- او رُبما غدًا او بعد غد .. او الإسبُوع القادِم ، هل سأُكلف نفسي بالتحري عنها حقًا !
اردف جونغكوك بهذه الكلمات داخليًا بتذمُر ، فَـ جونغكوك شُرطي كسُول كما يُطلق عليه من اصدقاء عملُه .
_________
المكان : مشفي بوسان العام .
الزمان : السادسه صباحًا .
__
تجلس تلك الفتاه بهدوء علي سرير المرضي شارده في اللا شيء .. في الفراغ .. او ان امكن القول .. في حياتها التعيسه !
تُراقب الشارع من نافذه الغُرفه بهدوء و شرود .. تُردد بداخلها بعض العبارات مثل : هل انا سيئه ؟ ، هل انا قبيحه ؟ ، لماذا انا بالذات ؟ ، لماذا انا دونًا عن غيري ؟
تتأمل الأشجار و الشوارع الخاليه من الناس عدَا بعض السارقين المُستغلين للزمان و المكان لفعل قذارتهم ، فَـ ها نحنُ بالسادسه صباحًا في الشارع الخلفي للمشفي حيثُ يُمكنك فعل اي شيء بالمعني الحرفي يا صديقي ، فَـ لا توجد كاميرات مُراقبه او حتي حُراس ، لذلك انسي معني الآمان هُنا ، ايضًا يوجد بعض القاتلين المُصابين بأمراض نفسيه مثل " الساديه " و التي تدفعهم لفعل اي شيء يُمَكِنَهُم من سماع صوت الضحيه تصرخ اسفلهم تتراجهم بالرحمه .. و لكن هيهات .. اوليس من الخاطئ وضع كلمة قاتل مع رحمه ؟ ، انهُ شيئًا مُضحك حقًا .
قطع حديث اوليڤيا مع ذاتها صوت فتح الباب الذي دوي فِي الغرفه ، فَـ لا توجد حركه كثيره في المشفي ، كَما اخبرتك .. مازلنا في السادِسه صباحًا بالفعل ..
ادارت اوليڤيا رأسها بخفه لتري من فتح باب الغُرفه في هذا الوقت قاطعًا تأمُلها و حديثها مع ذاتها لتري شُرطيان في غاية الوسامه ، احداهما يقف مُتكِئًا علي الطاوله التي بجانب باب الغُرفه مُناظرًا اياها بنظرات بارده فَـ هو و من الأصل لم يكن يُريد الإستيقاظ من نومه و المجيئ لتحري تافه يُمكن ان يفعله نامجون وحده بسهوله ، كما يزعم جونغكوك .
و الآخر يقف امامها واضِعًا يداه في جيب بنطاله الأسود و يبدو علي عيناه علامات الإرهاق و التعب ، فَـ هو لم ينم جيدًا مُنذُ البارِحه بسبب عملهُ في قضيةً ما ، و لم يكُن هذا سوي نامجُون.
_____
ناظرتهُم اوليڤيا بهدوء قائِلَه : تفضلوا
مُشيرةً لهُم علي المقاعد حتي يجلسوا .
جلس المعنيان علي المقاعد بينما جلست اوليڤيا علي المقعد الذي امامهُم .
ناظرها جونغكوك ببرود قائِلًا : يا انت ، اخبرينا عن والدك اللعين كِيم و الا اخذتك معه في الحجز ، اخبرينا عنه بالتفصيل اتفهمين يا انت ؟!
ناظرتهُ المعنيه ببرود رافعةً حاجِبها الأيمن و يُرسم علي وجهها علامات الإشمئزاز من كلام الآخر قائِلَه : لن اتحدث بشيء الا عندما تُعطيني رقم والدتك .
تجعدت ملامح الآخر بإستغراب قائِلًا : ماذا ؟! ، ما علاقة والدتي بالأمر ؟
ابتسمت اوليڤيا بخُبث واضح علي ملامحها قائِلَه : حتي اُخبرها بأن تُعيد تربيتك مره ثانيه ، فَـ مِن الواضح انك لا تعرف معني الأدب سيد ... ؟
قبض المعني و ليس سواه ' جونغكوك ' علي وجنتيه بأسنانه من الداخل ، و ان كانت وجنتيه لها القُدره علي الحديث لصفعته علي وجهه قائِلَه : سأنزف يا لعين سأنزف !
نظر لها جونغكوك بوعيد و عينان بهُما رغبه مُتعطشه للقتل كما لو كان اسدًا يود الإنقضاض علي فريسته و يُمزقها الي اشلاء صغيره ، فَـ ها هيَ جالسه امامهُ تُناظرهُ بكُل برود و استفزاز ، هيَ احرجتهُ امام صديقهُ بالفعل !
نظر لهُم نامجُون و الذي و اخيرًا قد قرر الحديث حتي يقطع خيط النظرات الحارقه هذه ، فَـ اردف قائِلًا : جونغكوك .. يُدعي جونغكوك ، لم نأتي آنسه اوليڤيا كي نتبادل هذه النظرات بالفعل ، لقد أتينا لأجل والدك ، السيد كِيم ، فقط اود استجوابِك عن كيف كان يُعاملك الفتره الآخيره ، و ايضًا والدتك ، كيف كان يُعاملها و يتصرف معها ، هل كان دائِمًا هكذا ؟ ، يُعاملكُم بعُنف ؟
انهي نامجُون سؤاله مُنتظرًا جواب الأُخري و التي اشاحت بوجهها بعيدًا ، تنظر للنافذه بنظرات مُبهمه لا يستطيع نامجُون تفسيرها ، اهي حُزن ام برُود ام ماذا
فقد الآخر صبرهُ و ليس سوا جونغكوك فَـ نهض بغضب مُمسكًا بمزهريه متوسطة الحجم علي الطاوله مُهددًا الآُخري قائِلًا : يااا تحدثي و الا اقسم بأنني سأُزيد من جرحك رأسك اللعين هذا !
حينها فقد نامجُون اعصابه فَـ افرغ غضبه بجُونغكوك قائِلًا : جونغكوك و اللعنه غادر الغُرفه لا استطيع اتمام التحقيق اللعين اللعنه عليك !
شهق جونغكوك بدراميه : اللعنه عليَّ ، حسنًا سأخرج نامجُون ، و لكن اقسم لك انك ستندم .
انهي جونغكوك جملته بغضب و خرج من الغرفه صافِعًا بابها خلفه.
__
- اذًا ، هل ستُخبريني ام ارحل ام ماذا ؟
اردف نامجُون بتعب امام تلك الجالسه بهدوء مُزعج و مُستفز موجهه انظارها تجاه النافذه ، كعادتها .. تُراقب الشوارع .
وجهت انظارها اليه و شبح ابتسامه قد تكون بالفعل علي جانب ثغرها قائِلةً : سأُخبرك .
شبكت اوليڤيا يداها ببعضها مُفرقه شفتيها للحديث قائِله : عندما كُنت في الخامسة عشر من عُمري كان ابي شديد القسوه علي .. كان احيانًا يمنعني حتي من الخروج للمدرسه ، او حتي مع اصدقائِي للتنزه قليلًا ، ظنًا منهُ انني قد أُواعد شاب و اخُون ثقتهُ كما يزعم ، كان احيانًا يضرب امي لأتفه الأسباب حرفيًا ، لم تضع المِلح المُناسِب بالطعام ، لم تضع السُكر المُناسب في القهوه ، ايقظتهُ مُبكِرًا قليلًا عن معاد استيقاظُه ، او حتي لأنها مريضه و لم تستطع صُنع الطعام ! ، كُنت لا اعلم ماذا افعل بذلك ، هذا الوضع خطير و لا يجب ان يستمر ، خاصتًا بعد ان اُصيبت اُمي بمرض السرطان ، حتي اثناء مرضها كان يضربها ، اتذكر ان عندما كانت تأتي لأُمي نوبات إستفراغ كان يضربها بقسوه .. مُتحججًا بأنها تُثير إشمئزازهُ و انها مُقرفه ! .
توقفت اوليڤيا عن الحديث حين تكونت غصه تمنعها عن الحديث ، كانت علي حافة الإنهيار امام نامجُون الذي نهض ذاهبًا ليجلس بجانبها مُحاولًا مواساتها ، كانت اوليڤيا التشبيه الحرفي لجُملة : " اغمضتها كي لا تفيض فأمطرت "
كانت قد اغمضت عيون همومها الداخليه كي لا تفيض بالدموع العالقه بين جفنيها ، و لكنها امطرت دماء و ليست دموع ، امطرت دماء الماضي التعيس ، امطرت تراكُمات كثيره قد آلمتها و نقشت جروح لا و لن تلتئِم .. كَـ مَن ينقش و يرسم علي لوحه فنيه .. يرسمها بدقه و قوه حتي لا تختفي بمرور الأيام و دقائِق الزمن ، كان هذا حال قلبها ، و لكن جاء الحاضر كاسِرًا لرغباتها و قوانينها و آبي ان يستمر و طلب الإستسلام ، فَـ ما لِأُوليڤيا الا ان تنصاع و تُنفذ رغبات الحاضر ، كي لا تندم بالمُستقبل من كثرة همومها .
ازالت اوليڤيا دموعها بهدوء لتُكمل قائِلَه : كُنت قد قررت اخبار عمي ، يُدعي " هان " ، قد قررت وضع حد لهذه المهزله اللعينه ، و بالفعل ، تسللت في الخفاء في الثانية عشر مُنتصف الليل من نافذة غُرفتي التي تطُل علي الحديقه الخلفيه ، بيت عمي ليس ببعيد عن بيتنا .. انما في الحي المُجاور لنا ، لقد ذهبت و اخبرته بكل ما يفعله ابي ، و اخبرته عن ضربه لأُمي ، و ياليتني لم اخبره بأي شيء .
يومها قد صممَ علي المجئ معي للمنزل و التشاجر مع ابي ، و لكنني منعته خوفًا من ان يضرِبني ابي او حتي يضرِب اُمي ، بكيت .. و علت شهقاتي امام باب منزلنا مترجيه عمي بأن لا يفعل ، صرخ بي قائٍلًا بأنه يجب عليه فعل شيء حيال ابي ، فتح باب المنزل و دخل الي غُرفة النوم ، كُنت اختبئ ورائَهُ خوفًا من ابي ، طرق عمي باب الغُرفه مرات مُتتاليه ، و في كُل مره يعلو صوت الطرق عن المره السابقه ، فُتح الباب من قِبَلَ ابي ، كَان يبدو مصدومًا ، عمي يقف امامه بوجهٍ غاضب و انا اقف ورائَهُ و ابي يقف علي باب الغرفه .
السيد كِيم : ه هان ، ماذا تفعل هُنا ؟!
لم ينتظر هان كلمه أُخري من السيد كِيم ليصفعه صفعةً دوي صوتها في انحاء الغُرفه لتستيقظ علي اثرها السيده مِاري بصدمه هي الأُخري .
هان : انتَ يا لعين لماذا تفعل ذلك في اُسرتك ، ها اجبني و اللعنه !
لم ينتظر السيد كِيم هان بأن يفعل شيئًا آخر ليصفعه هوَ الآخر علي وجهه بغضب قائِلًا : اُخرج من منزلي يا عاهر ، لماذا تتدخل في امورنا الأُسريه تلك ، اُخرج من منزلي !
انهي السيد كِيم جملته بغضب ليخرج هان بغضب هوَ الآخر صافِعًا باب المنزل ورائَهُ.
التفت السيد كِيم الي اوليڤيا قائِلًا : انتِ من فعلتي هذا صحيح ؟
اردف السيد كِيم بكل هدُوء و قد كان مُخيفًا بحق ! ، فَـ من يراه الآن لا يراه و هو يصفع أخاه و يطرده من منزله بغضب قد اعماه !.
اجابت اوليڤيا بتردد و بُكاء : ن نعمم
ناظرها السيد كِيم بكل برود قائِلًا : ليس لدي مكانًا لكِي بمنزلي ، اذهبي الي عمك هذا .
ناظرته اوليڤيا بصدمه لا تستطيع التلفظ بشيء بعد كلمات والدها الصادمه تلك !
تمسكت مِاري بذراع السيد كِيم ببُكاء : كِيم ، كِيم اترجاك لا تفعل هذا هي صغيره ارجوك لا تفعل هذ...
- اصمتي و اللعنه ! ، فَلتذهب الي عمها اللعين هذا لا مكان لها لدي اليوم !
لم انتظر ان ينطق بشيئًا آخر ، فَـ لقد ذهبت الي باب المنزل للخروج بالفعل ، سأبيت عند عمي الليله ، و لنري ماذا سيحدث بعد ذلك .
ذهبت بالفعل لعمي و قد تعامل معي هو و زوجته و ابنائهُ بكل حُب كأنهم عائلتي بالفعل .
__
التاسعه صباحًا :
قد تناولت وجبة الإفطار مع عمي و عائلته اللطيفه تلك و خططت الذهاب لمنزلي مره أُخري .
مشيت للحي الذي اسكُن به و قد كُنت خائفه حقًا فَـ انا لا اعلم ما ردة فعل ابي عندما يراني مره اُخري ، و ماذا سيفعل !
وصلت الي باب المنزل ، طرقت الباب بتردد .. انتظرت قليلًا حتي فتحت امي الباب و شعرت حينها بثُقل علي جسدي إثر مُعانقتها لي ، قد بكت كثيرًا و سألتني عن ما فعلته مع عمي ، و هل تناولت الطعام ام لا ، كذلك سألتها عن تناولها للدواء و قد اجابتني بأنها تأخذه بإستمرار و تشعر ببعض التحسن .
اثناء حديثنا وجدت ابي يُناظرني ببرود و غضب ، تجاهلته ، علمت من اُمي ايضًا ان ابي يتناول المُخدِرات ، و الذي يشتريها من الإنترنت المُظلم ، حقًا .. ابي لن يتغير .
جاء الليل حاملًا معهُ اسرارًا ليتني كُنت اعلمُها .
كان ابي يود شِراء المُخدِرات كعادته ، طلب من اُمي المال ، لم تُعطيه ، كُنت نائِمه ، استيقظت علي صوت شجارِهُما ، حاولت الدِفاع عن اُمي قدر المُستطاع ، دفعني ليرتطم رأسي بالطاوله التي وراء الأريكه ، كُنت اُجاهد حتي لا يُغشي عليّ ، ق .. قتلها ، قتلها بدمٍ بارد ، غِبت عن الوعي و اتيت الي هُنا .
انهت اوليڤيا حديثها ببُكاء شديد لترتمي في احضان نامجُون الذي اخذ يُربت علي كَتِف هذه المسكينه ، والدها سيُسجن و والدتها تُوفيت ، انها لَقصه حزينه حقًا ! .
تركها نامجُون ذاهبًا لسيارته حتي يذهب لمركز الشرطي ، هو قد كتب التحقيق بالفعل و جعلها تكتب اسمها لأثبات اقوالها .
___
المكان : مركز الشرطه
الزمان : الثانية عشر ظُهرًا .
- جونغكوك ، يجب علينا ان نُرسل تلك الأوراق لمحكمة الجنائيات ، ايضًا يجب علينا ارسالها لطبيبٍ نفسي ، حالتها سيئه ، و اعتقد انها ستسُوء اكثر اذا لم نُرسلها اليه .
اردف نامجُون للمعني الجالس امامهُ علي المقعد الذي رد بدورهِ قائِلًا : الي من سنُرسل تلك الحمقاء ؟
ناظره نامجُون بملل : الا تعلم حقًا؟! ، الطبيب النفسي الأشهر في كوريا .. " مين يونغي "
اعتدل جونغكوك في جلسته بخوف : ييي انهُ مُخيف ، ان كنت اود الكذب عليه في امرٍا ما يكشفني فورًا ، انهُ قارئ جيد للُغة الجسد .
ضحك نامجُون بخفه قائِلًا : و لكنهُ طبيبًا جيد و مُمتاز و يجب علينا الإعتراف بذلك ، لولاه ما كُنا نستطيع معرفة من الجاني في قضية قتل السيده " مينجي " ، فَـ قد تعرف علي الجاني بسهوله من خلال لُغة جسده و الضغط عليه ايضًا .
ايدهُ جونغكوك قائِلًا : معك حق .
- اذًا سأتحدث معهُ اليوم .
اردف نامجُون لجونغكوك بهدوء .
ناظرهُ جونغكوك بقليل مِن الحِيره قائِلًا : و لكن كيف ستُخبرها بأنها ستُحَول لطبيب نفسي ، سيكون ذلك قاسٍ عليها .
شرد نامجُون قليلًا يُفكر في ما قاله الآخر و ان هذا سيكوم بالفعل قاسٍ عليها ، ان تقول لشخص انتَ مريض نفسي و ستُحَول لطبيبٍ نفسي !
اردف نامجُون بعد قليل من التفكير : معك حق .. كيفَ سنُخبرها ؟!
______________
Don't forget the vote☁!>>
رجاءًا ، تجاهلوا الأخطاء الإملائِّيه.
أنت تقرأ
Psychological session || Y.O
Romance" عندما يخذلك الجميع و يُصبح ليس لديك ملجأ ، فَـ حَلك الوَحيد هوَ الإنتحار " " و لكن انا ملجأك اوليڤيا " " اريتك جانبي المُظلِم ، فَأنرتهُ بالنجُوم " " لقد كَان سبب نبض قُلوبنا لبعضها البعض هي جلسه نفسيه " - مِين يُونغي. - كِيم اُولِيڤيَا.