Part 2 - خطة أ

456 8 4
                                    

آخر ما قاله شيتو لصالح تلك اللحظه هو ان زوجته قد أنجبت الليله الماضيه ، وعند هذه الجمله تحديداً توقف الزمن بالنسبه لصالح ، تشتت وضاع بين مشاعره ، ترى هل يفرح كونه اصبح اباً اخيراً ام يحزن لأنه لايستطيع حمل طفله بين يديه واللعب عليه...
"انجبت زوجتك طفلاً..." توقف الزمان لديه عند هذه الكلمات وأختلطت مشاعره ، مابين فرح وخوف ، فرح كون زوجته انجبت طفله اخيراً لكنه خاف لأن طفله حديث الولاده لازال بين يد أعداءه ، إبتلع ريقه ثم اجاب بصوت مرتجف محاولاً كبت دموعه ومشاعره بذات الوقت : لا تكذب علي ياهذا ، اقسم انني اقطعك إلى قطع صغيره أيها ال*** ، شيتو وهو يبتسم بسخريه : لكنني سأحزن حقاً ياسيد فارتولو ، انا لا اكذب عليك صدقني ، حتى انتظر دقيقه لأُسمعك صوت طفلك ، لحظات قليله وخرج صوت طفل صغير يبكي من خارج سماعه الهاتف ، عند هذه اللحظه تماماً ، عند سماعه لصوت ابنه ، سمح لدموعه بالجريان ، كان يبكي من فرحته وسعادته ، لقد اصبح لديه امل آخر بهذه الحياه ، ماكاد يعيش فرحته حتى خرج صوت شيتو من الهاتف مره أُخرى قائلاً : هل صدقتني الآن فارتولو جم ، أستجمع فارتولو نفسه ثم اجاب : صدقت ، لكن أريد ان أراه ، همهم شيتو ثم قال ساخراً : ستراه عندما تنتج لي نصف البضاعه ، ها انظر فارتولو إذا تجرأت واخللت بالقواعد اقسم لك انني سأقتل طفلك وزوجتك امام عينيك ولن اشفق لا عليك ولا عليهم ، هل كلامي مفهوم ياهذا ؟! ، لقد قيد له يداه هذه المره أيضاً ، اللعنه كم يكره شعور العجز هذا ، ماكان بوسعه سوى ان يوافق على كلام ذلك اللعين المدعو شيتو ويغلق الهاتف بغضب تزامن ذلك مع دخول ياماش إليه ، كان ينظر له بغضب واضح قائلاً وهو يجلس امامه : لماذا كذبت علينا ياصالح ، صالح بتلبك : آفندم ؟! ، ماذا تقول يا ياماش ،... قاطعه ياماش قائلاً : لاتحاول ياهذا لقد سمعت كل شيئ ، لماذا قلت بأنك لم تجد أختي سعادات هناك ، توتر صالح كثيراً ، لقد نسي كلياً بأن ياماش لازال بالمنزل ، حاول ان لا يظهر توتره بتاتاً فقال بنبره مرتفعه بعض الشيئ : لا علاقه لك ياهذا ، انا افعل ما يحلو لي ولا يحق لأحد بأن يتدخل بي ، ياماش وقد لانت نبرته : صالح انا أخيك ياهذا ، اخبرني ماهمك؟! ، صدقني سأساعدك ، ثم لماذا كذبت علينا ، ألا نخاف نحن أيضاً على اختي سعادات ونريد عودتها سالمه ، صالح : ماذا كنت تريد مني ان اقول ياماش ، هل سأقول امام اخي جومالي انني وجدت زوجتي هناك بيد أعدائي الذين لم يتركوا لي حلاً سوى العمل معهم بإنتاج المخدرات ، برأيك ماذا سيكون ردة فعل جومالي آبي ، حسناً انت قد تتقبل هذا لكن جومالي آبي لن يتقبل هذا بتاتاً ، ياماش : حسناً ياصالح لاتقلق سنجد حلاً سوياً ، صالح بحزن شديد : لا يوجد حل ياماش ، لقد قيدوا يدي بالكامل ، حب طفولتي وابني الذي ابصر نور الحياه البارحه بيدهم ، لم يتركوا لي حلاً آخر ، انا مجبر على العمل معهم لكي اضمن حياتهم وبقائهم بأمان ، سالت دموعه على وجنتيه وهو يقول : لقد اصبح لي إبن يا ياماش ، لقد اصبحت أباً اخيراً ، ابتسم له ياماش بحزن ، لقد احس بمراره شعور اخيه ، ان يكون من يحبه بعيداً عنه وقربياً للموت ، لذلك حاول أن يخفف عليه قليلاً فعانقه بخفه قائلاً : مبارك ياصالح ، وانا ايضاً اصبحت عماً ياهذا ، فصل عناقه مع اخيه ثم قال له وهو يربت على كتفه بخفه : سنجد حلاً بابامن اولو صدقني سنجد حلاً ، وانا سأساعدك بكل ما أوتيت من قوه ، تنهد الآخر بعمق ثم قال : يكفيني ان تبعد جومالي آبي عن طريقي ، ياماش : اي انك مُصر على العمل معهم ، صالح : وهل لديك حل آخر، نفى ياماش برأسه فكلام اخيه صحيح لايوجد حل آخر ، ياماش : حسناً كما تريد ، سنفعل ما تريد ولكن ارجوك توخى حذرك ، ابتسم صالح لإبن ابيه ، حقاً لقد كان بحاجه ماسه لوقف احد ما بجانبه ومساعدته بهذا الأمر ، مر بعض الوقت كان قد عاد جومالي إلى إخوته ونقلهم لمنزله الآخر بوسط الغابه ، طوال الطريق للمنزل كان جومالي يفرغ غضبه بأخيه صالح الذي كان يجلس بالمقعد الخلفي : يجب عليك ان تفكر قبل ان تتصرف ياهذا ، قد يكلف إهمالك هذا ارواح الكثير ، كيف تذهب لمنزل الحملان لوحدك ودون تفكير أيضاً ، حاول ياماش إسكاته لكنه انفجر بوجهه صارخاً : انت لا تتدخل يابيبي ، إلتزم حدك واصمت ، لاتدافع عنه لقد اخطأ ليفهم خطأه ، كان الأخ الاكبر يصرخ بأعلى صوت على عكس ذلك الأسمر الذي كان شارداً تماماً في عالمٍ اخر، يفكر بحل لتلك المشكلة غير الذي امامه لكن عبثاً سيتورط شاء ام ابى، اخرجه من شروده صوت اخيه وهو يصرخ به ، فاجاب بصوت هادئ : سلمت جومالي آبي ، التفت اليه اخويه باستغراب من نبرة صوته ليجبه جومالي وقد اعاد نظره للطريق امامه : على ماذا ؟ ، اشار صالح على ذراعه المضمدة قائلاً : على علاج جروحي ، لقد اخبرني ياماش بأنك اعتنيت بي ، بالواقع لم اتوقع انك تخاف علي والله ، جومالي بغضب : لتشكر ربك انك مصاب والا لجعلت منك كيس ملاكمه ، صالح بتذمر : الحق علي اساساً انني شكرتك ، المهم متى سنصل للمنزل حقاً انني متعب واريد ان ارتاح قليلاً ، زفر جومالي الهواء من فمه بغضب ثم قال : لم يتبقى الكثير اساساً ، سنصل بعد قليل ، إذا اردت خذ قيلولة لكي لا تصرع رأسي طوال الطريق ، تنهد الآخر بملل ثم ارجع راسه للخلف مغمضاً عينيه ، لم يشعر بالوقت حتى سمع صوت اخيه الأكبر وهو يناديه قائلاً : لان صالح إستيقظ لقد وصلنا ، ناول جومالي ياماش الذي كان يقف بجانبه مفتاح المنزل ثم اكمل كلامه : خذ إفتح باب المنزل بينما اوقظ انا هذا ، اخذ ياماش المفتاح ثم ذهب بينما اردف صالح : لقد إستيقظت اساساً جومالي آبي ، انهى كلامه ليرن هاتف اخيه الأكبر جومالي ، اخرج الآخر هاتفه من جيبه ليجد المتصل جيلاسون : عساه خيراً ياهذا ... ماذا ؟! ، ماذا تقول انت ؟! ... حسناً حسنا لقد فهمت شكراً لك ... هيا إلى اللقاء ، صالح وهو يخرج من السياره : ماذا هناك جومالي آبي ؟! ، جومالي وهو يعيد الهاتف لجيبه ويخرج سلاحه يجهزه للإطلاق : لقد لحقنا الحملان إلى هنا ، انت ادخل للمنزل واغلق الباب جيداً ، صالح : لا يجوز سأبقى معك ، جومالي بغضب : لاان صالح قلت لك أدخل للداخل بسرعه ، وقبل ان يكمل كلامه دوى صوت إطلاق نار في الأنحاء ليدفع جومالي اخيه صالح للمنزل بسرعه ويبدأ بالإشتباك لوحده ، اما صالح وفور دخوله للمنزل لاقاه اخيه ياماش وهو يسأل بتعجب عن الذي يحصل بالخارج ليشرح له صالح ماحدث ثم يسأله : هل لديك سلاح ؟! ، لأخرج وأساعده قليلاً ، نفى ياماش برأسه ثم ادرف : كلا ليس لدي ، ثم إن جومالي آبي قد امرك بالدخول لذلك لاتخالف اوامره يكون افضل ، يجلسان الاخوه سوياً بالمنزل ، يسمعان صوت إطلاق النار بالخارج عاجزون كل العجز عن مساعده اخيهم الاكبر ، إستمر إطلاق النار بالخارج لعده دقائق ثم إختفى فجأه وبعد لحظات سمعا صوت طرق على الباب ، إتجه ياماش ناحيه الباب ثم سأل عن الطارق ليجيبه الآخر : إفتح الباب يابيبي ، هذا انا اخيك جومالي ، تنهد ياماش براحه ثم فتح الباب ليدخل جومالي قائلاً بغضب : لقد انهيتهم جميعاً ، اساساً كان عددهم قليل للغايه ، لفت إنتباه صالح يد اخيه الاكبر التي كانت تقطر دماً ليتسائل بقلق وهو يقترب منه : جومالي آبي ، هل ذارعك مصابه ، جومالي وهو يبعده عنه : اجل مجرد خدش سطحي لايوجد شيئ مهم ، اساساً سيكون الجميع بخير لو كنت بعيداً عنا ، صالح وقد إرتفعت نبرته قليلاً : مالذي تقصده الآن ، كن رجلاً وقل ماستقوله بوجهي ، جومالي بغضب : اساساً سأقول ياسيد صالح لا تقلق ، بسبب غبائك وتهورك عرف الحملان مكان منزلنا ، بسبب أنانيتك وطمعك أيها ال*** لحق بنا الحملان إلى هنا ، اساساً لا زلت للآن لاافهم لم انت معنا ، ألا يكفي اننا نبقيك بالمنزل وفوق هذا تفعل ما برأسك غير مهتم لأحدٍ منا ، اتعرف شيئاً انا لا استغرب بتاتاً ، فمن كبر وهو لا يملك عائله طوال حياته لن يتعلم كيف ان يعيش بين عائله بيوم وليله ، ياماش محاولاً إسكات اخيه الأكبر : جومالي آبي حباً بالله لنتكلم لاحقاً ، انظر انت غاضب للغايه ولا تعي ماتقوله ، صالح مربتاً على كتف ياماش : لاداعي ياماش للتكلم لاحقاً ، انا اساساً سأذهب ...
ياماش وقد إرتفعت نبرته : لاتهذي ياصالح إلي اين ستذهب ؟! ، نحن بمنطقه معزوله والخطر يتربص بنا من كل مكان عدى انك لاتقوى على الوقوف ، إلى أين ستذهب ، صالح متجهاً لباب المنزل : اتدبر امري لاتقلق ، سحبه ياماش من ذارعه مدخلاً إياه للغرفه بقوه ثم اقفل الباب عليه من الخارج ليصرخ الأخر بشده وهو يطرق الباب : ياماش كفاك مزاحاً ياهذا ، إفتح الباب واتركني اخرج ، ياماش : انت لم تترك لي حلاً آخر ياصالح ، لن تخرج يعني لن تخرج الآن ، على الأقل إنتظر ليوم غد وبعدها افعل ما تشاء ، بقي صالح يطرق على الباب بشده طالباً من اخيه ان يفتحه له لكن الآخر كان يرفض بشده ، كل هذا حصل امام مرأى اخيه الأكبر الذي تنهد بغضب ثم صعد للأعلى ، ترى هل تكلم معه بشكل قاسي ام انه إستحق هذا ، كان هذا السؤال يدور بعقله لكنه وكالعاده لم يترك مجالاً للتفكير بل ضمد ذارعه بسرعه ثم عاد للأسفل مرةً أُخرى ليجد ياماش يجلس على الأرض امام الباب الذي لم يعد صدر من خلفه صوت صالح ، بل إختفى تماماً ، جومالي وهو يجلس على الأريكه بالصاله : ماذا حدث له لم يعد يصدر صوت ابن ابيك ، ياماش وقد نهض من على الأرض : لا اعلم ، ربما هدأ وربما تكون هذه خطه منه لكي افتح الباب له ، على كل حال لن افتح الباب حتى غد ، جومالي : جيد ليتأدب قليلاً ، ياماش : جومالي آبي ، ألا تعتقد بانك جرحته بالكلام ، ماكان عليك ان تقول له هذا ، ليس لديك عائله وماشابه ، جومالي : وهل ما قلته خطأ ، اليس كلامي صحيحاً ، ياماش بحزن : لكنه لم يختر ان يكبر دون عائله ، لقد أُجبر على هذا ، ثم ولانه فكر بنا لم يخبرنا بشيئ ، لكي لا يورطنا معه ، وانا لو كنت مكانه لفعلت الشيئ ذاته ، وانت أيضاً جومالي آبي ، صدقني لكنت فعلت الشيئ ذاته لو وضعت بنفس موضعه ، ألست انت من جفف سلاله الأعداء الذين هجموا على منزلنا قبل عشر سنوات دون ان تفكر بالعواقب ، وقد كلفك هذا السجن لمده طويله ايضاً ، اخذ جومالي يفكر بكلام اخيه ياماش ، فجميع ما قاله صحيح ، لقد تهور هو ايضاً لحمايه عائلته بالماضي لذلك لاعجب إذا تهور صالح أيضاً ، كلمات ياماش اشعرته بالذنب للغايه ، إستأذن ياماش ليصعد للاعلى وينام بينما بقي جومالي بالأسفل يجلس امام تلك الغرفه التي سُجن بها صالح ، تردد كثيراً بالذهاب له والإطمئنان عليه ، حسم قراره اخيراً واتجه للغرفه ، فتح الباب المقفل ببطئ ثم دخل ، زاد خجله وشعوره بالندم عندما وجد اخيه صالح ينام على الأرض دون غطاء يرد عنه البرد ، المسكين لقد نام من شده تعبه ، أقترب جومالي منه قليلاً وحاول إيقاظه لكنه لم يستطع لذلك أحضر غطاء سميك بعض الشيئ ووضعه على اخيه النائم على الأرض ثم خرج من الغرفه ...
في صباح اليوم التالي ، يستيقظ ذلك الأسمر وقد تصلب جسده من النوم على الأرض ، عدل من جلسته وقد زادت آلام جسده لكنه عندما لاحظ بأن الباب مفتوح تناسى آلامه جميعها واتجه نحو الباب بسرعه ينوي الخروج من المنزل قبل ان يستيقظ اي احد ، لكن خطته باءت بالفشل عندما وجد كلا اخويه يجلسان بالصاله يتناولان الفطور ، تنهد بضيق لكنه لم يغير رأيه بالخروج ، تقدم ناحيه الباب دون ان ينطق بأي حرف ليقطع طريقه اخيه الأكبر وهو يقف امامه قائلاً : صباح الخير لك ايضاً ياصالح ، وضع يده خلف ظهر ذلك الأسمر دافعاً إياه لمائده الفطور قائلاً : هيا لقد جهز الفطور ، تعال لتفطر معنا ، صالح : سلمت جومالي آبي لكنني لست جائع ، سحب جومالي كرسيه قائلاً : هيا هيا اجلس لأرى ، ستتناول الفطور شئت ام أبيت ، انهى كلامه وهو يأخذ الطبق من امام اخيه ويملئه من جميع انواع الطعام على المائده ، انهى عمله ثم جلس بمكانه ليبادر ياماش بالسؤال قائلاً : اييه بيلار ما خطه اليوم إذاُ ، جومالي : سأذهب لعملي المعتاد ، ياماش : هل تقصد إصطياد الحملان ، جومالي: بالضبط ، ياماش : الن يكون خطيراً في وضح النهار ، جومالي : كلا ليس خطيراً لاتقلق ، وأنتما ماذا ستفعلان ؟! ، ياماش : كنت سأذهب مع صالح للتحري عن الكيميائي الجديد للحملان لكن لننتظر يومان حتى يتحسن صالح قليلاً ثم سنخرج للبحث عنه ، جومالي : جيد للغايه ، هيا إذن انا سأخرج لكي لا اتأخر عن عملي وانتما اكملا إفطاركما ، قال صالح لياماش بعد خروج اخيه الأكبر : مالذي تفعله ياهذا ، ماذا يعني اننا سنبحث عن الكيميائي الجديد ، ياماش : قلت هذا لكي ابعد عنك الشكوك ، سنخرج سوياً من المنزل وسنذهب سوياً للمعمل ، صالح بسخريه : ولتدخل معي ايضاً يا ياماش ، ياماش وهو يمضغ الطعام : فكره رائعه ، بدلاً من ان انتظرك بالخارج سأتنكر بزي العمال وسأدخل معك للداخل ، صالح بغضب : كفاك سخريه ياهذا ، ياماش : ومن قال بأنني اسخر ، انا جاد للغايه بابامن اولو ، صالح وهو ينهض : اسمعني جيداً أيها المعتوه ، لن تتدخل للداخل مهما يحصل ، هل فهمت ، ياماش : تمام تمام ، هدء من روعك قليلاً ، حسناً فهمت سأبقى بالخارج وحسب انا اعدك ،
... مر يومان تقريباً تحسنت فيها حاله صالح وبدأ العمل بالمعمل مع الحملان السود ، يخرج هو وياماش من المنزل منذ الفجر بحجه البحث عن الكيميائي الجديد ولا يعودان حتى منتصف الليل ، صالح يعمل لإنتاج المخدرات وياماش ينتظره بالخارج بسيارته يراقبه من بعيد متخفياً عن الأنظار ، وذات يوم وبين ما كان ياماش يراقب صالح من بعيد لفت إنتباهه خروج عده رجال من الحملان السود يمسكون بصالح مقيدين يديه ومغلقين عينيه برباط اسود ، وضعوه بالسياره ثم تحركوا بسرعه ، اما ياماش فقد شعر بالخوف الشديد على ابن ابيه لذلك قرر ان يتحرك خلفهم دون ان يلاحظوا وجوده ، بقي يسير خلفهم حتى وصلوا لمستودع كبير بعض الشيئ ، راقبهم من بعيد وهم ينزلون صالح من السياره ويدخلونه للداخل ، كان سيلحق بهم لكنه تذكر بوعده لصالح لذلك إكتفى بالمراقبه من بعيد وحسب ، اما عند ذلك الاسمر فأدخلوه للداخل قسراً ثم خلعوا العصابه من على وجهه ليجد شيتو يقف امامه ، صالح بغضب محاولاً إفلات نفسه من قبضه الرجال : عساه خيراً أيها ال*** لماذا احضرتني إلى هنا ، شيتو : بما أنك وفيت بوعدك وانا ايضاً سأوفي بوعدي وسأريك ابنك للمره الأولى ، انهى كلامه مُشيراً للرجال بإدخال تلك المرأه التي تحمل طفلها بيديها للداخل ، ومنذ رؤيته لحبيبه قلبه توقف الوقت بالنسبه لديه ، اصبح لا يرى سواها ، بشعرها المبعثر وملابسها المهترئه ، دموعها لاتجف من على وجنتيها حاملةً طفلها الرضيع بين يديها تحاول إسكاته لكنه لايكف عن البكاء ، وكانه يشعر بألم والدته وعجز والده ، إقتربت تلك المرأه من حبيبها الاسمر لتريه طفلهما الاول ، وضعته بين يديه وهو على الفور حمله وقبله ، سحب رائحته لأعماق جوفه ، عانقه طويلاً وبشده ، يتمنى لو يستطيع ان يضعه بداخل اضلعه لكنه عاجز عن حمله لعده دقائق حتى ، على الفور وكأنه عقاب له امرهم شيتو بتفرقتهم عن بعضهم البعض ثم وضع سلاحه فوق رأس ابنه ليزداد تخبط صالح بين يدي الرجال لعل وعسى ان يفلت منهم لكن عبثاً ، صرخ بأعلى صوته وهو يشاهد شيتو يجهز سلاحه للإطلاق : ياهذا إبتعد عنه أيها *** ، اتركه ابتعد عنه ، شيتو وقد سحب سلاحه بعيداً عن الطفل : إهدء إهدء ، لن أُطلق عليه الآن ، لكن صدقني إذا فكرت ولو قليلاً بأن تتهور سأرسله إليك قِطع صغيره هو ووالدته ، الآن بإمكانك ان تخرج ، ها وبالمناسبة انا اعلم بأن ابن ابيك ينتظرك كل يوم أمام المعمل ولقد لحق بنا إلى هُنا ، لقد سمحت ببقائه امام المعمل وحسب لكن إذا تعدى حدوده فستصل لعنتي إليه ايضاً كما وصلت لذلك الفتى ذو الاسم الغريب ، صالح : ماذا تقصد ؟! ، شيتو : لقد أخبركم بملاحقتنا لكم ، لكن على كل حال سينال عقابه
، إنه بين يدي محسون يتلقى ضرباً لم يتذوقه طوال حياته ، تفضل معي لتراه ليكن عبره لك ولأمثالك ، بالفعل اخذه شيتو لغرفه أُخرى بالمستودع كان فيها ذلك الشاب جيلاسون مقيداً من كلتا يديه مُعلقاً بالسقف والدماء تنزف من كل مكان بجسده ، إقشعر جسد صالح لرؤيته بهذا الشكل ، لقد وقع بيد أُناس لا يعرفون الرحمه ، ليس له علاقه بكل ماحدث ياشيتو، قالها صالح الذي قرر التدخل لإنقاذ الفتى من بين أيديهم ، شيتو بسخريه : إذاً ذنب من ياترى ؟! ، صالح : لقد كانت السيارات التي تتبعنا ذلك اليوم قريبةً للغايه مِنا لذلك لاحظناها بسرعه ، اي ان جيلاسون لم يخدعكم ولم يخبرنا بشيئ البته ، همهم شيتو بصوت مرتفع وقد إقتنع قليلاً بكلامه لينادي محسون إليه ويخبره بما حصل منهياً كلامه : وبرأيي لانؤذيه اكثر من هذا فإنه ينفعنا للغايه ، محسون : دعني انهي امره وسينفعنا غيره ، شيتو : محسون ، قلت لك اترك الفتى ، حسناً لم يكن ذنبه لمَ سنقتله ، محسون بغضب : تمام تمام فهمت ، أمر الرجال بفك قيوده ثم رماه خارجاً بينما اخرج الرجال صالح من الباب الآخر ووضعوه بالسياره امام انظار ياماش الذي إرتاح قلبه عندما رأى ابن ابيه يخرج من الداخل سالماً معافى ، لكنه للآن لم يفهم لمَ وإلى اين أخذوه ، إستمر بملاحقتهم حتى وصلوا للمعمل مره أُخرى للمعمل ليكمل صالح عمله ، غاب عده ساعات ثم خرج ليركب مع ياماش بالسياره ليبادر الآخر بالسؤال على الفور : صالح إلى اين اخذوك اخبرني ؟! ، هل أذوك هل انت بخير ؟! ، صالح بتململ : تمام تمام توقف انا بخير ، لقد اخذوني لكي ارى ابني ، اكمل كلامه وقد إمتلئت عيناه بالدموع : إنه صغير للغايه ياياماش ، لقد كان صغيراً للغايه ، ياماش : جيد للغايه ، لنتحرك وناخذه ، لقد تتبعتكم وعلمت مكانهم ... إياك ، صرخ صالح بياماش قبل ان يكمل كلامه ، إياك ان تفكر بهذا حتى ، لقد هددوني به ، وضع ذلك اللعين سلاحاً على رأسه وهددني به ، لا اريد ان اخسره هل كلامي مفهوم ؟! ، وانت أيضاً هذا آخر يوم تأتي به معي إلى هُنا ، لقد كان يعلم شيتو بأنك تنتظر معي واخاف ان يؤذيك انت أيضاً ، ياماش : لكن ... صالح بتوسل : ارجوك ياماش لا اريد ان يصبك ضرر بسببي ، اومأ الآخر برأسه إيجاباً وقد فهم عجز اخيه ، لقد فهم مدى ألم اخيه وحزنه ، لا يستطيع ان يصدق بأن هذا هو فارتولو الذي كان بالماضي لا يهتم لأحد الآن عاجز حتى عن إنقاذ ابنه من عدة رجال ، حرك ياماش السياره ناوياً الذهاب للمنزل ليردف صالح قائلاً : دعنا اولاً نذهب لمنزل جيلاسون ونطمئن عليه ، لقد كان بين يدي الحملان ، ياماش بتعجب : ماذا ؟! ، مالذي تقصده ، شرح صالح له كل ماحصل ليتحركا فعلاً لمنزل جيلاسون ، وعند وصولهما وجداه مرمياً على الأرض ووالدته تبكي فوق راسه ، هرع ياماش وصالح إليهما ليساعدناه ، كان المسكين يأن من شده ألمه حتى وهو فاقد لوعيه ، نقلاه الأخوه للمشفى ثم عادا للمنزل لكي لايتأخرا على اخيهم الاكبر اكثر من هذا ، وصلا للمنزل ليجدا جميع الأضواء مطفئه ، على ما يبدو انه نائم ، قالها ياماش وهو يفتح الباب بهدوء ليجبه الآخر قائلاً : أتمنى ذلك ، لم يُكمل كلامه حتى فتح اخيهم الأكبر الباب وهو ينظر لهم بغضب شديد ، صالح بصوت منخفض يكادُ يُسمع : اللعنه كم ان لساني مشؤوم ، عاد جومالي للداخل وهو يشير لإخوته بأن يتبعوه قائلاً وهو ينظر لساعه يده : لقد تجاوزت الساعه الثانيه والنصف صباحاً ، أين كنتما طوال هذا الوقت ، إبتلع ياماش ريقه ثم اجاب: كالعاده جومالي آبي ، نحن نتحرى عن الكيميائي الجديد ، جومالي: إنكما تبحثان منذ عده ايام وإلى الآن لم تجدا شيئاً ، اخبراني بصدق إلى اين تذهبان كل يوم ، صالح : نحن نقول الحقيقه اساساً جومالي آبي ، نبحث منذ ايام عن ذلك ال*** لكننا للآن لم نجد شيئاً ، زفر الأخ الأكبر الهواء من فمه بغضب ثم صرفهما مع انه لم يقتنع كثيراً بكلامهما ، لذلك قرر ان يتحرى بنفسه عن أمر ذلك الكيميائي ، ...
وفي صباح اليوم التالي وعلى طاوله الطعام يجلسان كل من ياماش وصالح ينتظران اخيهما الأكبر الذي كان بالمطبخ يعد الشاي ، ياماش بهمس وهو يقترب من اخيه صالح : كيف ستذهب لوحدك للمعمل ولن يشك بك جومالي آبي ، لقد نفذنا البارحه منه بصعوبه ، لقد اصبح يشك بنا كثيراً فما بالك لو ذهبت لوحدك ، صالح بعد ان فكر قليلاً : لتتظاهر انت بالمرض والتعب وانا سأتحجج بخروجي من المنزل لرؤيه ميدات ، المهم انك ستبقى بالمنزل ولن تأتي معي ، قطع كلامها جومالي وهو يأتي للصاله ليغيران الموضوع بسرعه ويباشران بخطتهما ، ياماش وقد بدأ بالسُعال والتظاهر بالصداع اخذ يفرك جبينه بأصابعه مُغمضاً عينيه بألم ، وهذا ما اقلق جومالي ليتسأل عن حالته قائلاً : عساه خيراً بيبي مابك هل انت بخير؟! ، ياماش : كلا جومالي آبي لست بخير البته ، اشعر بألم بكامل جسدي ورأسي اشعر وكأنه سينفجر ، اكمل كلامه وهو ينظر لصالح : ربما ستصيبني حمى ولن استطيع الذهاب اليوم معك بابامن اولو ، لو نأجل بحثنا عن الكيميائي هذه الفتره لأرتاح قليلاً ، جومالي وهو يتفحص حراره ياماش : انت لاتقلق البته ولا تشغل بالك بهذه المواضيع ، لتتحسن اولاً ثم تكملان البحث ، ابتسم صالح بخفه بينه وبين نفسه كون الخطه قد نجحت ثم اردف قائلاً : لاتقلق ياماش جيم ، كما تريد سنأجل البحث قليلاً،  اكمل ياماش كلامه وهو ينظر لصالح : ربما ستصيبني حمى ولن استطيع الذهاب اليوم معك بابامن اولو ، لو نأجل بحثنا عن الكيميائي هذه الفتره لأرتاح قليلاً ، جومالي وهو يتفحص حراره ياماش : انت لاتقلق البته ولا تشغل بالك بهذه المواضيع ، لتتحسن اولاً ثم تكملان البحث ، ابتسم صالح بخفه بينه وبين نفسه كون الخطه قد نجحت ثم اردف قائلاً : لاتقلق ياماش جيم ، كما تريد سنأجل البحث قليلاً ، اساساً كنت سأذهب اليوم لأرى ميدات لقد إتصل بي ويريد رؤيتي ، اومأ له جومالي برأسه إيجاباً وقد سمح له بالذهاب ، ليخرج الآخر من المنزل بعد إنتهائه من الفطور اما جومالي فجلس مع ياماش قليلاً ثم خرج هو الآخر لمنزل والده ليتفاجأ هناك برؤيه ميدات ، إقترب منه وسأله عن اخيه ليجبه الآخر بأنه إتصل عليه صباحاً لكنه لم يجب على إتصالاته ، حينها تأكد جومالي بأن صالح يكذب عليه...

الحفرة - نصف الحقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن