" الغاية تبرر الوسيلة "
جملةٌ سبق و سمعناها كثيرًا وأتفق البعض على صحتها وخالف البعض معناها الغاية أي الهدف والمبتغى أما الوسيلة فهي طريق وسبيل الوصول لذلك الهدف إن كانت تلك الوسيلة لوصول الهدف فاسدة مليئة بالأخطاء فما حاجتنا للغاية ؟ أليست الغاية تمثل الوسيلة أيضا ؟ إنهما مترابطان إن كانت الغاية فاسدة فطريق الوصول لن يكون كذلك دائمًا الأمر على ما يحدده الإنسان إذًا لنصنع مقولة جديدة قد تكون أصح من تلك.
" الغاية تحدد الوسيلة " إحدى العبارات التي جمعتها من أراء البعض إذًا لو كانت الغاية جيدة والوسيلة فاسدة فما الهدف من الغاية؟ والتي ستدنس بفعل الوسيلة أليس ما نهدف له رضى الله؟ لا غاية في خارج إطار رضاه، ورضاه غاية الحياة ولن تكون بوسيلة فاسدة فما بُني على باطل فهو باطل ولو كانت الغاية أنبل عملٍ على وجه المعمورة.
أحيانًا على الغاية أن تتبع مبادئ وقيم فكيف للوسيلة أن لا تفعل وهي مقترنة بالغاية؟، إن كانت الغاية بحثًا عن الخير فالوسيلة يجب أن تخضع لأسلوب يدل على الخير فلا تؤذي في طريقها لتحقيق الغاية وإلا ذهبت الغاية على وسيلة آخرى وطمست ما كانت تبحث عنه فالوسيلة كذلك قد تقتل الغاية وتؤدي بها تحت التراب إن لم تكن تناسب الغاية.
وكذلك على الإنسان أن يضع بعقله أن أثر الوسيلة سيبقى لا محالة فإن كان هدفك حماية ابنتك ووسيلتك طردها من البيت بلا مبرر فهنا الوسيلة قد أودت بهدف الغاية فآثار تلك الوسيلة ستبقى منقوشة على قلبها وعقلها وشريط ذكرياتها قد تكون حميتها ولكنك آلمتها فما فائدةُ الحمايةِ هنا؟
حياتنا مليئة بالغايات والتي نسعى لتحقيقها لو اتخذنا " الغاية تبرر الوسيلة " كمبدأ ستكثر الأخطاء التي سنقترفها بحق أنفسنا وبحق غيرنا فما الفائدة من الغاية إذًا؟ إن لم تكن الغاية الكبرى إرضاء الله وما يليه بُني عليها واستخدمت وسائل ستؤذيك أو يؤذي غيرك هنا أنت قتلت الغاية بإستخدام الوسيلة.
"إذًا الغاية لا تبرر الوسيلة الغاية تحدد الوسيلة "
" ما بُني على باطل فهو باطل "