قدره عيناها

58 10 2
                                    

كانت تتلفت وتنظر حولها وحينما تأكدت أنه لم يراها احد صعدت إلى البناية ودلفت الي منزلها وأغلقت الباب ببطء في محاولة عدم إصدار صوت
"بتتسحبي كده لي "
فزعت أثر ونظرت خلفها وحينما رأت أنه من حدثها شقيقتها ليس إلا وضعت يدها على موضع قلبها وهي تزفر براحة
"خضتيني يا تسنيم "
"متراوغيش في الكلام وقولي بتتسحبي كده لي"
كانت تتحدث الفتاة بغضب وهي تنظر إلى أثر التي ارتبكت وحاولت ايجاد تبرير
"مفيش اصلي رجعت متأخر من الشغل وانت عارفة عمو محمد خفت يشوفني"
لم تصدقها اختها لكنها عادت وجلست علي الأريكة مرة آخرى وعاودت مشاهدة التلفاز في حين نبست إثر
"هو بابا نام"
اومأت الأخري بـإيجاب تقدمت أثر من الغرفة ودلفت ثم تأكدت أن الباب مغلق بأحكام وامسكت هاتفها لكن خاب أملها حينما لم تجد أي رسالة و ألقته علي الفراش وارتمت عليه بظهرها لكنه عاود الرجوع إلى عقلها مره اخرى حينما صدح رنين هاتفها يعلن عن وجود رسالة اعتدلت في جلستها بابتسامة تعلو وجهها وامسكت الهاتف وتفحصت الرسالة التي كان فحواها
"اشوفك بكره...اكيد هتيجي صح؟!"
نظرت لها وحاولت جر محادثة لذا نقرت بأصابعها على الهاتف
"معرفش ممكن لأ..بتسأل لي؟!"
ظلت صامتة لدقيقة تنظر إلى علامة يكتب في اعلي الشاشة تنتظر الإجابة التي اتتها سريعاً
"مش عارف عيونك بتوحشني."
بعثت الرسالة لكنها حذفت خلال ثواني ولكن أثر كانت قد قرأتها
"على فكرة قرأت "
بعثت له تلك الرسالة وبجانبها وجه يضحك
بعثت تلك الرسالة وأغلقت المحادثة وفتحت إحدى مواقع التواصل الإجتماعي وخلال دقيقتين كان هاتفها ينبهها بوجود رسالة جديدة كادت تفتحها لكنها توقفت لسماعها طرقات اختها على الباب
"ثواني يا تسنيم بلبس"
صاحت بها أثر التي تركت الهاتف على الفراش ووقفت أمام الخزانة المتهالكة وارتدت منامتها وارتمت علي الفراش بتعب من اليوم الشاق الذي داهمها
في صباح اليوم التالي كانت تسنيم واقفة على باب المنزل وهي ترتدي ملابس المدرسة فـ هي في السنة الأخيرة لها من المدرسة وفي الشهر الأخير
"يلا يا أثر عايزه انزل بقي "
اقتربت منها أثر التي صاحت بوجهها بغضب
"ما تهدي شويه بظبط الطرحة"
التفتت لها أثر بعدما انتهت من ارتداء حجابها
"اي رأيك مظبوطة"
اومأت لها تسنيم بتعجب من اهتمامها بمظهرها لهذا الحد لذا تسائلت بفضول
"هو انت رايحه الكلية صح ولا هتروحي فين"
"تؤ تؤ"
نظرت لها شقيقتها بشك وهي تستند يظهرها على الباب
"امال..رايحه فين يا أثر؟!"
نظرت لها أثر وهي تعلم أن حديثها سيشعل نيران في الوسط لكنها قبل أن تتفوه بـكلمة كانت تسنيم تركض تجاه والدهم الذي خرج من غرفته للتو كي تعانقه حمدت الله أثر في سرها على نجدتها من ذلك الموقف
"بابا حبيبي عامل اي؟ أخيراً خرجت من الاوضة بقى"
نظر نحوها محمد و ربت على شعرها بابتسامة تعلو وجهه
"عامل اي يا بابا؟"
نظر محمد نحو أثر التي همست بذلك الحديث بينما هي كانت تهرب بنظراتها نحو أرضية الغرفة لذا نظر نحو تسنيم وابتسم لها ثم تركها وتقدم من أثر قائلاً
"مش هتسلمي عليا يا أثر؟!"
نظرت أثر نحو ساعة يدها بتوتر ثم اردفت وهي تنظر إلى الجهه الاخري
"عادي يعني يا بابا احنا عايشين مع بعض في نفس البيت يلا يا تسنيم عشان اتأخرنا"
اردفت بـ أخر كلماتها وهي تفتح باب المنزل وتخرج منه بملامح غضب يشوبه الحزن وعينان تعاتب عينا والدها
نظرت تسنيم نحو والدها بحزن ثم خرجت خلف أثر وركضت خلفها ثم أمسكت بيدها ووضعتها في يدها واسندت رأسها علي ذراعها بينما أثر ربتت على رأسها وهي تحاوطها بذراعها
في غضون ساعة في مواصلات النقل العام كانت تسنيم واخيراً تقف أمام المواصلة الأخيرة صعدت وحيال ما رأت كرسيان فارغان جلست فيهم أخرجت كتاب من حقيبتها وفتحته كي تراجع اخر دروسها لكنها وجدت أحدهم يجلس بجانبها لذا أدخلت الكتاب في الحقيبة وأخرجت اخر لكن تلك المره كانت رواية
"انا عارف الرواية دي من احلى الروايات الي قريتها"
كلمات أردف بها ذاك الذي يجلس بجانبها لكنها أعطته نظره لا مبالية وأخرجت سماعات أذنها تحاول عدم الاكتراث به
"تعرفي انا معايا الجزء الثاني منها"
بلغتها بحديثه وهو ينظر لها بابتسامة تعلو وجهه لكنها وقفت بلا سابق انذار وصاحت في وجهه قائلة
"هو في اي مظنش من الأدب انك تكلم بنت لا حول لها ولا قوه في المواصلات"
ما طريقة التوبيخ هذه ينقصها بعض الكلمات وتصبح خطاب يحث على الأخلاق
"انا اسف مكنتش اقصد انا بس بقول.."
كاد يكمل كلماته لكنها صاحت بغضب
"رجالة آخر زمن"
أشعلت الشجار في السيارة ثم ترجلت منها بضيق فلا أحد أصبح يحترم اخلاقها في هذه الحياة من هو ليحادثها ماذا يقرب لها سارت تسنيم حتى مدرستها بغضب ولكنها كعادتها تأخرت علي الطابور فـها هو في نهايته وقفت بضيق ف هي تكره البشر وصحبتهم لكن سرعان ما عبس وجهها حينما وجدت ذاك الاحمق الذي وبخته صباحاً يقف على منصة الإذاعة المدرسية ويقدمه المدير ببعض الكلمات
"احب اقدملكم استاذ يوسف مدرس جديد معانا هنا"
نظرت تسنيم الي الجهه الاخرى بغضب فكيف له أن يكون معلم بمدرستها أنه حظها فقط
في مكان اخر كانت أثر تتقدم نحو محل عملها الجديد بعد انهائها لدراستها دلفت الي العمل بخطوات كسولة لكن أوقفها كلمة ذاك
"آنسة أثر عاملة ايه"
التفتت له بابتسامة لطيفة واجابته
"الحمد لله انا كويسة"
تركته أثر بعد لحظات وهي تحاول منعه من الحديث جلست على كرسي مكتبها وهي تستنشق الهواء بخوف فهي تشعر أنها تقترف ذنباً تلك ليست اخلاقها وما تفعله ليس وصية والدتها لها
والدتها!
اه يا اماه اين انت
كانت كلمات تدور في عقل أثر بينما عيناها تحمست لأنزال دمعه لكنها قذفتها سريعاً خارج وجهها وعادت بتركيزها على العمل
بعد عدة دقائق كانت أثر تصب كل تركيزها على العمل بينما صدح رنين هاتفها لذا أمسكت به وجدته والدها لما يحادثها الان منذ متى يهتم بها لتلك الدرجة
"سلام عليكم نعم يا بابا"
تهلل وجه محمد في الجانب الآخر واردف بسعادة
"وعليكم السلام يا قلب بابا عاملة ايه"
آلمها قلبها لسماعها تلك الكلمة أغلقت الهاتف وتركته جانباً وبدأت شهقاتها تعلو والماضي يصب علي عقلها
في الماضي
"بابا يا بابا"
كانت أثر واقفه تنادي على والدها كي يساعدها في ركوب عجلتها لكنه كان يصب كل تركيزه علي زوجته وابنتها تحركت أثر نحو ندى زوجة والدها وطرقت على ذراعها لذا التفتت لها ندى بابتسامة عذبة
"خير يا أثر في اي يا حبيبتي"
نظرت أثر بأتجاه عجلتها وأشارت لها بيدها الاخرى بحزن علي والدها
"بابا مش راضي يجي يركبني العجلة وعمال يساعد تسنيم بس"
رمقته ندي بنظرو غاضبة ومعاتبة ثم عادت بنظرها له وحاولت ارضائها وترميم كسور خاطرها
في الحاضر
عادت أثر الي الحاضر وتمتمت بكلمات حزينة بين شهقاتها
"الله يرحمك يا طنط ندى كنتِ مخففة حزني وهمي سبتيني ليه تاني لي انت وماما سبتوني "
عادت شهقاتها تعلو وشعرت بنبض قلبها يسرع في نبضاته
"انا كنت بحبه بس هو اهملني ونسيني انا طول عمري بحبه بس زعلانة منه لما ماما ماتت معملش حاجة كويسه غير أنه اتجوز طنط ندى "
اخرجت أثر صورة من درج مكتبها ونظرت نحو تلك المرأة التي تقف بجانبها أنها كانت من اصفي القلوب لكنها رحلت منذ شهور تركتها هي الأخرى عادت شهقاتها تعلو وهي تتذكر أنها كانت والدتها الثانية من الصعب أن يمر المرء بنفس الشئ مرتان
أنهت عملها ثم أمسكت هاتفها تتفحصه وجدت المئات من الرسائل النصية والمكالمات من والدها تجاهلته ووضعته في حقيبتها لكنها توقفت عن السير أثر سماعها لكلمة ترددت بجانب أذنها
"أثر "
التفتت له أثر لكي توبخه علي حذفه للقبها لكن أوقفها حديثه
"باباكِ اتصل بالمكتب كان بيدور عليكِ بس انا قولتله انك في المكتب عادي"
"طيب تمام انا هكلمه "
كادت تكمل طريقها لكنها عادت مره اخرى تردف بتحذير
"صح انا اسمي آنسة أو استاذة أثر ارجوك متحذفش الالقاب "
أوماء لها احمد زميلها فى العمل كادت ترحل لكنها أوقفها قائلاً
"انا اسف متزعليش..يا آنسة أثر"
اومأت له أثر ودار بينهم حديث عشوائي لكن اوقفه سماعها اسمها يتردد من فاه شقيقتها لذا استدارت
"أثر"
"تسنيم انت بتعملي اي هنا "
نظرت تسنيم نحوها ثم نحو أحمد الذي يقف بجانبها
"دي تسنيم اختي وده احمد زميلي في الشغل"
نظرت لها تسنيم و اومأت
"أهلاً"
قالتها بمضض ثم نظرت نحو أثر واكملت حديثها بحنق
"يلا يا أثر تعالي عشان عايزة اروح "
سارت خارج المكتب وتبعتها أثر التي أوقفتها أمام المبنى قائلة
"استني يا تسنيم قوليلي كنت بتعملي اي هنا"
"والله! المفروض مين يقول لمين هو كان بيعمل ايه مش انت "
"لا مش انا انا معملتش حاجة غلط"
نظرت نحوها تسنيم بتحدي
"والله! مش انت أثر بتاعت عمري ما اكلم شاب من ورا أهلي وكل الكلام ده "
نظرت نحوها أثر بحزن ثم أمسكت يدها وتقدمت من أحدي المقاعد وأجلستها ثم أردفت
"انا معجبة بـأحمد "
نظرت لها تسنيم بغضب ثم اشاحت بنظرها نحو الجهة الاخرى
"بس أحمد ابن صاحب الشركة فاهمة حاجة احمد أعلى مني بطبقات كتير يستحيل أهله يوافقه عليا "
"مش مبرر ومعنى انك بتقولي الكلام ده يبقي اعجاب متبادل مظنش أن ده مبرر المفروض تتحدوا العالم أو بمعنى أصح هو لو كان عايزك بجد كان أتحدى مصر كلها مش أهله بس واظن انك اكتر واحده عارفة ده "
"انا عارفه اني غلطانة بس انا حيرانة اعمل اي؟! "
"انا ورايا امتحان بكره هروح اذاكر واظن انك عارفة تعملي اي ابعدي عنه يا أثر "
تركتها تسنيم و سارت بعيداً عن مكان تواجدها بينما أثر توجهت نحو أكثر مكان تحبه
وقفت أمام قبر والدتها
"وحشتيني اوي يا ماما اوي اوي كان نفسي اشوفك ونتكلم كان نفسي تشوفي حفلة تخرجي الي بعد كام شهر كان نفسي احضنك نفسي اعمل معاكي حاجات كتير أوي ربنا يرحمك يا حبيبتي "
كانت تسنيم تقف في المطبخ وهي تقطع السلطة بينما أثر أمسكت بملعقة الأرز وكانت علامات العبس على وجهها
"طعمه مش ولا بد كان لازم افتكس يعني محدش فينا بيعرف يطبخ أصلاً هنعمل اي دلوقتي "
دلف والدها الي المطبخ وهو يردف بفرح
"انا هـاطبخ "
نظرا الاثنان الي بعضهم البعض بتعجب بينما محمد قهقه وهو يردف
"متستغربوش راوية الله يرحمها كانت علمتني الطبخ"
ابتلعت أثر غصة مريرة في حلقها واردفت بابتسامة
"اذا كان كده يبقي احنا هنطبخ ولا مش عايز تعلمني؟!"
نظر لها محمد بسعادة بالغة وعانقها وفرت من عينه دمعة هاربة
"اكيد طبعا عايز اكيد طبعا يا قلب بابا"
بادرت أثر معانقته بينما احتلت تسنيم ظهره من الخلف كـ الطفلة الصغيرة
كان الجميع يجلس على المائدة وهم يتناولون أطراف الحديث ويضحكون صدح رنين هاتف أثر يعلن عن وجود رسالة وبلمحه من أعين محمد كان قد قرأ اسم المرسل
"مين احمد ده"
نظرت له بارتباك ثم قالت
"ده اقصد دي صاحبتي انا كنت بهزر معاها ف سمتها كده "
تركتهم أثر وتوجهت نحو غرفتها وامسكت هاتفها تتصفح الرسائل وهي تبحث عن رسالة احمد واخيراً وجدتها
"انسه أثر في ميتينج بكره في المطعم ده الساعه 12"
نظرت نحو الرسالة بضيق ثم وضعت الهاتف على الفراش وجلست بجانبه وعلامات وجهها يعلوها الضيق
"هو ده كان درس انهارده"
قالها يوسف بابتسامة بعدما انهى شرح الدرس إلى طلابه ثم وقف في منتصف الفصل واردف
"انا حالياً عايز اتعرف عليكم هنبدأ من عند عمر "
كان الجميع يقول اسمه وسنه وهواياته حتي وصل الدور الي تسنيم اردفت بمضض
"تسنيم 19سنه بحب القرائة والطبخ"
"19سنه! ده انت اكبر منهم بقي "
اومأت تسنيم بحركة من رأسها
"طب تعرفي معني اسمك معناه عين ماء في الجنة اسم جميل يا تسنيم "
كاد يلتفتت الفتاة التي تمكث بجانبها لكنه عاد بنظره لها مره اخرى واردف بهدوء
"اه صح احب اقولك يا تسنيم أن انا بس بتحمس لما يلاقي حد بيحب القرائة مش اكتر مكنتش اقصد حاجة عشان تتخانقي معايا بلا سبب "
كانت أعين الجميع موجهة إليها بينما هي كانت تحاول معرفة كيف تجرأ على قول هذا أمام اصدقائها تباً لقد تذكرت تسنيم لا تتكلم سوي مع نفسها فقط
صدح رنين جرس المدرسة وخرج يوسف بينما خرجت تسنيم خلفه وهي تردف بغضب بعد أن أوقفته
"ممكن افهم اي الي انت قولته جوة ده "
أمال بكتفيه دلالة علي عدم معرفته
"معرفش"
تركها وذهب بينما هي كانت تشتعل بداخلها بغضب
بعد عدة أيام في احدى المقاهي كانت أثر تردف بسعادة
"كده احنا متفقين والديل هيتم "
ابتسمت أثر وودعت شركائهم ثم جلست مره اخرى ونظرت لـ أحمد بسعادة
"تسنيم انا عايز اقولك حاجة مهمة "
نظرت أثر نحوه باهتمام بينما هو كان الحديث يهرب من فمه لكنه واخيراً استجمع شجاعته
"انا معجب بيكي والحقيقة.."
كاد يكمل كلماته لكن قطعها حديث أحدهم
"خير يا أثر انت مش كنتي في الشغل "
نظرت أثر نحو والدها ووقفت قائلة
"بابا انا كنت في ميتينج هنا"
"حضرتك بقى استاذ احمد"
أومأ احمد باستغراب بينما محمد أردف بغضب
"تعالي ورايا يا أثر"
بعد نصف ساعة كانت أثر واقفه في المنزل أمام والدها وهي تحاول شرح ما حدث
"صدقوني هو ده اللي حصل مش اكتر"
"مقولتليش لي من الاول"
نظرت نحوه أثر وجلست على الأرضية أمام الأريكة الذي يجلس عليها والدها
"انا آسفة مقصدش بس انا كنت تايهة"
عاتقها والدها للمره الواحد بعد الألف في الاسبوع ف هو قد حرم من هذا لفترة طويلة ويحاول تعويضه
"انا مصدقك بس خايف عليكي صدقيني مش اكتر "
نهضت أثر من مجلسها ووقفت بعدما اتخذت القرار اقتربت من الباب وهي تردف لوالدها
"انا هتروح استقيل يا بابا عشان ابعد "
بعد نصف ساعة كانت أثر تردف بحزن
"انا عارفه انك حاولت يا أحمد وانا كمان حاولت بس خلاص انا آسفة دي استقالتي"
تركته أثر وخرجت من المكتب ظلت تسير حتي قادتها قدمها الي بيتها الذي لم يكن يوماً كـأي بيت وقفت أمام قبر والدتها مره اخرى تشكي لها حالها
كانت تسنيم واقفة في ممر الفصول بوجه عابس فـ اليوم عيد ميلادها ولم يعطيها أحدهم منديلاً جلست على المقعد بحزن لكنها وجدت أحدهم يجلس على كرسي الذي أمامها
"انهارده عيد ميلادك كل سنة وانت طيبة"
نظرت له تسنيم باستغراب لكنها اشاحت بنظرها للجهة الاخرى واردفت
"وانت طيب كنت متعودة احتفل بيه مع ماما بس ربنا يرحمها بقي "
"ربنا يرحمها"
وضع إحدى الكتب الروائية أمامها ووقف واردف بهدوء
"ممكن اخليكِ تستعيري ده مني لحد ما تخلصيه الجزء الثاني من الي انت كنتِ بتقرأيه يوم خناقتنا"
نظرت له ثم الي الكتاب بامتنان
"شكراً يا مستر يوسف "
كانت الايام تمر ببطء على أثر التي كانت متسطحة على الفراش تحارب كي لا تمسك بالهاتف وتتحدث مع احمد او تتفقد ملفه الشخصي لكنها فوجئت بـ تسنيم تدلف سريعاً وتقذفها بأحدي الفساتين قائلة
"البسي ده بسرعة"
بعد عدة دقائق كانت تقف في صالون المنزل بدون فهم لما يحدث لكنها قرأته كله حينما وجدت احمد يجلس على الأريكة
"انا جيت اطلب ايدك يا أثر "
"وانا مش موافقة"
"بس انا بحبك"
"وانا مبحبكش يا أحمد عن اذنك"
حاول والدها ارداعها عن رأيها لكنها دلفت الي غرفتها وحاولت امساك دموعها بينما اردفت تسنيم بغضب
"انت عبيطة رفضتيه لي "
أعطتها أثر الهاتف وأشارت لها نحو رسالة نصية فجواها
"ابعدي عن ابني بقى انت حرباية جاية تبوظي بيتي عقربة بتلفي على ابني"
جلست تسنيم بجانبها وربتت على ظهرها تحاول تهدئتها
"متعرفيش فين استاذ يوسف "
نفت لها الفتاة ذلك بينما هي أمسكت الكتاب الذي أمامها وكادت ترحل لكن الكتاب سقطت منه ورقة امسكتها تسنيم باستغراب
وقرأت ما كان فيها
"وجود الكتاب معك ليس صدفة ووقوع الورقة منه ليست صدفة أيضاً رأيتك من عامين ووقع قلبي رغماً عنه حاولت الاقتراب وحاولت الابتعاد وفي كلتا المرتان فشلت حاولت أيضاً نفيك الي ضفاف قلبي لكنني فشلت لذا انا الآن اهرب منك والي الابد"
مر عام والآخر والله عام والآخر كانت في وقتها تجلس تسنيم وأثر أمام قبر والدهم يدعون له ثم خرجوا وتوجهوا الى منزلهم
"انت كويسة يا أثر"
اومأت لها أثر بابتسامة لطيفة عاد الاثنان الي منزلهم لكنهم وجدوا الاضواء مطفئه لكنها اشتعلت في غضون ثواني
"كل سنة وانت طيبة يا تسنيم"
صاح بها الجميع بينما اقتربت تلك الصغيرة رهف قائلة
"كل سنة وانت طيبة يا ماما "
حملتها تسنيم بسعادة بينما اقترب منها يوسف قائلاً
"كل سنة وانت طيبة يا تسنيم"
ابتسمت له تسنيم بينما كانت أثر تراقبهم بابتسامة لكنها فزعت أثر حديث أحدهم
"مش انا اكتشفت حاجة"
فزعت أثر ونظرت نحو أحمد وضربته في مقدمة رأسه
"حرام عليك خضتني اكتشفت اي"
"يا بشرتي بالخير لاستكانك بقربتي.
يا بشرتك بالخير لاستكانك خاطري."

في المساء كانت تجلس على فراشها تتذكر كيف تغير مسار حياتهم إلى هنا
"أثر يلا هينادوا اسمك"
صاحت بها رفيقتها آلتي تصاحبها في حفل تخرجهم وبعد عدة دقائق كانت أثر تحتل المنصة وبعد تكريمها من معلميها ترجلت من المنصة بوجه خالي من التعبير رغم الفرحة البادية على أحداث اليوم
"يعني مش ناوية تقولي لي مبروك "
التفتت بفزع بعد سماعها صوته ثم صرخت قائلة
"أحمد!"
اومأ لها وهو يتابع حديثه
"مش أنا هخطب "
هزمت ورست الملامح الحزينة على وجهها بينما هو باغتها بحديثه
"وأنت العروسة"
نظرت له بنظرة متسائلة بينما هو بادلها بنظرة مأكدة حديثه
في حديث آخر كان يوسف يتحدث بسعادة بالغة
"أنا يا عمي لا يمكن ألاقي زي تسنيم في الوجود
تسنيم هي الوحيدة إلي استكانلها قلبي عشان
كدة عايز أكمل إلي باقي معاها."
بعد مرور شهران كانت أثر تقف بجانب تسنيم وبجانب تسنيم كان زوجها يوسف وبجانب أثر كان أحمد زوجها كانوا يرتدون ملابس عرس
"تعرفي إني بحبك عشان تهت في عيونك وعشانهم وقع قلبي يا أثر أنت الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي ومعاك هكمل ."
وعلى الجانب الآخر همس يوسف بجانب أذن تسنيم
"تعرفي أن قلبي وقع من النظرة الأولى كل العلماء أجمعوا أن القلب عضو مميز فيه خفايا كتير بس أنت الوحيدة إلي قدرتي تمتلكي قلبي بخفاياه كلها يا تسنيمي."

-------------------------
كنت كتبتها من فترة وقررت اضمها لحكايات السكر لحد ما ربنا يفرجها وانزل لكم أجمد حكاية اتكتبت من قلمي لحد ده الوقت.
وعمومًا عايزة أعرف هل الأحداث متكروتة ولا أي وهل هي حلوة بقدر إلي قبلها .
استنى هنا رايح فين أعمل ڤوت ومتابعة عشان يوصلك الحكايات الجديدة.
والصراحة عايزة اسكرين شوت لأن تبوح في مكتبتكم.


أن تبوح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن