شوبنهاور

32 3 2
                                    


آرتور شوبنهاور، فيلسوف الألماني ، وأحد أهم فلاسفة القرن التاسع عشر،عرف أنه فيلسوف التشاؤم، والشر، كما أثر بكتاباته على الفلسفة الوجودية وعلم النفس في الأوقات اللاحقة لوجوده.
عاش اضطرابات الكينونة امتدحه فرويد وتأثر به نيتشه وعارضه ،أمه انتقدت عقم أفكاره وأوصى بممتلكاته لكلبه الوفي.

شَخّصَ عالم الظواهر بصفته نتاج الإرادة العمياء للشيء في ذاته (نومينون).كما بنى أفكاره على الفلسفة المثالية المتعالية لإيمانويل كانت، فتبنّى نظامًا ماورائيًا وأخلاقيًا إلحاديًا يرفض الأفكار المعاصرة التي سادت في عهد الفلسفة المثالية الألمانية.
كان شوبنهاور من أوائل المفكرين الغربيين الذين شاركوا التعاليم والعقائد البارزة في الفلسفة الهندية، مثل الزهد وإنكار الذات وفكرة المايا في الفلسفة الهندية (والتي تقول إن العالم الظاهري عالم غير حقيقي كما يبدو). وُصفت أعمال شوبنهاور بأنها التجسيد الأمثل للتشاؤمية الفلسفية.

راي أن العالم الذي نراه وهم خادع و ان سبب هذا الوهم أننا ندرك العالم بواسطة مفهوم السببية الفيزيائية والمنطقية والرياضية والأخلاقية، في حين أن العالم الحق، أي جوهر الموجودات كلها، يختبئ وراء المظاهر الخداعة، لا نبلغه إلا بواسطة حدس عظيم يخترق جدار الأحداث الكثيف. إنه عالم عجيب غريب، لا منطق فيه ولا تسويغ له، تسيره إرادة في الحياة تتجاوز مشيئة الأفراد. وعلاوة على العبثية المربكة هذه، ينطوي عالمنا على أسباب المأساة والألم، إذ إن الرغبة الإنسانية التي بها تفصح إرادة الحياة عن نفسها إنما تخدع الإنسان خداعاً مروعاً، فتزين له أنه يسعى إلى منفعته الوجودية، في حين أنه ما برح خاضعاً لأقدار الوجود تتقاذفه على إيقاعات الاضطرابات الكيانية والنفسية، وأعظمها اضطراب الرغبة التي لا يشبعها الفوز بمبتغاها.

يرى شوبنهاور العالم عبارة عن مكان مليئًا بالإحباط والضجر واليأس والألم، فالأنسان موجود من أجل المعاناة، وأن يكون لا موجودًا خيرًا له من وجوده، فالإنسان أو الفرد بصفة عامة، مخلوق كي يكافح من أجل تحقيق غاياته، وأن حياة المرء بين غيره من الأفراد، سوف تنطوي على فترات تراجيدية، يعاني فيها، أو يجلب المعاناة على غيره من البشر.

يؤمن شوبنهاور بوحدة الكائنات الجوهرية التي تحتاج إلى رفق وجودي عظيم حتى يحضنها الإنسان في وداعة الحب الكوني. يستند هذا الرفق إلى أصل ماورائي يجعل كل كائن مشابهاً الكائنات الأخرى في وجوه شتى. لا انعتاق من حيوانية الإنسان إلا بالرفق الذي يوقظ إرادة الخير: "الكائن الإنساني، في عمقه، حيوان متوحش مرعب. غير أننا لا نعرفه إلا كائناً مروضاً مدجناً بواسطة ما ندعوه الحضارة". سبيل الخلاص الانعتاق من الرغبة والتخلق بأخلاق الرفق حتى يشعر الناس بأنهم متضامنون في آلامهم الحتمية: "إن رفقاً لا حدود له تجاه جميع الكائنات الحية إنما هو الضمانة الأرسخ والأثبت من أجل الحفاظ الحسن على الأخلاق". ومن ثم، فإن الإنسان، بالتفلسف والتأمل والتزهد، يستطيع أن ينعتق بعض الانعتاق من إرادة الحياة الجارفة، وينعم ببعض من الهدوء الكياني الذاتي.

وينظر شوبنهاور للموت  بأنه انتهاء للموجود البشري، ويرى أن ميلنا للخوف من الموت مبني على أساس لا عقلاني، فنحن لم نكن موجودين منذ فترة لا نهائية قبل الميلاد، وعلى ذلك  يجب أن ننظر إلى عدم وجودنا مرة أخرى، كما يرى أن القولين بأن الموت فناء تام، أو خلود بعده، هما قولين فاسدين، وإنما يقول بأن الفرد هو مجرد جزء من عالم الظواهر، يشغل أجزاء معينة من المكان لزمن معين، يتوقف بعده عن الوجود، إذا كان الفرد الظاهري الجزئي هو كل ما يكون، سيكون موته عدمًا تامًا، غير أنني إن كنت أشعر بأنني شيئًا ما بذاتي، خارج كل زمان وكل تغير، فإن الموت عندئذ لن يكون النهاية.


-من اقواله:

من النادر أن نفكر فيما نملك، بل نحن نفكر فيما ينقصنا

إن الإفراط في القراءة والتعلم يعوق المرء عن مزاولة التفكير لنفسه بنفسه

يؤسس مبدأ التناقض فقط اتفاق المفاهيم ، لكنه لا ينتج مفاهيم بحد ذاته

عن الفلاسفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن