لــا أحــد يــفــهــم...

411 15 9
                                    

كانت تجلس في غرفة مُمتلئة بِالطلاب، كُلًا مِنهم يتحدث مع صديقهُ أو في الهاتف، زفرت بتعب وهي تقوم بإخراج الكتاب تنتظر المُعلم.

"أنا بجد تعبت مبقتش عارفة أنام ولا قادرة اذاكر واليوم بيضيع مني."

كان ذلك صوت صديقتها، ألتفت لها تُخبرها بهدوء وملامح وجهِها مُتعبة وجسد نحيف.

"أنا عكسك، بذاكر بس لا باكل ولا بخرج ولا بروح في أي مكان ولا حتى بنام كويس."

ربطت صديقتها بتفهم على كتفها، دخل المُعلم يقطع حديثهم يشرح مسائل ومعادلات، كانت تدون المعلومات التي يقولها في الكتاب وبعد كل جزء من نهاية شرحهِ تقوم بإلتقاط صورة لِــ اللوح.

انتهت الحصة بعد مرور ساعة ونصف، كانت تقوم بتمديد زراعيها فِالهواء بتعب.

"حاسة إن جسمي مكسر اوى."
"مين سمعك، أنا امبارح حسيت بتعب روحنا الصيدلة إلــ تحت البيت لقيت ضغطي واطي والدكتور بتاع الصيدلة قال لِــ ماما أني اروح اعمل تحاليل."

كان ذلك صوت صديقتها المُرهق بسبب ما يمرون به، تحدثت الأخرى بتعب وقد لمعت الدموع بعينها.

"كل دا واحنا لسه في تانية أومال في تالتة هيحصل إيه!!"

كانت ستبكي لِكل ما تمر به من ضغط الدروس والمذاكرة وأهلها لا أحد يشعر بها؛ لا أحد.

"سلام يا بسمة أنا همشي."

كان ذلك صوت صديقتها وهى تودعها.

"خلي بالك مِن نفسك ولما تروحي تكلميني ماشي."

اجابتها صديقتها بصوت عالي بعض الشيء وهي تركب ذلك الشيء الذي يُسمى بِــ 'التوكتوك'.

"ماشى ياقلبي، سلام."
"سلام."

بعدما اطمأنت أنها ذهبت بدأت في السير فَمكان الدرس ليس بعيد عن بيتها، كانت تضع سماعات الهاتف في أُذنها تستمع لأحدى 'البودكاست' في محاولة منها لِصرف التعب والإرهاق عن جسدها، وصلت أمام إحدى البنيات القديمة بعض الشيء تُطالعها بإرهاق، صعدت السلالم بتعب وهي تُغلق ما تسمعهُ وتضع السماعة والهاتف في الحقيبة.

"السلام عليكم."
"وعليكم السلام، اتأخرتي ليه يا بسمة؟"

كان ذلك صوت والدتها التي تجلس على طاولة تقوم بتقطيع الخضار لِعمل السلطة، جلست بسمة على إحدى الكراسي بإنهاك.

"كُنت بجيب شويه حجات مِن السوبر ماركت إلــ تحت عشان أَكُلهم و أنا بذاكر."

هزت والدتها رأسها بمعنى حسنًا دون أن تنظر لها حتى.

"قومي غيري وادخلي ذاكري، مكنش عندك غير درس واحد النهاردة مش عايزة هبل و تعبانة ياماما ومش قادرة، ماشي."
"حاضر."

سِــنْ الــمُــراهــقــة Where stories live. Discover now