حملت جروحي واحزاني وعدت من حيث اتيت ، حاولت نسيانها لكن دون جدوى مرت الايام وانا لازلت اتذكر تلك الايام ، اليوم الذي خنت حبيبتي فيه واليوم الذي فيه تركتني ورحلت ضاق بي الكون الواسع واصبحت جسداً بلا روح ، بعد مرور سنه ماتت زوجتي أثر حادث سير ماتت وتركتني هي الاخرى وحيداً ويوماً بعد يوم بدأت تزداد وحدتي وحزني بدأ يضيقُ عليَ حياتي لكن ماكان يجعلني اتنفس على الرغم من جروحي وقلبي الذي اصبحت لا شعر به من شده الحزن ، ابني ،هو مواساتي الوحيدة هو كل ماتبقى لي الان سأحرص على ان يعيش حياة جميلة وسعيدة سأمنع اي شيء قد يحزنه من الدخول الى حياته لن اجعله يعيش مثلي لان اجعله تعيساً سأعلمه ماتعلمته متأخراً سأعلمه ان يتمسك بمن يحب بكل مايملك وان يضحي من اجله حتى بحياته سأعلمه مالم اتعلمه سأعلمه ان المال ، المال رغم ضرورته الا ان هناك اشياء اهم منه بكثير ، نعم هذا مضحكٌ جداً لم اكن اتخيل اني انا من سيقول ان المال ليس كل شي لقد دمرت حياتي بيدي من اجله لقد خذلت كل من حبني من اجله من اجل ان لا اكون فقيرا من اجل ان لا اعيد مأسات ابي ظننت بأني ان حصلت عليه سأعيش سعيداً لكنه لم يجلب لي سوى التعاسة
لقد مرت سنتين على فراقنا لم اراها بعد ذلك وانقطعت اخبارها فجأةً عني لا اعلم عنها شيئاً كل مااعلمه هو انها انتقلت الى مدينة اخرى،، ، اشتاق لها في كل لحظه ، انهي يومي بأغراق وسادتي بدموعي ليتني استطيع ان اراها ولو من بعيد، ليتني اسمع عنها اي شيء جديد ليتني،،
هناك اسئلة تغزو رأسي كل يوم ، هل لا زالت تحبني ؟! هل لازالت تتذكرني؟ ماذا اذا كانت قد تزوجت ونستني
وهذه الاسئلة كأنها كلب ينبح في ليل هادئ ولا استطيع اسكاته فيمنعني من النوم
لقد قررت بعد وفاة زوجتي ان اعود الى مدينتي، المدينة التي ولدت فيها وولدت معي احزاني ، المدينة التي عرفت فيها اول واخر حبٌ لي وفترقت عنها في تلك المدينة ايضاً ، المدينة التي فيها جميع ذكرياتي
سأعود واكمل هناك ماتبقى من حياتي وسأبني مدرسة في وسط تلك المدينة لاني اعلم بأنه لا يوجد فيها مدارس كثيرة وبعضها تكون بعيدة جداً لذلك فكرة بناء مدرسة كبيرة في وسط المدينة ستكون جيدةالاب مخاطباً ابنه: هل انت جاهزٌ يابني ؟
الابن (بتحمس):نعم ابي انا جاهز ومتشوقٌ لرؤية المدينة التي حدثتني عنها ، لكن ،،،،
الاب: ماذا بك ؟
الابن : هل سأحصل على اصدقاء جدد هناك ياترى؟
الاب (مبتسم) : نعم اعدك بذلك
الابن : اذن دعنا نذهب فوراً فقد تحمست كثيراً
الاب: حسناً هيا بنا
توجهنا انا وابني (ادم) الى محطة القطار ، لم اشعر بالوقت مر بسرعة لان ادم لم يتوقف عن سؤالي عن المدينة وكيف كانت طفولتي هناك على الرغم من انني اخبرته عن طفولتي هناك الف مرةً الا انه يحب الاستماع اليها اكثر من مرة
لقد كنت مستمتع بالحديث معه كثيرا الى ان ،،،،
ادم: ابي هل لي بسؤال اخير ؟
الاب: الم تقل لي منذ ساعة انه اخر سؤال لك وبعدها تسألني سؤالاً اخر
ادم(ضاحكاً): اعدك بأنه الاخير هذه المرة ارجوك ابي ارجوك
الاب: حسنا عن ماذا تريد سؤالي هذه المرة ؟
ادم : هل لديك حبيبة في هذه المدينة ام ان امي هي الوحيدة التي احببتها طوال حياتك ؟
عندما سمعت هذا السؤال انعقد لساني لم اعلم ماذا اقول له كيف اجيبه انا لم اكذب عليه يوماً ولا اريد الكذب عليه ولكن لا يمكنني اخباره
ادم: ابي ابي ماذا بك ؟
الاب : لا شيء انا اسف لقد شرد ذهني قليلا
ادم: لم تجبني عن سؤالي؟
الاب : لم لا نأكل شيئاً انا اشعر بالجوع الست جائع ؟
ادم ( ضاحكاً): لماذا تتهرب من السؤال ياابي يبدو انك تملك حبيبة في تلك المدينة
ياالهي ماهذا كيف لي ان اجعله ينسى
الاب: انا لا اتهرب لكنني حقاً اشعر بالجوع دعنا نأكل وسأخبرك بعد ان نتناول الطعام
ادم : حسنا انا موافق
تناولنا الطعام وبعدها نام ادم وظل نائماً الى ان وصلنا الى المدينة
كنت في هذا الوقت غارقاً في التفكير بحبيبتي ، هل عادت هل سأراها هنا مرة اخرى ، وماذا سأخبر ادم ان سألني عنها مرةً اخرى ماذا سأقول له ، اه اصبحت في دوامة لا مفر منها لكني سأحاول ان اكون قوياً امام ادم فهو لا يملك سواي
الاب: ادم استيقظ لقد وصلنا
ادم( بنبره ناعسه) : دعني انام فقط لخمس دقائق اخرى ياابي ارجوك
الاب: نحن لسنا في المنزل لكي اتركك تنام هيا الا تريد ان ترى المدينة التي لطالما تمنيت رؤيتها
ادم(قفز فرحاً): اوه لقد نسيت امر المدينه هيا ياابي فلنخرج من القطار بسرعه
خرجنا من القطار وعند خروجنا من محطة القطار احسست بأني كطفلا كان ضائعا وعاد الى حضن امه ، كأنني صحراء جافه اشتاقت الى الماء ،
استأجرت سيارة لكي تقلنا الى فندق في وسط المدينة ركبنا انا وادم ، خلال الطريق كنت غارقاً في بحر ذكرياتي ، ذكريات حزينة واخرى جميلة،، تذكرت ابي وامي تذكرت يوم وفاة امي ، كان هذا اول احزاني واول ألمي وتذكرت حبيبتي احسست فجأة بأن وجهي اصبح رطباً فوجدت دموعي قد اغرقت وجهي من غير ان اشعر بذلك فمسحتها بسرعه قبل ان يراها ادم فيبدأ بأستجوابي كأنه محقق ، ولحسن حظي انه كان منشغلاً بالنظر الي الطريق وكانت ابتسامته واسعه كان وجهه كالقمر المنير وابتسامته كانت هي الشيء الوحيد الذي يسعدني ولكن هذه السعاده كانت مغطى بالقليل من الخوف ، خوفاً من ان يعيد التاريخ نفسه مع ابني لكني سأحاول ان امنع حدوث ذلك
الاب: لقد وصلنا الى الفندق دعنا ندخل اليه
ادم (بتذمر) فندق؟ لماذا الفندق اليس لديك بيتٌ هنا
الاب: لا البيت الذي كنت اسكن فيه لم يكن ملكنا ، حسنا لا تنزعج دعنا نسترح قليلا وبعدها سنذهب في جولة سأصطحبك الى الاماكن التي كنت اذهب اليها دائما
ادم (بفرح) : اذن دعنا نسرع ياأبي انني اتتطوق لرؤيتها،،استرحنا قليلا في الفندق وخرجنا بعدها في جولة وكان ادم سعيداً ويضحك طوال الوقت وعدنا الى الفندق في منتصف الليل لقد تعب ادم كثيرا حتى انه نام في السيارة فأضطررت ان احمله الى الغرفه في الفندق ، في اليوم الثاني ذهبت لأشتري لنا بيتاً وايضاً ذهبت لأسأل عن حبيبتي لعلي اراها لكن دون جدوى لا احد يعلم اين ذهبت فقد رحلت منذ سنتين ولم يسمع احد عنها شيء منذ ذلك الوقت
بعد اسبوع اشتريت قطعه ارضاً في وسط المدينة لابني عليها المدرسة وبعد عدة شهور اكتمل بناء المدرسة وتم افتتاحها وكان هناك اقبال كبير عليها لان اجورها كانت رخيصة الثمن لاني اردت ان يتعلم الجميع ولاسيما الذين لا يملكون المال فقد جعلت التعليم لهم مجاني ، نعم لقد كنت احاول ان اقضي على الفقر في هذه المدينة لاني اعلم ان هناك الكثير مثلي يحتاجون المال لكي يسعدو من يحبون ويعيشو بهناء كما كنت اتمنى
حققت المدرسة نجاحاً باهراً وصنفت كأفضل مدرسة في المدينة وايضا استطاع ادم ان يكسب الكثير من الاصدقاء وكان سعيداً بذلك كثيراً ،
أنت تقرأ
الفقير الخائن
Cerita Pendek"الفقير الخائن" ها قد عدت بعد سنين طويلة الى هذه المدينه حاملاً في حقائبي كل ذكرياتي الحزينة ، ذكرياتً لحبً كان واقعاً واصبح الان حلماً ضائعاً ، قد اضعت كل شيء من يدي في ذلك اليوم الذي خنت فيه حبيبتي ياليتني لم اتركها من اجل المال ياليتني قد ندمت ال...