قُيود مِن حَرير . 2

202 11 21
                                    

*لا تحتَوي عَلي أية علاقات مُحرمة.
.

كانت مُنغمِسة بين كُتبها تجلسُ علي كُرسي مكتبها في غُرفتِها المُضاءَه بضوءٍ خَافِت بينما تُدوِنُ وتراجِع كُل ما قالهُ الأستاذ اليوم ، لَيس وكأنّها تُحب المُذاكَرة والجُلوسِ علي كُتبِها ساعاتٍ مُتواصِلة بِلا فواصِل ومُراجعة دروسِها أوّل بأوّل..

بل لأنّها تَخافُ مِن عِقابِ أخيهَا إذا علِم أنّها قصّرت بِدروسِها ، هُو بِالفعل عَلي عِلمٍ بِكلِ كبيرةٍ وصغيرةٍ عنها سَواء قصّرت بدروسِها أم لَا ، فهُو علي إتصالٍ بجميعِ مُعلميها وإذا حَدث وأهمَلت بشئٍ سَواءَ قصدتْ أم لَم تَقصِد ، هو فِي جميعِ الأحوالِ سيُعاقبها ، وآخِر شئٍ قد تُريده نَالِين في هذهِ الحياة هو أن يُعاقِبها أخيها..

فهو أحياناً يمنعُها من مُغادرة غُرفتِها ويُجبرها علي المُذاكَرة ساعاتٍ مُتذايدة عن ساعاتِ مُذاكرتِها الأصليّة وأحيان أُخري يمنعُها عن مُغادرةِ المنزِل لِأسابيع عَدا عَن المَدرسة بَل ويحسبُ لَها حِساب الدقِيقة وياويلَها إذا خَالفت أوامِرُه أو عَصت كلامُه وأكثرُ عِقابٍ تخافُه بَل وتكرهُه هُو التَعنِيف ولكِن أخيها لَا يستعمِله إلا عِندما يفقدُ أخر ذرة صبرٍ لَديه.

وبينما هي ضائِعةٌ بينَ كُتبِها ومُنغمِسة فِي مُذاكرتِها ، تَذكرت علي غفلَة موعِد قُدومِ أخِيها مِن العَمل ، فأنحرفَت عينيها لِلساعة وعِندما أدركَت أنّهُ لَم يتبق عَلي مَوعِد وصُولِه لِلمنزِل سوي ربعِ سَاعة ، أستقامَت بِفزع تاركةً كُل شئ وهَرعت لِلمطبخ لِكي تُحضِر طَعام الغذاء ، فهُو إن أَتي ولَم يجِد الطَعام جَاهِز سيَقلِبُ المنزِل فوقَ رأسِها.

•••

'Naleen'

إرتديتُ مأزَر المَطبخ عَلي عجلَة ، أنا حتّي لم أقُم بعقدِ حبالهُ مِن الخَلف ، كَل تركيزي كَان مُنصبُ علي الأدواتٍ أمامي وعينيّ لم تفارِق الساعة كُلّ دقيقة ، كُنت أقطِع الخضراواتِ بِسرعة والحَساءُ متروكٌ علي النَار ، ولِشدّة سُرعَتي إنحرفَت السِكين لإصبَعي وتسببت بِجرحِه ، كَمشتُ ملامِحي بألم وألتقطتُ مِنديلاً ورقياً مِن عَلي بَارِ المطبَخ لأوقِف النّزيف، لففتُ المِنديل علي إصبعِي بِعشوائية وعُدتُ لأُكمِل التقطيع..

لاحظتُ أنّه لم يتبقي سِوي سبعِ دقائِق فقط علي وقتِ وصولِه ، لِذا أسرعتُ تَحرُكاتِي وأخذتُ أقلِب الحَساء بِسرعة ، وعلي غفلة إلتقطت أذانِي صوتَ فتحِ الباب بعدَ إدخَالِ رمزِه ، إرتعدت أوصالِي وخفق قلبي بخوفٍ مِما قد يفعلهُ أخِي إذا علِم أنّ الطعام لم يجهز بَعد.

شعرتُ به يتوقفُ عِند بابِ المطبَخ يُطالعُني ، وأعلمنِي بِعودتِه بِصوتِه الحَاد الأجَش،

- لَقد عُدت.

إزدرمتُ ريقي بِتوتُر وإلتفتُ إليهِ بإبتسامة جاهدتُ لوضعِها عَلي ملامِحي المُرتبِكة وعِندما تذكرتُ أَمر إصبعي المَجروح وضعتُ يدي خلفَ ظهرِي أتظَاهر بربط عقدة المأزر ، وحَالما وضعتُ عينيّ بعينه الحَادة إزدادت ضرباتُ قلبي خوفاً فشتتُ نظرِي في الأرجَاء وقُلت،

قُيودٌ مِن حَرِير.Where stories live. Discover now