استمر المطر بالهطول طوال تلك الليلة...
لم يزرني النوم حينها..،اخرجت مفتاح السيارة واقبلت على الخروج.
ندهت علي امي تسأل عن وجهتي ،فكان ردي:
"اشعر بالملل..سأشتري طعاما لا غير،عودي الي النوم لن اتأخر"
ادرت محرك السيارة،وفي طريقي صادفت عيني رجلا غريب الهندام يدخل المكتبة كلص يخاف ان يكتشف امره..تعجبت من ان مكتبة لا تزال فاتحة ابوابها بالرغم من انها الثانية ليلا،لم اعرها ذلك الاهتمام واكملت طريقي نحو محل بيع المستلزمات الغذائية،
اشتريت ما اهواه واشتهيه ،وهممت بالخروج والرحيل من هنا،وفي طريقي تملكني الفضول لقراءة كتاب،لن اخسر شيئا لو جربت شيئا جديدا؟اليس كذلك،!؟، ركنت السيارة،دخلت المكتبة والقيت سلاما...صدمت من المكان الذي بدا و كانه لم ينظف لقرون.شبكة العنكبوت تتدلى من اعلى الرف ،الكتب ترهقها قترة،و الارضية عليها من البقع ما ينفر الزبون والرائحة الاذعة..التي حفرت انفي من قبحها.
واكثر ما صدمني وقتها..ذلك البائع،شيخ طاعن في السن يتكأ على عصاه..ملك سِنَّة او اثنتين حيث قابني بضحكاته المريبة فقلت:"الديك ما يسليني؟"
وصلت ابتسامته حد اذنيه وقال انه يفهم ما اريده،
اشار بيده معلنا لي لأتبعه..ففعلت وقادني لمكان امام احد الرفوف الضخمة ،قال :ادفع الرف ايها الشاب"
تملكني الخوف لكني فعلت ففضولي كان الشعور الغالب آنذاك،دفعتها لأتفاجأ اخيرا بباب بلون الحائط،باب مموه لكني بعدها فهمت سبب إخفاءه و تمنيت لو لم اعرف،اخرج العجوز مفتاحا من جيبه فتح الباب وقال :ادخل . دخلت منحنيا فقد كنت اطول من الباب ب 5 سنتيمترات،اشار لي نحو كتاب لا عنوان له ،غلافه ذو لون بني باهت..جلده خشن و ورقاته من
قماش مهترئ ،سألت عن ثمنه فكان ملائما لي ولما في جيبي،اخذته دون تردد
انحنيت لأخرج من الغرفة المظلمة،فإذا بي
انتبه لعينيه التي لم تنزل عني
منذ لحظة دخولي
ابتسامة خبيثة و عينان وضيعتان تحدقان
وضعت النقود فوق مكتب المحاسبة
وخرجت .
ركبت السيارة .. و رأيت ذلك..رأيت
الرجل العجوز واقف ينظر نحوي وخلفه خيال اسود طويل..،ومن دون تفكير عجلت و ادرت المحرك وانطلقت للبيت مسرعا..
دخلت،اغلقت باب غرفتي وامسكت بصدري
لهول ما رأيت..اقنعت نفسي انه وهم وهلاوس من تعبي،لا شيئ من ذلك واقع..
رميت بالمشتريات على الطاولة ورميت بنفسي على السرير ،تعبت ولم اقدر حتى على الاكل بعد ذلك
....
في اليوم الذي تلاه ،استيقظت على صوت حور
شقيقتي التي تصغرني ب 5 سنوات (مع العلم ان عمري 22 سنة)
تصرخ بسامر ،اخي من زوجة ابي الاولى"فرح"
فأمي الزوجة الثانية ،لانه وبعد موت
زوجته الاولى،تزوج من امي واخذ
ليربي ابنه من فرح وقد رزق من امي
بي و ب حور،وبهذا هو يملك ابنان وابنة
.....
قمت اتساءل لما هذا الصراع بينهما
حور:توققف!!لما تفعل هذا بي!! سعد لقد اتييت!.
اختبأت حور خلفي فقلت:ماذا بحق خالق الجحيم تفعلانه كلاكما في هذا الصباح؟!.
سامر:صن لسانك يا سعد،فبعد كل شيئ ابقا اخاك الاكبر منك بعامين ؟!
حور:سعد فل تفعل شيئا!انه يستمر بمضايقتي بذلك الضفدع المقزز!!
سامر:ماهذا الذي حل بك ؟الضفدع فقط يريد ان يلقي عليك السلام هيا هيا صافحيه!
حور:ياااا!ارجووك سامر توقف!.
انظر لهما وفي قلبي حرقة ..يوقظانني لهذا السبب السخيف...!يقول يكبرني بعامين و عقله بحجم عقل طفل كاد يبلغ السبع سنوات...
ماذا عن هذه الدلوعة؟انه مجرد ضفدع لا اكثر!لن يأكلها ..،موقن ان الضفضع يتحسر على حاله كيف أوى به الحال لهذا المصير...
سعد:حور بحقك!اتخافين ضفضعا بحجم كف يدك!
حور:عاااا!ابتعد انت ايضااا!
سعد: هكذا اذا!؟
سامر:هنالك عنكبوت ضخم على كتفك ... !
لمحت العنكبوت..ولحسن الحظ،كنت قد عرفت
انواع العناكب السامة وغير السامة من صديق مختص ،امسكت بقدمه وبدأت بتقريبه نحوهما
بدأ كلاهما بالصراخ ،لكن سامر استمر في
تخويفها بالضفدع، محاولا عدم جذب انتباهي لكي لا اقرب العنكبوت له،وعن من اكذب تخويف تلك
الطفلة ممتع!،استمرت بالصراخ بعدما حشرناها
بالزواية،ضفدع وعنكبوت الا يوجد ارعب من هذا؟
.
صوت مؤثر ؛طخ/طخ
.
صفعت انا وسامر، اما حور فقد ذهبت لأحضان منقذها،والدها المغوار،لن اكذب في كل مرة نضايقها انا وسامر يأتي لنا وينتهي بنا المطاف معاقبين..
وبالرغم من ذلك لا نزال نضايقها فتعابيرها تلك جد مضحكة!،
كانت علاقة اخوتنا جميلة،لم تخلو من المواقف الطريفة، وتدخل البطل المنقذ في كل مرة...
فنحن قد كنا العائلة المثالية.
تجمعنا للغذاء ،وقلت لأبي اني ساستعير سيارته ونذهب في جولة بالسيارة ،انا سامر و حور..
فهم سامر ما ارمي اليه وكذلك ابي،فذلك ام يكن يوما بسيطا.
وافق ابي فرمقته حور بنظرات فهمتها وكانها تقول له
"اتأتمنني على حميرك! ان لم ارجع مع مرض السكر اوالقلب فلوموني"اخبرتها بأن تتجهز
فذهبت والتقينا في السيارة اخيرا،
توجهنا للملاهي،لعبت حور ما اولعت به واكلت ما اشتهت،
حتى انها اشترت ما يرضيها و يشبع نفسها ،
كنت خلفها انا وسامر طوال الوقت ،رجلان ضخما الجثة،بدونا كحراس شخصيين ولا انسى طعم المذلة الذي احسست به وانا احمل حقائب مشترياتها بمصروفي ومصروف اخي..
وفور وصولنا للمنزل منهكين
اقصد بهذا انا و سامر فهي قد كانت في اتم نشاطها
أنت تقرأ
هجين // mongrel
Romanceعلاقة جمعت بين الانس والجن ،حب كسر كل القواعد و القوانين وجعل لنفسه مكانة في مركز المجلس.