9- سِر ڤالنتينو؟

1.7K 217 152
                                    

الفصل التاسع:
"سُوء فهم."


في منتصف نهار اليوم، أي قبل واقعة لويجي التراجيدية بساعات، توجهت كارلا إلى مكتب الدونا فأطلعتها على موعد صفقتها الغامضة مع تاجر الأسلحة الملقب بـ "داوليش".
كون كارلا خالةَ أدولينا فذلك أعطاها الإمكانية لتصير مقربة إليها وتتكلف بترتيب بعض أعمالها.

"سيكون حفلٌ يومَ السبت في منزل له وتلك فرصة جيدة للقاء، بما أن ليلة السبت لديك ستكون مُتاحة."

تحدثت كارلا بإبتسامة مصطنعة إلى أدولينا الجالسة في مكتب يعود لأجيال عدة..

المكتب يقع في أحد قصور آل لوتشيانو المحرمة من العامة. قصور أوروبية المعمار تعود إلى العصور الوسطى. في تلك الغرفة الواسعة التي تَتّسِم بِأُبَّهَة كلاسيكية. الثريا الكريستالية التي تتدلى من السقف تنشر ضوءها الخافت على الأرجاء، تنعكس على الجدران ذات اللون الذهبي الشاحب، وتلمع بها الأرضية الرخامية البيضاء التي تفترش عليها سجادة شرقية. الستائر المخملية تكاد تغطي كامل النوافذ الطويلة، سامحة لبعض الضوء الطبيعي أن يتسلل بلا ضجة. المدفأة الرخامية تحمل بين أحضانها حطباً مُحترقا قديما، لا يبدو أن أحد الأربعة الحاضرين هنا قد أشعله، فلا بد أنه يعود لشخص عاش هنا منذ سنوات.

لم تتلقى أي جواب منها ولا حتى إيماءة، إنها واعية بأن الدونا الجديدة إبنة أختها تتجاهلها عمدا وتتعامل معها كأنها لا شيء. ولكن ما أثار حنقها أكثر هو كون أدولينا أدارت رأسها نحو أزرق العينين الجالس بالركن قائلة:"إذن علينا أن نتحضر حتى ذلك الحين."

إنفعلت كارلا لتضع يديها على المكتب وتواجه صاحبة النظارات الداكنة قائلة وعدم الصبر يتجلى في نبرتها:"دعيني أخمن: هو سيذهب معك وأنا لا؟!"

لم يقل ڤالنتينو شيئا حتى يدافع عن كرامته بل إستمر في تقليب قلم الحبر الرمادي بين أصابعه حتى يتجنب الإنخراط في حديثٍ ما، وقد كان واضعا رِجلاً على رِجل ما جعل كارلا تحترق أكثر.

الشخص الرابع هو الأخر لم ينبس ببنة شفة. إتخذ الحائط مُتّكئً له حتى لا يسقط بسبب الدوار، الذي يصيبه عندما يُطيل الوقوف. وصل للتو مع كارلا، يلتحف في السواد، يضع على رأسه قبعته الدائرية التي يُعرَف بها، كما يصوب حدقتيه نادرة اللون نحو الأرض، إحتراما للدونا المقدّرة له. صمته كان طبيعيا، مايكل أنجلو لا يتحدث في حضرتها إلا إذا سألته بنفسها. لكن الآن، بدون أن تسأله، سينطق فمه بصوت..

تنهدت أدولينا لتشبك أصابعها قائلة:"نعم، هو فقط من سيذهب معي.. بماذا سينفع حضورك أصلا؟ إضافة جو الكوميديا إلى الحوار؟"

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن