أريد أن أكتب شيئًا أُؤجر عليه، أريد لإسمي البقاء بعد مماتي، أريد أن تقرأ الأجيال من بعدي وتفهم أنّ الكتابة متنفسٌ للنفوس التي لم تفهم ما يدور حولها، فعلاً.. فأنا لا أفرح لما يفرح له كل الناس وأحزن لأشياء لستُ أعرفها وأنظر للدنيا وكأنّي غريبٌ عن كل شيء، أجلس لنفسي كثيراً ولسان حالي يقول: هل هناك من يشبهني؟ أحبّ النفوس الطيبة التي لا يخالطها الشر ولا أكره النفوس الشريرة لأني لست مهتم، أشتاق لذكريات الماضي ولو كانت حزينة، يُبكيني ذكرى لقاء عابر مع شخص عزيز وأتساءل أحياناً: هل لازال يذكر ذلك اللقاء بي وهل دعته نفسه للكتابة لأجل تلك اللحظة التي لولا مرور الزمن ما كانت بتلك الأهمية.
الزمن.. فعلاً هو من أكبر المشكلات الفلسفية عندي، لما يحدثه من شرخ في نفسي البريئة، أحياناً لا أستطيع زيارة أماكن كانت صاخبة بالأصدقاء والذكريات الجميلة وجنون الشباب والصغر لن أتمالك نفسي وتنحدر الدموع دون إذن مني معبّرةً عن حالة شعورية يعجز ألف كتاب عن وصفها، أحس وكأنّ تربة المكان تغيرت وكأنّ الجدران ليست نفسها حتّى الهواء الجميل ذهب بذهاب أنقياء القلوب، ولم يعُد للمكان من طيبة ذكراه سوى اسمه.
المعذّبون في الأرض.. هم أولائك الذين اختلطت عليهم الأحاسيس جرّاء أحداث الدهر وتراكمت بمرور الأيام والسّنين إلى أن وصلوا إلى مرحلة الإستمتاع بالألم والعيش معه، بحيث يصبح التكيّف معه قاعدة وغير ذلك هو الإستثناء، فلا يُسعده يومئذٍ ما يُسعد غيره من المحيطين ولكن يحزنه كل شيء فالنفس البشرية تملؤها المتضادات في كل وقتٍ وحين، فإن لم تكن حزنٌ وفرحٌ باعتدال كانت حزناً مضاعفاً..
بعد كل هذه الفوضى الداخلية يخرج المرء باستنتاج غاية في الأهمية يريحه بعض الشيء ويسعى لتحقيقه، وهو أنه إذا لم تكن تعيش حاضرك كما ينبغي ستُقتاد تدريجيًّا إلى البحث عن كل ما هو جميل في ماضيك البعيد وهنا يتجلّى الألم في أبهى حلّته فحسبُكَ اللهُ في كلٍّ لك اللهُ.
ستعيش حاضركَ بزواجٍ سعيد يحب كل منكما الآخر، ستعيش حاضرك إن كنت تملك صديقاً صدوقاً تشاركه كل شيء، ستعيش حاضرك إذا احتوتك عائلتك بدفئها فرؤية والديك كل يوم كفيلةٌ أن تنسيك ما يخطر على بال اليتيم.يُتبع...
الثلاثاء 28 مارس 2023
22:54 - عُمان -
أنت تقرأ
تائه في الطريق الصحيح
Short Storyالقصة عبارة عن محطّات حزينة لفتى تمرّد على الطبيعة بعض الأجزاء لم يُكشف عنها بعد لأسبابٍ أمنية القصة "حقيقيّة" بدأت سنة 2012 الجزائر - سلطنة عُمان