دخل شابٌ غريب لقاعة الاجتماعات في قصر الملك... تلك القاعة مخصصة لرجال المملكة... أيّاً كانتْ مكانتهم الإجتماعية وذلك أمرٌ من الملك
حيث أنه يتيح لشعبه مناقشة مشاكل المملكة مع بعضهم أو معه... ونظراً إلى أن المملكة صغيرة جداً فأعداد الحاضرين تقارب الستين رجلاً
تقدّم الشاب من "آندريو" وقال بثبات أنه يريد إبنته "ليلي" للزواج ... فتعجّب "آندريو" من ذلك الشاب الذي أتى وحده دون عائلته.... وكما يبدو أنه ليس من المملكة فسأله
<من أنت أبها الفتى؟... وماهو نسبك؟>
<أنّي أطلب إبنتك لنفسي وليس لعائلتي >
ضحك كل من كان في القاعة بمن فيهم "آندريو" وقال
<ألا تعرف عاداتنا أيها الفتى؟ .... يجب أن أعرف من أنت وإلى من تنتسب ؟ ><أنا كما أنا وعائلتي كما هم... أُطلب مهرها... حتى وإن كان بحراً سأسكبه بين يديك >
ضحك الجميع مرة أخرى في ما عدا "آندريو" الذي تجهّم وقال
<إبنتي ليستْ سلعة لتحاول إغرائي بالمال أيّها اللعين!>حاول بعض الحاضرين تهدئة "آندريو" فـ دنا منه أحدهم هامساً بأذنه
<تمالك نفسك يا رجل أنت في قصر الملك لا تهن نفسك أمام الجميع.... من الواضح أن هذا الفتى مجنون... أطلب منه مهراً لا يستطيع تنفيذه وستنتهي المشكلة >صمت "آندريو" قليلاً وهو يفكر قبل أن يقول
<حسناً أيها الفتى.... هل تعرف حدود المملكة؟><أجل>
<في الجهة الجنوبية... هناك قطّاع طرق >
<أعرفهم... عصابة الغِربان... تتألف من حوالي مئة رجل ويقودهم المدعو "مالفوري" >
إبتسم "آندريو"
<نعم هو بعينه... أريد رأسه>أرتفعتْ ضحكات كل من كان في القاعة بما فيهم "آندريو" لدرجة أن البعض سقط من على كرسيه لشدة الضحك
فيما قال الشاب ببرود
<رأسه فقط أم مع بقية أعوانه؟>أزداد الضحك بشكل كبير وقد تيقّن الجميع أن ذلك الفتى مجنون ... وقال "آندريو" وهو يمسح دموعه
<لالا رأسه سيكون كافيا ><وستكون "ليلي" لي؟>
<أجل أيها الشاب سأوافق حينها على زواجك بإبنتي >
إلتفت الشاب مغادراً .... فهدأتْ تدريجياً أصوات الضحك
قال أحدهم لـ "آندريو" وهو يضحك
<ما الذي فعلته بذلك الفتى المسكين.؟.. سيلقى حتفه حتماً هناك >أجابه "آندريو" بسخرية
<وهل تصدق أنه سيحضر رأس "مالفوري"؟ ... كما أني قلتُ هذا فقط كي نرتاح منـ... >لم يُتمّ حديثه إذ تدحرج لداخل القاعة رأسٌ يقطر دماً بغزارة وبعده بثوانٍ دخل الشاب ليقف أمام " آندريو" قائلاََ
<هذا رأس "مالفوري">صرخ بعض الأفراد هلعاً فيما ظلّ البعض الآخر صامتين ينتظرون ردّ " آندريو" المفزوع على الشاب
كسر الصمت رجلٌ قائلاً
<هذا ليس "مالفوري".... فهو يقيم في الجنوب ويستغرق الوصول إليه سيراً ثلاثة أيام!!>أجاب الشاب ببرود
<أعلم ذلك... لقد وجدته هناك وأحضرت رأسه كما كان الإتّفاق >خرج " آندريو" عن صمته أخيراً قائلاً بفزع
<هل أنت بجنون أيها الفتى؟!!!.... "مالفوري" بعيدٌ جدّاً يستحيل أن تصل إليه وتعود خلال دقائق >أجاب الشاب بغضب
<ما هو الإثبات الذي تريده أن هذا الرأس أمامك لـ "مالفوري" ؟!>لم يجب أحد من الحاضرين... فنطق عجوزٌ كهل قائلاً
<الشاب يقول الحقيقة... هذا رأس "مالفوري" فأنا أعرف شكله جيداً.... لقد أصبحتْ "ليلي" لك ويمكنك العودة غداً للإتّفاق مع والدها بما يخصّ الزفاف >إبتسم الشاب برضا وحنى رأسه قائلاً
<شكراً أيها العجوز.... سأعود غداً >ثم سار مغادراً القاعة وسط ذهول الحاضرين من كلام العجوز لكن ولأنه ذو شأنٍ كبير لم يجرؤ أحدٌ على الإعتراض
قال "آندريو" قاطباً حاجبيه
<كيف توافق على طلب ذلك الغريب؟!><لقد لعبتَ لعبةً خطيرة وستدفع ثمنها يا "آندريو" >
<ماذا؟...أيُّ لعبة؟!>
<هذا الشاب ليس بشراً >
تعجّب الحضور وزاد توتر "آندريو" فقال
<ليس بشراً.!!!... ماذا يكون إذاً؟!! ><شيطان...ولقد عقدت معه إتفاقاً أبرم هو جانبه منه وظلّ أن تُبرم جانبك >
<مستحييل!!... ماهذا الكلام الفارغ؟!!>
<نفّذ طلبه وسلّمه إبنتك حسب إتفاقكما وإلا ستدفع المملكة بأكملها ثمن غبائك >
<سأكون غبياً إذا سلّمتُ إبنتي لذلك المجنون... فليأتي غداً وسأفصل رأسه عن جسده >
هتف معظم الحاضرين تأييداً لـ "آندريو" فيما عدا قلّة كانوا في صف العجوز
همَّ العجوز بالرحيل وقبل رحيله قال
<هذا الشاب ليس بمجنون فالعقل يُقاس بنبرة الأصوات وأنا لم أرى في هذه القاعة شخصاً يصرخ مثلك >__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أنت تقرأ
Lily's amorous ||J.J.K ✔
Fantasyأميرٌ ألقى بِنَسبِهِ، وعائِلتِهِ، وعَشيرَتِهِ، وأرضِهِ عَرضَ الحَائِطِ في سَبيلِ حبّهِ لِفتاةٍ بشريّة .... لمْ يَشهدِ العَالَمُ حُبّاََ كَـ حُبّهِ . إنّهُ الوَحِيدُ الّذي إِذا قَالَّ كَلِمةَ للأَبّد سَيعْنِيها فِعلاََ القصة مقتبسة من سلسلة رواية...