_____
•جنوب إفريقيا، كيب تاون.
•صيف٢٠١٨.
يعيش الكثيرون تحت سقف الأحلام و محاولة الوصول إليها، كثيرون منا کانت آمالهم عالية، خيالية و صعبة الوصول و دوما ما تجسدت في قالب الشُهرة و المعرفة و أهم شيء الترف و الرفاهية مهما كان مجال تحصيلها و درب تخطيهَا، لكن ما كان العالم الخارجي غافلا عليه هو جانبها المظلم و ظلالها الداكنَة، في بعض الأحيان قد يندم المرء على اتخاذ هذه السبل لأن طعم الشهرة متضارب بين الحلو و المر، و ثمنها قد يكون باهضًا.هناك من حقق أحلامه و وصل إلى آخر مراد ابتغاه و عاش حقبته الذهبية تماما مثل ماثيو ويلز ذو الخامسة و العشرون ربيعًا أين لمس مشعله الذهبي و أصبح أشهر لاعب كرة قدم في القارة الأوروبية وبات صيته ذائعا بين أقطار القارات الأربع لكنه بلغ القمة مقابل الكثير و منهم ابتعاده عن عائلته و مدينته، وهناك من لم يستطع تحقيق ما أرادت نفسه و ظل عالقًا بين شباك القدر مثل كاسيان من أراد إحتراف السباحة و يصنع لقبه العالمي بين كل الأسماء المشهورة في الميدان مع ذلك شاءت الأيام عكس ذلك واكتفى فقط برثاء حلمه الذي أصبح مستحيلاً بالنسبة إليه.
سافر كاسيان من مدريد نزولا إلى جنوب أفريقيا بعيدا عن كل صدماته في منزله و وولايته التي غدت كابوسه المرعب و قرر بناء حياة جديدة بعيدة عن كل ما سبب له آلامه وجروحه، استقر في كيب تاون رفقة صديقته بلير و التّي كانت تعيش معه في إسبانيا لكنها ذات أصول جنوب افريقية لتعود إلى ديارها وتجره رفقتها لأنها لم تستطع تركه هناك وحيدًا، عملت و هو على أن ينسيا ماحدث في الماضي و ما وقع في مدريد يظل هناك بعدما قطعا وعدا على نفسيهما.
مرت الأيام تليها الأسابيع و الأشهر إلى أن أتمّ النصف سنة هناك و حل فصل الصيف و يندمج الصديقان في روتينهما الجدِيد، عادت بلير للعمل في الشاطىء الذي استثمرت فيه عائلتها هناك بينما كاسيان فقد كان يشغل عدة أعمال، في الصباح سيكون مدربا للأطفال في المسبح التابع لملكية عائلة بلير ثمّ سوف يعمل مع صديقته في الشاطئ في فريق الحماة إلى أن يحل المساء و يعمل نادلا في أحد البارات المفتوحة على الشاطىء هناك، كان يساعد في الكثير من الأعمال وقد كان شخصية محبوبة بين جميع الموظفين و النازلين هناك، حاولت بلير أن تخفف عنه الأعمال لكنّه كان أكثر من مُصرّ في الإكتفاء بها وعدم تخفيفها فقد كانت جزءًا من خطته في النسيان و شغل باله طوال الوقت.