** ، ياماش اتصل بسرعه على شيتو ودعني اتكلم معه ، لقد صادر أخيك جومالي هاتفي ، إمتثل ياماش لكلام اخيه واتصل بشيتو ثم وضع الهاتف على مكبر الصوت ليستطيع ان يتكلم صالح من خلف الباب ، وما مضت عده لحظات حتى اجاب شيتو على الهاتف ليتكلم صالح عندها قائلاً : شيتو هناك مشكله كبيره ، همهم الآخر بسخريه قائلاً : عساه خيراً سيد فارتولو ، صالح : اولاً لن استطيع ان آتي للعمل لعده ايام ، جومالي آبي يشك بي وقد اقفل علي بالمنزل ، وقبل ان يجيب شيتو اكمل صالح كلامه : لكن لاتقلق سأعوض كل ما سيفوتني ، سأعمل دون نوم لأيام وسأعوض البضاعه ، شيتو : جيد إذاً لاتوجد مشكله ، صالح : بلى توجد ، فأخي جومالي لن يكتفي بالإقفال علي بالغرفه فقط بل سيراقب الرجال ليهجم على المعمل وسيتلف البضاعه الجاهزه ايضاً ، شيتو : هممم ، حسناً سنتولى امره ، اتركه علينا ، صالح بغضب : ولكن ستوعدني بأنه لن يصيبه ضرر وإلا صدقني إذا اصابه مكروه فعندها لن اهتم لشيئ وسأهدم الحفره فوق رؤوسكم ، شيتو : تمام سيد فارتولو لن نقترب منه ، اساساً لدينا ما يشغلنا لن ننشغل به ، فقط سأوهمه بمكان معمل آخر ليبقى بعيداً عن البضاعه ، صالح : جيد ، هذا مناسب للغايه ، اغلق ياماش الهاتف ليردف صالح قائلاً وهو يجلس مره أُخرى على الأريكه : جيد الآن يا ياماش لقد حللت المشكله ترى هل استطيع ان آخذ قسطاً من الراحه الآن ؟! ، ياماش : تمام بابامن اولو كما تريد ، ... نهايه الفلاش باك ... همهم شيتو بسخريه قائلاً : برافو فارتولو بيه ، انك تفي بوعودك دائماً ، صدقني لو بقيت هكذا ستأخذ زوجتك وطفلك بأسرع وقت ممكن ، الآن يمكنك أن تذهب وتباشر بعملك ، زفر صالح الهواء من فمه بقله حيله ثم خرج للمعمل ، اللعنه كم يكره شعور العجز والضعف هذا ، يقف بين نارين وكلا الطرفين صعبٌ للغايه ، لذلك قرر تسليم عجله القياده لفارتولو فدائماً ما يجد فارتولو حلاً لكل شيئ ، وصل للمعمل بسيارته ، اوقفها بعيداً عن المعمل قليلاً ثم دخل للداخل ولا زالت الأفكار تتصارع بداخل رأسه ، ترى هل تسرع بإختيار طرف شيتو ومحسون ؟! ، لكنه يتوجب عليه ان ينقذ حبيبته بأي طريقه كانت ، خلع معطفه وعلقه على مسمار صغير مثبت بالحائط ثم بدأ بالعمل ، اخذ جوله سريعه يتأكد من عمل الشباب ، يطمئن على إنتاجهم ويعطيهم تعليمات لضمان عدم حدوث مشاكل ، وبعد ان إنتهى توجه لمكانه وباشر بالعمل على الفور فلا وقت ليضيعه ،يرفع انبوب ويصب ما بداخله في انبوبٍ اخر، شارد في تفكيره بعيداً، يتذكر رائحة طفله، رائحه نصف روحه، وصديقة طفولته، الشخص الذي اعاد صالح من فارتولو، يتردد صوتها وهي تناديه في اذنيه، فترتسم ع فاهه ابتسامه تشق طريقها من طرف وجنته الى الاخرى، "لما تبتسم يا هذا!" هتف احد رجال شيتو، لتختفي بل تُسرق تلك الابتسامة، فأجابه صالح بغضب بل بسخط "وما دخلك! ها! لابتسم ول*** انت وتنشغل بعملك بعيداً عني"، تركه وعاد كل منهم الى عمله، وعاد صالح ليشرد مجدداً، لكن هذه المرة تذكر اخوته، شكوك جومالي به، وحال ياماش الذي يريد ان يخبئ امره، كيف يعارض هو مبادئ ابيه، وكيف يجبر ياماش ع معارضة مبادئه ومبادئ ابيه، لم ينتبه لفوران المادة التي يعمل بها الا حين انسكبت ع يده، فانسحب فوراً ليغسل يده، لحسن الحظ ان المادة سُكبت ساعته وتسببت بخرابها لكنها لم تصل ليده، فخلعها ووضعها جانباً ليكمل عمله..
في هذه الاثناء، كان جومالي قد وصل الى مدخل ذلك المكان، "هل انت واثق من هذا هو المعمل الجديد؟" اجابه متين "اجل آبي" "هيا لنقتحم المكان اذاً" خرجو من السيارة وامامهم هدف واحد، اقتحام قتل وتدمير فقط، لا رابع لها، حمل امانته واشار للذين معه وانطلقو قاصدين تدمير عدوهم بكل الطرق التي قد تخطر ع بال الانس والجن...
اقتُحم المبنى، كان بدون مداخل، مخزن له باب واحد، ومخرجه واحد، دخل جومالي للداخل، كدخول قسطنطين لروما، ينوي الدماء فاما قاتل او مقتول، اطلق اول رصاصة معلناً بدأ الاشتباك، جيلاسون كمال متين وغيرهم في ظهره والعدو في وجهه...
في طرف اخر من ذلك البناء، سمع صالح صوت الرصاص لكنه لم يتوقع ابداً ان يكتشف اخيه الاكبر المكان بهذه السرعة، كان صوت الرصاص عالياً ارهبه للوهلة الاولى، ترك ما بيده واخذ سترته وارتداها محاولاً اخفاء هويته، ويا ليته يستطيع اخفاء نفسه في تلك اللحظة ايضاً، عبث بشعره مسدلاً اياه ع وجهه ورفع القبعة ع رأسه، يتذكر وجود باب هنا في مكان ما، الباب يوصل الى مكب النفايات، نافذة صغيرة بالكاد يتسع بها، يفيده صغر حجمه عندما يكمش نفسه، اعزل ولا يحمل سلاحاً، سيارته بعيدة قليلاً، اسرع وابعد الاشياء من امام ذلك الباب الصغير، وفتحه ناوياً الخروج، ع الاقل لا يجب ان يتواجه مع جومالي هنا، سيقتله ان علم انه الكيميائي، لن يفكر بالامر مرتين حتى... كان الباب صدئاً جداً، فمجرد محاولة فتحه اصدر صوتاً عالياً جداً، كأنه ينادي ع جومالي ليمسك بصالح "**** ع هذا اليوم يا هذا" اكمل فتح الباب واغلق سترته ناوياً القفز ليهرب من المكان، تماماً مع وصول اخيه طويل القامة الى ذات المكان مزمجراً بشتائم تصل الى جد جدهم "لان يا هذا توقف، **** الى اين تهرب؟" لكن الاخر لم يعطيه اهتمام، وحاول اكمال طريقة "توقف والا اطلق، ثم التفت الي لارى وجهك يا هذا، لنرى من يكون ال**** الكيميائي الخاص بال**** الحملان ال***" لم يحرك الاخر اصبعاً "فارتولو توقف" تردد صدى صوت جومالي بالارجاء، ليجمد الاخر مكانه، بدأت نبضات قلبه تتسارع، ربما كان مجرد تخمين، او ربما كشفه حقاً، لازال يخفي وجهه عن اخيه، لكن ذات بنيه الجسد ذات الطول، هل يخطئ المرء باخيه، لا يفعل...
اشتد الاشتباك ووصلو لذات الغرفة التي يقف بها جومالي، رجاله ضد الحملان، احدهم سيغلب والاخر يُغلب ومن يُغلب سيموت هنا، فلا اعادة لهذه اللعبة، يطير الرصاص بينهم بعشاوئية، كل رصاصة تختار هدفاً عشوائياً في اي مكان وكل مكان، "سلم نفسك والا اطلق عليك فتسلم روحك لبارئتها يا هذا" صرخ جومالي بصانع المخدرات سيء الحظ ذاك، لكن الاخر لازال متسمراً بلا رد، رفع الاخر سلاحه موجهاً اياه باتجاه صالح، وضغط الزناد...
ذات اللحظة التي دفع جيلاسون جومالي "آبي انتبه" كانت ستصيبه احدى رصاصات الحملان، التفت سريعاً للكيميائي ليجده قد اختفى، تبخر، هرب غالباً، نهض وصرخ بهم "تباً لك جيلاسون لقد هرب ال***" الا ان الاخر جذبه للاسفل "آبي انتبه حتى لا تصاب" نهض الاخر غاضباً وافرغ سلاحه بالرجال المتبقين، ثم اتجه الى المكان الذي اطلق عليه، التفت اولاً الى شيء ذهبي يلمع ع طرف الطاولة، بين انابيب المختبرات، تلك الساعة تشبه خاصة صالح، التي يرتديها بيده، رآها سابقاً، يوجد ختم باسم فارتولو عليها من الجهة الاخرى، حملها وتفحصها جيداً، كان يبدو ان هناك مادة تغطي مكان الختم، فوضعها في جيبه، خاصة بعدما بدأت وساويس الشيطان تلعب في رأسه، وجميع افكاره تشير باصبع الاتهام ع ابن ابيه، انه خائن، ويمثل عليهم انه بصفهم بينما يلعب ع اللحنين, واكمل طريقه لحيث ذلك الباب الصدئ ليلاحظ بقعة من الدماء، اقترب منها ومسح ليتأكد انها بقعة دماء حديثة وليست بقعة دهان، وبالفعل اتخذ اصبعه لون الدماء، فهتف جومالي "الى اين يؤدي هذا الشيء؟" مشيراً للباب والنفق الذي يتبعه، ثم اكمل " لقد اصيب الكيمائي ال****، لن يبتعد كثيراً" نادى متين وكمال وانطلقو يبحثون عنه بالارجاء، فيما دب الرعب في قلب جيلاسون، كونه يعلم ان صالح يعمل مع الحملان لانتاج المخدرات، لم يستطع حمايته، تظاهر بحمايته لجومالي لكي يعطي صالح فترة تكفي لهربه من المكان، لكن لم يسعفه الوقت، لا يعلم هل اصابت تلك الرصاصة يده ام اصابت مكاناً حيوياً، لكن نتيجة الامر سيئة في كل الاحتمالات...
بعد مرور نصف ساعة من عمليات البحث الفاشلة، عاد جومالي ومن معه الى السيارة، ميقنين ان الكيميائي اما سيموت او لن يعود ليكمل عمله... عادو الى ذلك البيت، حيث يبقى ياماش والباقون، كان جومالي مستبشراً ابتسامته من الطرف الى الطرف، جلس مقابل ياماش فسأل الاخر باستغراب بينما يحتسي كوباً من الشاي "خيراً ان شاء الله! لماذا تبتسم هكذا؟" ضحك جومالي "خربنا بضائع الحملان" "والله! هل وجدت المختبر خاصتهم؟" ابتسم الآخر مجيباً "والكيمائي حتى" تغيرت ملامح ياماش "حقاً؟ اين هو؟" "هرب ابن ال*** لكن لن يبتعد كثيراً، ولن يعود ليعمل معهم" "حقاً! كيف؟ تبدو واثقاً جداً" ابتسم الاخر بخبث، ورفع يده وهو يضم اصابعه بما يشابه السلاح، واطلق بالهواء قم نطق "اطلقت النار عليه، واصبته" سكب ياماش كوب الشاي الذي يشرب منه ع نفسه، "يواش بيبي، لتنظيف نفسك سريعاً قبل ان تحترق" نهض الاخر مفجوعاً وانسحب الى الحمام لينظف ملابسه، احترقت يده اساساً، يسكب المياه الباردة ع يده، فيما طرق جيلاسون الباب حاملاً كيساً فيه ثلج "هذا ينفعك اكثر" جلس ع طرف حوض الاستحمام بينما يضع الثلج ع يده ليكمل جيلاسون "لقد اطلق النار ع صالح آبي، واصابه، وجدنا دماءً بالمكان، لا اعرف ان رآه وعلم هويته ام لا، ولحسن الحظ استطاع الهرب بالنهاية" هل رأيت اين اصيب؟" "لا للاسف لا نعرف مدى سوء اصابته" تنهد ياماش بقلة حيلة وخرج من هناك محاولاً عدم اظهار اي شيء، وعاد لمكانه بالقرب من جومالي وسأله "هل علمت هويته؟ اعني الكيميائي" "يوك، لكن اشك باحدهم والوقت سيكشف هويته" "من؟" "لن اخبرك الان، ليمضي يوم او يومين ويثبت عليه الاتهام، ثم اخبرك" ثم اكمل بنبرة قلقة "هل احترقت يدك؟" "يوك، انها بخير.." "جيد" نهض ياماش متجهاً لغرفته "انا سأخلد للنوم" "تصبح ع خير بيبي" انسحب ياماش ليحاول الاتصال بصالح، مرة واثنتين وثالثة لكن لا جواب، بعد عدة ساعات، وصل اشعار رسالة قصيرةٌ جداً مفادها "انا بخير لا تبحثو عني" فوضع الهاتف جانباً رمى رأسه ع الوسادة، لم يرتح ابداً لتلك الرسالة، بقي عقله عند ابن ابيه، بقي شارداً يفكر بحاله اغلب الليل، فيما في الغرفة الاخرى اخرج جومالي الساعة التي وجدها بالمعمل وبدأ ينظف بها من تلك المادة الكيماوية، يعرف انها ساعة صالح لكنه يريد ان يتأكد، تلك الساعة مختومة بحرفي (.V.S) في مكان ما...
سابقاً...
في مكان اخر، وفور خروجه من ذلك الباب الصغير، الذي كان يؤدي الى مكب النفايات او الاقمشة كون المكان كان مصنع ملابس سابقاً، سقط بين اكوامٍ من الاكياس التي مُلئت بالاقمشة، سقط فوقهاً متألماً من جانبه، ام لان جومالي قد امسك به بالجرم المشهود، لا يعرف، نهض سريعاً واتجه لسيارته، وانطلق فوراً، لكن الى اين سيذهب؟ توقف بالقرب من احدى الصيدليات ليطلب الشاش والمعقم وعدة خياطة جروح، لسوء حظه لم يجد شيئاً يخيط جرحه به، رفع قميصه ليجد جرحه ينزف بغزارة، وضع المعقم ع الشاش وضغط به ع جرحه ع الاقل حتى يجد حلاً لمصيبته، كم كان مؤلماً ذلك المعقم عندما لامس جرحه، اساساً شحب وجهه وخارت قواه، لكن هذا ليس وقته الان، اخذ نفساً عميقاً، محاولاً تفادي نزول دمعة خيبة الامل والانكسار الذي يشعر بها لربما كان فقدان امله ايضاً، اعتدل بجلسته وعدل ملابسه، لازال جرحه ينزف، لكن يجب ان يجد حلاً، وشغل السيارة لينطلق مجدداً، في طريقه الى المجهول...
ع بعد عدة دقائق ركن سيارته بالقرب من بيت صديقٍ قديم، صديق يدين لصالح بروح، خرج من سيارته ليضرب الهواء البارد وجهه الشاحب المتعرق، لا يقوى ع الوقوف كونه فقد الكثير من الدماء، طرق الباب، واستند ع الجدار، لكن يبدو ان لا احد هنا، بدأت دنياه تلوح امامه واسود بصره، اختل توازنه، فجلس ارضاً يحاول استعادة قوته، لكن لا جدوى، اخر ما سمعه كان صوت صديقه حين رآه وهتف باسمه "ف فارتولو؟"...
في الجهة الاخرى من الشارع كان يقف ذلك الرجل، يحمل مسبحته في يده، في طريقه الى بيته، بيته الذي يقع مقابل بيت قدير، جارهم ذلك الشاب اللطيف، اخذته خطواته الى عتبة بيت قدير "ماذا هناك يا بني؟" كان الاخر يتكلم عبر الهاتف مع احدهم، فيما يضغط بقطعة قماش ع جرح صديقه، يحاول ايقاف نزيفه، فلم يرد ع سؤال ادريس، في حين تقدم ادريس ليرى من هذا الشاب الملقى ارضاً، يعرفه، رآه سابقاً، في مكان ما، رفع القبعة عن رأسه وابعد شعره عن وجهه ليفاجئ بهويته "ص صالح!، اولوم! ماذا يحدث هنا!"...
يُتبع...

الحفرة - نصف الحقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن