(3)

715 12 0
                                    

خرجت ليا من حفل الترحيب لرجوع هاري وقادت سيارتها بسرعة كبيرة حتي توقفت امام احد المطاعم ونزلت وجلست في ركن هادئ يطل علي البحر وهي مستمتعة بهوائه الذي يجعل شعرها يتطاير وطلبت العصير الذي تفضله وهي تتذكر صديقتها ايما انها من انقي الشخصيات التي تعاملت معها وهي تنظر للبحر تتأمل أمواجه مبتسمة وشاردة فيه في حياتها وهي تفكر ان تفعل شئ جديد فهي تشعر بالملل مؤخرا فهذا عامها السابع والعشرون ولم تفعل شئ يذكر ستفكر في عمل ولكن ليس الان فهي تريد ان تستمتع بهذه الليلة بمفردها
كانت ايما في منزلها مازالت تتذكر هاري وحياتهم معا لقد كان منشغل عنها معظم الوقت هي لم تكن مدللة كانت تريده معها دائما فهو كان قليل الكلام قوي الشخصية لقد أيدها في ان تعيش بمفردها عندما رفضت عائلتها وكان معها هو وليا في تجهيز هذا المنزل وكانت سعيدة جدا بوجودهم كانت ليا دائما تخلق لها الفرص وتخبرها بما يسعده فهو ابن عمها وكانت تعرف عنه الكثير حتي يحظو بالسعادة وانشغل بعد ذلك بالدراسات العليا في مجاله ودرس الادارة ايضا بناء علي رغبة جده
كانو لا يعانون اي مشاكل حتي عندما طلبها للزواج كانت سعيدة بشدة ولكنها وذلك كان حماقة كبيرة منها ان ترفضه بعد ذلك لقد كان يريدها ان تسافر معه ليبدأ عمله بالخارج فقد استلم ادارة احد فروعهم هناك وكأن الحياة تضع خيارات امام الشخص فقد اتتها الوظيفة في الشركة التي تحلم بها وكانت شركة دولية معظم زملائها كانو يحلمون بالعمل بها طلبت منه البقاء والعمل هنا وبداخلها كانت تعرف ان فرصة عمله بالخارج أفضل ولكنها لا تعرف كيف رفضته هكذا واتهمته بالانانية وانه لا يفكر سوي بنفسه ولكن بالحقيقة هي من كانت كذلك لقد كان يريد ان يعتمد علي نفسه وليس علي عائلته وما زاد الطين بلة انها خطبت لشخص كانت تعرفه في الجامعة لتثبت له انه لا يعني لها شئ رغم رفض ليا لذلك وعندما ادركت مافعلته عندما واجهتها ليا ان هاري يحبها وانها تضر نفسها دون ان تشعر انفصلت عنه وذهبت لهاري تعتذر ويبدو انه قد اتخذ قراره فسافر فجأة وانقطعت الاخبار عنه لم تتركها ليا فقد كانت معها طوال الوقت حتي استعادت رشدها والامس قابلته بدا كرجل واثق شديد الجاذبية كعادته هو علي حق انها من بدأت ذلك ويجب ان تتحمل عواقبه
#في الشركة
بعد يومين من رجوعه انعقد اجتماع مجلس الادارة وكما توقعت ليا انه فاز بمعظم الاصوات لانه يستحقها رغم انه سيصبح اصغر رئيس مجلس ادارة للمجموعة كان الصحفيون بالخارج ينتظرون القرار النهائي للتصويت ذهب الجميع لتهنئته علي ذلك وكانت جدها سعيد بشدة كانت ليا مازالت تجلس في مكانها  لقد اصرت والدتها وجدها ان تحضر والا سيتم اغلاق حسابها المصرفي لاجل غير مسمي نظرت للجميع هل هم حقا يتمنون له النجاح هؤلاء الذين يحيوه ام انه اكتسب المزيد من الاعداء ونظرت له وهو يتحدث بثقة وفكرت بأيما صديقتها لو كانت لم تعقد خطبتها علي ذلك الرجل لكانت الان بجانبه كانت شاردة ولم تلاحظ اقتراب جدها : هيا يافتاتي اذهبي لتهنئته
نظرت له ليا  وهي تضحك لجدها : بالطبع سأفعل  ووقفت واتجهت له كان يتحدث مع بعض رجال الاعمال رحبت بهم فاستئذنوهم للذهاب وقفت امامه وابتسمت بصدق : هنيئا لك الفوز لقد توقعت ذلك عندما اخبرنا جدي فانت تستحقها
نظر لها وابتسم بسخرية : هل تتملقيني ليا
ليا بابتسامة واسعة ووضعت يدها علي رأسها كأنها تفكر :انت تستحق هذا لا داعي لتملقك فلتتظاهر اني افعل هذا بصدق ابتسم وهز راسه بأنه لا توجد فائدة وقطع كلامهم تقديم الموظفين المشروبات قامت ليا بشرب قهوتها بسرعة
هاري بجفاف: مازلتي لا تعيرين اهتمام للأداب العامة لن يشربها احد معكي 
ليا بعدم اهتمام : لا أهتم لأحد اعطني قهوتك سأشربها فانا بحاجة لها وأخذت منه قهوته وشربتها بسرعة مرة اخري
نظرت له وكأنه يبدو انه نفذ صبره منها وطمأنها انه يوجد اشخاص حولها فهو لن يغضب الان ابتسمت مرة اخري بالابتسامة التي تزعجه : شكرا لك علي القهوة واقتربت منه وهمست : فلتحذر حبيبات القهوة ممزوجة بالبندق هذا نوع لا نقدمه هنا  وابتعدت بسرعة مبتسمة
هاري : كيف عرفتي
ليا: أن اكثر شئ  افعله في حياتي ان اتناول الطعام والقهوة فلتحافظ علي نفسك فأنت محط الانظار الان
فهم هاري ماتصبو اليه فهو يعرف ان منصبه كان هدف للكثير الان نظر لها وفكر هل تخلت عن افكارها الحمقاء واصبحت تفكر فهي لا تهتم سوي بالنوم والطعام وارتداء الالوان الغريبة والوان الشعر الاغرب ولكنه شاكر لها فهو لديه حساسية من البندق
هاري : شكرا لكي
ليا وقد عادت للخلف وتحدثت بغرور : لا داعي للشكر فلتاخذ حذرك بعد ذلك واريد ان اتحدث معك في موضوع ما
هاري : اعلم ماذا تريدين انتظري في مكتبي وسأتي لكي لاحقا
اتجهت ليا لمكتبه القديم فمازال لم يتم تحضير المكتب الجديد له جلست وفتحت احدي الكتب تطلع عليها بعد مرور تقريبا نصف ساعة دخل اغلق الباب و جلس في الكرسي المقابل لها ووضع قدم علي اخري حاولت تقليده ولكن ملابسها قصيرة فلم تفعل ذلك
هاري وهو ينظر لهاتفه: تحدثي
ليا : ايما
هاري : لا اريد التحدث عنها
ليا ؛انت تحبها وتجاهلك لها اكبر علامة لذلك
هاري بهدوء :لا تتحدثي بالهراء انا لا احبها لقد تخلت عني ماذا كنتي تتوقعين ان افعل ان ارحب بها عندما اشاهدها هذا الموضوع انتهي
ليا: انها ادركت خطأها وانفصلت عنه
هاري:انسي هذا الامر لا اريد ان تكون في حياتي مرة اخري ولا تتدخلي فيما لا يعنيكي
ليا : لن انصت لك انت ابن عمي وهي صديقتي
هاري بصرامة : لا اريد التناقش في هذا وهذا منتهي
ليا بغضب: حسنا هاري افعل ماتريد ولكن احذرك ان تجرح مشاعرها
هاري: هل فقدتي عقلك لتحذريني
ليا بابتسامة : اجل لقد فقدته ماذا ستفعل
هاري : لقد اكدتي لي ماكنت اشك به
ليا بعدم فهم : ماذا تقصد
هاري : لقد اكدتي لي انكي بلا عقل كما ظننت
ليا : ماذا
لم يرد عليها واتجه لمكتبه ليفتح احدي الملفات عليها وتحدث بجدية : اذا عاد عقلك يمكنك الذهاب الان لدي عمل
فكرت ليا هل اذا القت عليه هذا الكتاب سيعود لطبيعته انه غريب وتركته وذهبت بعدما طرقت الباب بقوه نظر لها هاري وكان يريد ان يلقنها درسا لم تفعله انها تتصرف كطفلة في السابعة وفكر في كلامها عن ايما هو لم يقصر معها في شئ هذه الحمقاء لا تدري شئ صديقتها التي تدافع عنها لقد تخلت عنه بعدما احبها لقد كان الشئ الاقل قيمة لها فقد اختارت وظيفتها ولم تكتفي بل خطبت لشخص اخر ايا كان اسبابها فهي لا تستحق ان تكون بجانبه نفض افكاره مسرعا ليبدأ في عمله وينتهي من الفوضي الموجودة فهو يريد دراسة كل شئ في الشركة حتي يتمكن من ادارتها بشكل سليم
خرجت ليا من عنده غاضبه من طريقته كيف يتجرأ بان يتحدث بالسوء عن صديقتها فهي تشعر بالسوء الان ستذهب لها ولتطمئن عليها
تواصلت معها وعرفت انها في المنزل قادت سيارتها واتجهت لها رنت الجرس اكثر من مرة فقد كانت ايما ترتدي ملابسها خرجت مسرعة وفتجت الباب ورحبت بها وعانقتها
ايما : لما لم تدخلي بمفتاحك
ليا : لا احب هذا انتي تعلمين لا احب ان اقتحم خصوصيه احد
نظرت لها ايما وابتسمت : حقا
ضحكت ليا بصوت عالي : الا حياة المقربين مني هل لديكي طعام
ايما : اجل لدي بعض الشطائر اللذيذة سأحضرها لكي
ليا : حسنا ووقفت وخلعت المعطف الاحمر الذي ترتديه والذي يناقض لون شعرها
ايما: هل غيرتي لون شعرك مرة اخري
ابتسمت ليا : لا بل غيرت بعض من خصلاته للون الاخضر
ايما :هل كنتي في حفل في هذا الرداء
ليا : ماذا تقولين اي حفل سيكون الان لا بالطبع لقد كنت في الشركة
ايما بعدم تصديق : هل ذهبتي هكذا حقا
ليا : اجل اين الشطائر انا جائعة ووضعت يدها علي معدتها
ابتسمت ايما : حسنا ودخلت لتأتي بالطعام لها
حضرتها لها واعدت لها العصير الذي تحبه ليا وقدمته لها أكلت ليا كل الشطائر
وقالت بحماس : انها حقا لذيذة شكرا لكي لقد كان اليوم مرهق فقد فاز هاري بالمنصب
ايما باهتمام : هذا خبر جيد اتمني النجاح له
ليا : هل مازلتي مهتمه به صديقتي
ايما : لا اعرف مشاعري مبهمة لقد دق قلبي عندما قابلته لا اعلم حبا ام خوفا
ليا : حاولي ان تدركي مشاعرك الحقيقة وانا معك دائما كما تعلمين
ايما : اعلم هذا سأحاول ذلك وابتسمت لها
ليا :هذا جيد انا براحة الان
ايما : ليس هناك راحة في حب شخص ما الم تقعي في الحب من قبل فعلا
ليا : كيف ذلك فانا احبك واحب عائلتي كيف لم اقع في الحب
ايما : اقصد حب شخص يكون مميز لكي
ليا : انتي تعلمين ليس لدي وقت لهذا فانا احب النوم والمرح وليس لدي نية لاحزن
ايما : اتمني ان اكون مثلك يوما
ابتسمت ليا : انتي رائعة كما انتي سأذهب الان اراكي لاحقا
ايما : اجلسي قليلا
ليا : لن استطيع التأخر اريد ان انام للغد فقد استيقظت باكرا عانقتها ليا وخرجت وهي تبتسم وتتمني بداخلها ان يكون من حولها سعداء

حب حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن