يكسر صوت رنين هاتف ما هدوء و سكون جدران منزلها. تطلق تنهيدة غاضبة ثم تتوجه نحوه و هي تخلع قفازات التمرين خاصتها، منشفتها التي تمشي بهدوء على بشرتها تمتص عرق جلدها بسبب التمرينات القاسية.
"تحدث تايهيونغ".
وضعت هاتفها على وضع المكبر ثم إجتهت نحو طاولة صغيرة تلتقط قارورة المياه الباردة. لكن كل ما سمعته كان أصوات صراخ و إنذارات غير معروفة سواء كانت سيارات شرطة أم إسعاف. أمالت رأسها بإستغراب و عادت لإلتقاط الهاتف مرة أخرى و هي تنادي بإسم الشرطي مراراً و تكراراً.
"سيدي . .".
تحدث أخيراً صوته الذي يخرج لاهثاً محاول إلتقاط بعض الهواء.
"السجن الغربي . . إنه ! الأخبار !".
يطلق فمه سعال مخنوق بين كلمة و أخرى ينطقها، جعدت صاحبة الغرة حاجبيها عندما سمعت إسم السجن التي هي مهتمة به بطريقة ما، ركضت مسرعة نحو غرفة المعيشة علها تستمد بعض المعلومات من أخبار التلفاز الذي يعجز تايهيونغ عن البوح بها. إلتقطت جهاز التحكم عن بعد و إنتقلت بسرعة نحو محطات التلفزيون حتى توقفت عند إحدى القنوات التي تعرض المكان المقصود تبتلعه النيران من جميع الإتجاهات.
"حادث مأساوي أدى لعدد هائل من الخسائر، تسرب إحدى مخازن الغاز داخل مطبخ السجن مما جعل الرائحة خانقة و هذا كان السبب لإنتشار النيران المخيفة في جميع مداخل و مخارج السجن. أفادنا بعض المراسلين بأن الدفاع العسكري يبذل قصارى جهده لإخراج أكبر عدد ممكن من السجناء، و لكن نظراً لكثافة الدخان المسمم فإنه يوجد بعض الشكوك في نجاة أي شخص كان داخل السجن، جميع تمنياتنا بالتوفيق لمنجدينا الإطفائيين الذين يسعون بقوة لتهدئة هذا الوحش المشتعل وجزيل الشكر لجهود الإسعافيين".
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
حاولت جاهدة السيطرة على مشاعرها و أسرعت لإرتداء شيء على جسدها و الخروج بسيارتها بأقصى سرعها نحو المكان المعني. و لحسن حظها أن رغم الحادث الذي حصل فإن الزحام قليل بشكل مخيف، بعض المواطنين إختاروا البقاء في المنزل خوفاً من أي مجرم فار من السجن . من الجيد أن عجلات سيارتها لم تفر هاربة بسبب سرعتها التي جعلتها تصل في غضون نصف ساعة !. صعقت من هول المنظر التي تراه عينيها، كثافة الدخان الأسود الذي يعيق تنفس و حركة أي شخص يحاول التدخل لحل هذه الفوضى.
