#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#ليلة_القدر
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))
[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]
الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :
﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾
[ سورة غافر : 9]
كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .