مــاذا أفــعــل لــيــرضــوا عــنــى؟!

97 6 1
                                    

"يابنى هو أنتَ علطول قاعد على الموبايل كده مفيش مذاكره خالص"

نظر حَليم لوالده بهدوء وبعض الحزن فــ هو قد أنهى مذاكرته مُنذ خمس دقائق، كان يُذاكر من الصباح الباكر لكن لا أحد يرضى ولا أحد يرى.

"حاضر يا بابا"

قام بإطفاء هاتفهُ مُتجهًا لغرفته بــ ظهرًا مُنحنى من اليأس، سيجلس فى غرفته و لن يخرج منها حتى موعد العشاء.

"يابنى أنا تعبت بجد محدش فيهم راضى عن أى حاجة بعملها و كل شويه يقولولى فى أحسن من كده وفلان عمل وفلان سوا و أنا زهقت، مابيفكروش فيا خالص"

كان ذلك كلام حَليم لصديقه أيهم يُخبره كم يُعانى مع أُسرته، انتظر حَليم رد أيهم.

"استحمل يا حَليم كلنا كده وكلنا بيحصل معانا كده"

أبتسم حَليم بسخرية من يتحدث أيهم صاحب العائلة المثالية التى لا تقف امام رغبات ابنهم؛ التى تستمع لابنهم بكل صدر رحب، أيهم صاحب الأبوين الذان يُخبرانه بــ أن من حقه أن يبكى و يُظهر ضعفه فــ هو بالنهاية بــشــر!!

لَمْ يُعلق حَليم على حديثه و إنما قام بإغلاق الهاتف ورميه بعيدًا، قام بالإستلقاء على السرير ينظر للسقف بشرود؛ لما أُسرته لا ترضى على تصرفاته ولا على قراراته لما لا يكونوا كــ أُسرة أيهم؛ هو الأن فى الصف الثالث الثانوى قسم "علمى علوم" بناءً على طلب والده فــ هو يُريده أن يُصبح طبيب أو أقل التوقعات أن يلتحق بكلية العلوم ويُصبح عالم..لكن هو لم يُرد أن يكون أى شئ من هذا لم يُرد أن يدخل القسم العلمى من الأساس بل كان يُريد أن يدخل القسم الأدبى فــ هو عاشق لل تاريخ و علم النفسى و كان يُريد الالتحاق بكلية الآثار، لكن أمام إصرار والده رضخ لرغبته.

"حَليم يلا تعالى الأكل جاهز"

كان ذلك صوت والدته العالى، تأفأف بضيق لا يعلم سببه و نهض من مكانه بملامح حانقه مُنزعجه، وجد والده يترأس الطاوله و والدته بجانبه وأخويه الصغيرين بجوار والدته و أخته الوسطى تجلس بعيدًا عنهم ممسكه بهاتفها تبتسم بين الحين و الأخر يبدو أنها تُحادث صديقتها عُلا.

"سيبى الزفت إل فــ إيدك و كُلى يا ليلى"

قام ليلى بإطفاء الهاتف بهدوء و بدأت فى الأكل شارده فى شئً ما..يرى دموعها الحبيسه..يرى ارتجافه يدها، لكن ابويه لم يروا شئ فقط رأوا إمساكها للهاتف، جلس هو الأخر بجوار شقيقته يأكل بــ شئً من الملل و الفتور و فقدان الشهيه.

"الحمدلله شبعت"
"أنتَ لحقت تأكل يابنى!!"

كان ذلك صوت والدته الحانق، تحدث بهدوء أقرب للبرود و هو ينهض من مكانه.

"شبعت، هقعد أكل حتى لو شبعت، عن اذنكم داخل انام"

نظر والده له بعضب و قام بمُنادته بغضب.

سِــنْ الــمُــراهــقــة Where stories live. Discover now