بعض الأشخاص تساوي حياة ، وجودهم يسعدنا وذهابهم يسلبها منا.
كانت واقفة أمام بوابة منزلها تنظر في حقيبتها ولكنها وجدت احد يكفف فمها وبدأت تشعر بألاغماء.
لم تستيقظ الا علي أحدهم يقف أمام أعينها وينظر لها نظرة لهيئته من الواضح أنه ضابط لم تفهم من هذا لذا بدأت بالكلام :انت مين يا جدع انت ومكتفني كده لي
وضع ذلك الشاب صورة أمام أعينها وهو يقول:انا عمر امجد من المخابرات الخاصة وجبناكي هنا عشان نسألك عن الي في الصورة دي تعرفيها؟
كانت الفتاة في حالة من الاستغراب الشديد لكنها كانت تريد أن تنهي هذا سريعا:اولا انا معرفش انت مين واي يثبت كلامك ثانياً انا عايزة امشي من هنا بسرعة
وقف أمامها ببرود شديد وردد كلمته مرة اخرى:تعرفيها؟
لم يجد رد لذا تكلم هو:لو عايزة تمشي من هنا جاوبي على اي سؤال اسأله
كانت جالسة تتأمله فهو ذو بشرة سمراء واعين تشبه لون العسل وشعر شديد البنيه لكنها جاوبت :بص حضرتك انا مش هجاوب غير بأذن النيابة
تهكم وجه عمر وهو يقول:بصي يا آنسة انا معايا إذن نيابه اهوه عشان كده ياريت تخلصي وتجاوبي وقوليلي اي معلومة تعرفيها عن البنت دي
نظرت للورقة ثم نظرت له :طيب بعدين انت عرفت منين اني انسة مش يمكن اكون مدام
بداء صبره ينفذ وهو يقول:انا ظابط مخابرات يعني اعرف أي حاجة عنك
قال اخر كلماته بهدوء وابتسامة جذابة لتقول هي:وريني الصورة تاني
قالت بعدما لمحت الصورة :دي اختي التؤام نور متجوزة وعندها خمسه وعشرين سنة ومخلفه تؤام ومتجوزة ريان وبتشتغل هي وهو من البيت اون لاين انا ماعرفش حاجات كتير عنها عشان مغتربين من فترة كبيرة كل واحدة في محافظة
بدأ عمر بحفظ كلماتها وتحليلها وبدأ سؤالها:وانت مين
أجابت على كلاماته معرفة نفسها بفخر:انا دكتورة ميس متخرجة من طب السنة الي فاتت وبشتغل في مستشفى تانية زي ما انت قولت وعايشة لوحدي
كان يود أن يفك لغز هذه القضية لذا بدأ بسؤالها:طيب اكتبي عنوان اختك هنا ورقمها وكل حاجة تخلينا نقدر نوصلها
:ياريت بسرعة عشان عايزة امشي
فاهت بهذا وبدأت بكتابة معلومات عن اختها .
في اليوم التالي كان عمر ذاهباً للعنوان نور لحل لغز هذه القضية بدأ يطرق على باب الشقة السكنية فتحت له امرأة مسنة وسألته:مين
بدأ في استنتاج لما هذه المرأة هنا لذا سألها:هي نور الدسوقي فين
استغربت كثيرا تلك المسنة لتقول:انا معرفش مين نور الدسوقي والله يا ابني العنوان غلط
سألها عمر وهو ينظر حوله:امال انت مين
قالت تلك المسنة: انا حجة امنة
كان يفكر حتي توصل لهذا الحل أخرج الصورة من بنطاله واعطاها العجوز
ردته هي باستغراب:انت جبت الصورة دي منين
قال هو بهدوء مخالف لما يشعر به من غضب: الصورو دي بتاعة نور الدسوقي الي انا بدور عليها
قالت واستغرابها يزداد:بص صاحبة الصورة دي جاية كمان شويو بس نور الدسوقي والله ما اعرف حاجه عنها
بدأ غضبه في الازدياد وهو يقول:طيب انا هستناها يا حجة
قالت العجوز بابتسامة:طب تعالي يا ابني استناها جوه ادام انت تعرفها
ابتسم لها ودلف الي المنزل بعد خلع حزائه جلس ينتظرها حتي دق جرس الباب وذهبت العجوز لفتحه
دلفت فتاة وقالت لها تلك العجوز: في حد جوه مستنيكي
قالت الفتاه بابتسامة عريضة:وصل بدري يعني ماشي
دلفت الي غرفة المعيشة وجدته يقفز ويقف أمامها ويقول:فين اختك نور الدسوقي يا دكتورة ميس
جلست على الأريكة بلا مبالاة وهي تفوه:اختي ونور الدسوقي اقعد يا حضرة الظابط اعرفك بنفسي
جلس وهو في قمة غضبه بينما تابعت هي حديثها:انا حور الي في الصورة دي بس الصورة دي من كام سنة من كتير أوي انا متخرجهطة من حربية ظابطة مخابرات عندي سته وعشرين سنة ومفيش حد اسمه نور الدسوقي والحجه دي تبقي خالتي ومعنديش اخوات اصلا الفت عليك قصة قصيرهةلنور الدسوقي عشان كان ورايا معاد مهم
كان عمر في كامل صدمته ف هي قد كذبت عليه بسهول
:بس الواضح انك لسه مبتدئ اصلك امبارح قولت انك ك ظابط تعرف كل حاجة عني صح بس احب اقولك على حاجة كمان امبارح لما جبتني انت كنت مكتفني بس لما قولتلي اكتبي معلومات عن اختك انا كتبت منغير ما تفكني يا ترا لي اقولك لاني فكيت نفسي عشان متدربة على كده
كان عمر يود أن يفتك بنفسه أو أن يختفي فوراً من أمامها لذا قال: القاعدة مستنياكي في
قطعت حور كلامه وهي تقول:بلغهم أني مش راجعه تاني وان الي عمل الشوشره دي تبقي خالتي امنه وهي الي كلمتهم يرجعوني مش انا
اختفت حور من أمامه بينما هو كان يختفي من ذلك المنزل
مر يومان على ذلك اليوم كانت حور واقفه في أحدي المطاعم تطلب طعامها والتفتت لتخرج لكنها وجدت أحدهم خلفها بالسنتي ميتر ولم يكن سوي عمر اصتدموا ببعضهم البعض نظرت حور أمامها كي توبخ من كان خلفها وجدته عمر لذا وبدون تفكير وتلقائية ركضت خارج المطعم تاركة طعامها ونقودها والموظف خلفها يناديها وعمر واقفاً أمامه أخذ المشروب خاصته وأخبره بهدوء وبرود وينظر خارج المطعم من محل خروجها يرسم على محياه ابتسامة عزباء:مش هتيجي هي هربت عموماً هات الاكل انا هديهولها
قال اخر كلماته وهو يلتفت إليه ويأخذ الطعام وعلى الجانب الآخر كانت حور واقفة على باب المطعم تلتقط أنفاسها تحركت للخارج لكن أعاق شيرها شيء واقع أسفل الأرض التقته حور بخفة وتفحصته وجدته سوار متهالك عليه حرف (N)كادت تصرخ لكنها وجدت عمر يقف أمامها ويمد يده بالطعام لم تنظر له حور مما دفع عمر للنظر الي ما يشغلها عنه ولكن سرعان ما التقطه من يدها وهو يقول:ده بتاعي معلش بس مبحبش حد يمسكه غير صاحبته
نظر لها باستنكار وهو يتابع بخيبة احتلت ارجائه:وصاحبته الله اعلم هتمسكه امتي
نظرت له حور وقالت وهي مترددة بشدة:انا يعني عمر انا اخت نور
عقد حاجبيه يناظرها بتعجب ثم فاه يتفحصها:ازاي يعني مش فاهم ازاي عرفتي نور ده أولاً ثانياً بقى ازاي عندك اخوات انت مش قولتيلي انك وحيدة ودي خالتك
نظرت حور للجهة الأخري تتفادى نظراته المشتعلة فقد كذبت للمرة الثانية قالت وهي تكاد تغشى من الخجل:ما هو اصل يعني
لم تجد ما تقوله لذا كشفت يدها وهي تلفت نظره الي تلك الاسورة بيدها بحرف(A)لذا قال هو وبدون مقدمات:ايه ادم حور انت حور
قال اخر كلماته ناظراً لها بصدمة لتقول هي وهي تتمنى أن تشق الرض وتقع بها: في الحقيقة أنا قولتلك اني معنديش اخت اسمها نور الدسوقي وانا فعلا معنديش اخت اسمها نور الدسوقي اختي اسمها نور الشريف
أومأ عمر لها وقال مقلداً إياها بطريقة مضحكة: معنديش اخوات وضحكت عليك عشان عندي ميتينج مهم
اعدل نبرة صوته وقال:وانا زي كيس الجوافة قاعد اصدق وكل شويه ترجع تكتشف أنها نسيت تقولي حاجة
انكمشت حور في ملابسها وهي ترفع سبابتها تعدل على حديثه: صحيح نسيت أقولك أن نور نسيتك ونسيتني
صوب عمر سهام عيناه نحوها وقال لها : طيب هي فين دلوقتي
حركت كتفيها وشفتها بمعني عدم المعرفة لذا تركته حور وذهبت من امامها وحينما دلفت ركضت لأحضان خالتها التي كثيراً ما تركض إليه في وقت حزنها وبدأت قص قصتها لنا:انا حور الشريف تؤام نور الشريف في صغرنا كنا عايشين مع بابا وماما كان عندنا شلة كانت انا ونور وادم وعمر انا كنت بحب عمر وهو بيحب نور مثلث حب زي ما بيقولوا وادم كان بيحبني اي ده ده قلب بمربع المهم يعني للأسف في يوم ادم كان ماشي وعمل حادثة ومات كانت صدمة لينا كلنا بالذات انا مهو أنا مش قلب حجر بردك وبعدها معداش يومين اه والله يومين وبابا وماما ماتوا في حادثة برضه ومن وقتها واحنا عيشنا مع خالتي ومشفناش عمر تاني
كانت تقص لنا قصتها لكنها بالواقع تبكي بأحضان خالتها حتى مر نصف ساعة
أنت تقرأ
أن تبوح
Romanceالبوح، أن تخرج كلمة اهرقتك لسنين ، أن تهتف بنبرة اخفيتها، أن تعترف باعتراف اخفيته، بسبب الخوف من البوح ، فشلت نصف قصص الحب ، لكن هنا ولأول مرة ، سيبوح أحدهم بما اهلكه، وسلب منه حريته، ليقيده في بعض الكلمات ، ويمنعه من البوح بكلمة،أن كان لديك القدرة...