الفصل السادس (6)

27 7 0
                                    

هل تشعُر بنفس الشُعور؟ عندما تسمع موسيقى حزينة وتتذكر كل ذكرياتك عندما كنتَ طفلاً بين ذراع والديك تتلقى الحنان والدفئ، أنا أتذكر كل الذكريات التي عشتها مع عائلتي مع أصحابي وفي المدرسة أيضًا..دومًا أتمنى أن يعود بي الوقت للوراء كي أعيش نفس الذكرى مرّتين..

في بعض الأحيان أشعر أن كل من حولي تركني وأني في هذا العالم غير مرئي وكأني مُت وأنا روح فقط تتجول في الشوارع..لا أحب الخروج من المنزل عندما يكون الجو معتدلاً فأنا أحب الجو الحزين أنا..أنا أقصد عندما يتساقط المطر ويكون الطقس غائما والرعد يضربُ هُنا وهُناك..هذا الجو الذي أحبه وأحب الخروج فيه!

ما أصعب أن تنسى بعض الذكريات وتتذكر القليل فقط، بعض الذكريات نتذكرها لأننا إستجبنا بكل حواسنا لها والبعض الآخر يتم رميه في منطقةٍ منسيةٍ في العقل، أنا أتمنّى أن أعيش نفس الذكرى مرتين كي لا أشتاق ويتخلل روحِي بعض الحنين..

عندما كنت في المستشفى بعد العملية أعطوني مكانًا جميلاً يُطلُّ على البَحر وكنتُ دائما أفتح النافذة وأسمع صوتَ الأمواج التي تحمِل في طيّاتها بعض صراخ وأنين المحيط..أنا أقصد أنين الغرقى والأطفال..يصل لعقلي الباطني بعض الرسائل التي تحمل معنى الألم والفراق والشوق وأيضًا..الموتُ!

لأكُون صريحًا أنا لا أخافُ من الموت لأني أؤمن أنّه قانون طبيعة وعلى الإنسان أن يعيش تجربة الموت أراد أو لم يُرد، من حقنا أن نعيش وكذلك من حقنا أن نمُوت..ونترُك ذكرى في نفُوس من نُحِب وفي نُفوسِ من نكرَه..أن لا أستبعدُ فكرة أن أموت قريبًا لكن على رُوحي التفائُل والإحساس ببرِيقِ الأمل ولو كان مستحِيلاً!

يمكن أن يكون الأمل صعبًا خاصّةً عندما تشعُر أنه من المستحيل أن يمكنك فعل هذا الشيء، عندما كنتُ على فراش ويتخخل جسمي بعض الأجهزة كجهاز التنفس..كنتُ قد فقدتُ الأمل وكلما يصل بي الحال إلى المستشفى والبقاء لبضعة أيام أقول "هُنا سأموت..اليوم هو الآخير بلا شك" لكن يأتي غدًا وكل شيء في الحياة متواصل ولا ينتهِي..

في أحدِ الأيام إستيقظتُ مبكرا وكنتُ في غرفتي بالمستشفى، دخل علي الطبيب يحمل في يديه الكثير من الأوراق وكأن الفحوصات التي أجريتُها تم تحليلها ودراستها واليوم وقت النتيجَة، كنتُ خائف لكن في نفسِ الوقتُ كنتُ متأكد من النتيجَة 100٪ ستكُون سلبيّة..وكانت سلبيّة مثلما توقّعتُها!

قال لي الطبيب: كل تلك الأيام التي ضيّعتَها يا هالي في شرب أدوية السرطان والعلاج بالأجهزة الحديثة قد باءت بالفشل، وكانت بلا جدوى تمامًا..

عندما سمعتُ كلامه تأثرتُ قليلاً ثم أدرتُ بوجهِي لجهةِ نافذةِ المشفى وضحكتُ..

قلتُ للطبيب: لِنُعِد الكرّة مجددًا!


يتّبـــــــــــــــــــــع..

It's Ok. - اتس اوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن