(زينون (الرواقي

378 27 3
                                    


فينيقي من مواليد مستوطنة كيتيوم الفينيقية في قبرص. هاجر إلى اثينا في شبابه ومع انه رفض أن يصبح من رعاياها إلا انه بقي مقيما فيها حتى وفاته، 

كان يُعلم في الرواق المعمد و من هنا كانت تسمية مذهبه الفلسفي "الرواقي" وقد قال فيها بأن الرجل الحكيم يجب أن يتحرر من الانفعال، ولايتأثر بالفرح أو الترح، وأن يخضع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة.

تأثر بفلسفه الكلبيون و هرقليطس.

يعتبر زينون الرواقي أول لا سلطوي في العالم وممهدا هاما لأفكارها، فقد رأى زينون أن البشر حكماء لا حاجة للسيطرة عليهم، وبالتالي لا حاجة لهم لا للدولة ولا النقود ولا المحاكم والمؤسسات المنظمة. في رؤيته نرى المساواة الكاملة بين الرجال والنساء إضافة إلى الطبيعة الاشتراكية.

في عقيدة زينون أن نزاعات البشر منطلقها الانفعالات ، فإذا كان الإنسان مدفوعاً بانفعال عنصري فهو لا محالة مفرّق بين عنصره والعناصر أو السلالات الأخرى. وإذا كان محكوماً بانفعال قبلي، فهو معادٍ للقبائل الأخرى، وإذا كان مشحوناً بانفعال خصوصي فهو عدوّ الآخرين مطلقاً عليهم نيران فرديّته وأنانيّته، وقس على ذلك. من هنا قول زينون، إن الحكيم هو القادر على كبح انفعالاته ومنعها قبل سلوكه، إنه ضابط لانفعالاته وليس انفعالياً

غير أن بلوغ ذلك المستوى العالي من القدرة على التحكم بعواطفنا وانفعالاتنا الهوجاء غير ممكن بدون الارتقاء بوجودنا إلى مستوى آخر من النظر إلى الأمور ألا وهو المستوى العقلي. فالعقل في الإنسان الحاكم الوحيد القادر على لجم الانفعالات. العقل هو السائق الوحيد القادر على قيادة مسار جسدنا الذي يعجّ ويضج بوحوش الانفعالات، وهدايتها وتوجيهها سواء السبيل

 قال زينون الرواقي: كل البشر أخوة. وهذا معناه: عليك أيها الإنسان، إذا كنت عاقلاً، أن تحب جارك وتحترم الآخر. أربعة مائة سنة قبل ميلاد المسيح، وجد فيلسوف اسمه زينون ينطق بحكمةٍ أكّدتها المسيحية، بعده، ألا وهي أحبّوا بعضكم بعضاً. وكذلك الإسلام بعد المسيحية
والجار في قاموس زينون، ليس الجار الجغرافي - المحلي حصراً ولا الجار السياسي ولا الجار اللغوي ولا الجار العنصري أو الطبقي أو الطائفي إنه الجار الأخلاقي - العقلي. إنه أي إنسان وكل إنسان لذلك، نقول، إن فكرة الحب العالمي ..... هي في صميم فلسفة زينون الأخلاقية الجديدة التي شكّلت ثورة في تاريخ الفلسفة عموماً وفلسفة الأخلاق على وجه الخصوص والتي وضعت الأخلاق على الأساس الذي بدونه لا تكون الأخلاق أخلاقاً ألا وهو مبدأ الكونية أو العالمية

و أن الحكيم هو الذي يكون منسجماً مع قانون الطبيعة الإنساني الذي هو العقل 

و نقاء الروح من الاحكام الخاطئة لا يكون إلاّ بالاحتكام إلى العقل القادر وحده على التوجيه الصحيح والإرشاد المستقيم 
على من يحمل المسؤولية الاجتماعية و السياسية الاهتمام بالآخرين كاهتمامه بذاته، ومعاملتهم كمعاملته لذاته، كذلك على الإنسان ان يعامل الناس بالحسنى ويعمل للمصلحة العامة،عندها يكون محققاً وجوده و ذاته


من أقواله:

قوي مشاعرك، كي تؤلمك الحياة أقل مايمكن.

اتبع المنطق حيثما يقودك.

من الأفضل أن تزل بقدميك على أن تزل بلسانك.

لنا أذنان وفم واحد، لكي نستمع أكثر مما نتكلم.

وعندما توفي أبنه ولم يبدي كثير الحزن سؤل عن سبب عدم شجونه فأجاب مؤكدًا فلسفته الطبيعية: لم ألد ابنًا لكي لايموت.

رأى زينون الرواقي فتى على شاطىء البحر تبدو عليه امارات اللهفة والحزن الشديد. فقال له:" يا فتى، وما يلهفك؟ فلو كنت في غاية الغنى وأنت راكب في لجة البحر، قد انكسرت بك السفينة وأشرفت على الغرق، لكانت غاية مطلوبك النجاة وترك كل ما في يدك. ولو كنت ملكاً على الدنيا وأحاط بك من يريد قتلك كان مرادك النجاة" قال الفتى" نعم" فقال له زينون:" انهض اذن فأنت الغني وأنت الملك الآن".



لا يُعرف متى مات "زينون"، تقول الروايات عام 263 ق.م، إلا أن "ديوجين" أخبر قصة وفاته كالتالي: «ما أن غادر المدرسة ذات يوم حتى سقط وكسر إصبعاً، وفي نفس الوقت كان يهتف بكلمات "نيوبي" "أنا آتٍ، لماذا تنادين علي؟" ثم سرعان ما فارق الحياة».

عن الفلاسفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن