الفَصل الثَاني
.
.
.دَخلتُ من البَاب الخَلفي،
لأجدَها مُلقَاة أرضًا وحَولها وفَوقها تنَاثَرت الاطبَاق والأكوَاب المَكسُورة ،
وتلكَ الخزَانَة الخَشبية فَوق قَدميهت ،
أفَاقَني من صَدمَتي أنِينها المُتألم والضَعيف ،
أسرَعت أبعِد عَنها القطَع المَكسورَة ورَفعت الخزَانَة عَن قَدميها ،
وشَهقة متفَاجَأة صَدرت من خَلفي،
جَعلتني أنتَبه لذَلكَ الفَتى الذى لحقَ بي،_ أتَصل بالإسعَاف حَالاً! أو لاَ سيَتأخرونَ، أحضِر غطَاء من الاعلَى بسرعَة!
رَكض ليُحضر الغطَاء كمَا طَلبتُ وفورًا غَطيت جَسدها بَه وبينَ ذرَاعاي حَملتها رَاكضًا لسيَارتي ،
أنَاتها المُتألمَة بجوَاري آذت شَيء بقَلبي ،
أوقفتُ السيَارة بعشوَائيَة وهَرعت بها للدَاخل ،
وعَن أعيِن النَاس وأشعَة الشَمس الحَارقة دَاريتها ،
تُركتُ بالخَارج حينمَا أخَذوها ولوَهلة شَعرت بالفرَاغ ،
ضئلُ جَسدها وخفَته بينَ ذرَاعاي لهَا شعُور مُختلف ،_ أمم المَعذرَة، احتاجُ اسمَها وبيَاناتها فَلا سجلَ لَها لدَينا.
تَحمحمَت تلكَ المُمرضَة والورَقة الفَارغة بينَ يَديهَا ،
استَوعبت أَنني لاَ أعرِف سوَى اسمِها الذى سَجلت به في المَوقع،
و حتمًا ذَلكَ ليسَ اسمَها الحَقيقي ،
أنَا في وَرطة..،_ سَيدي؟ المَعذرَة ؟
_آه اسمُها يُون.. يُون.
_ يون مَاذا ؟
_ أنَا لاَ أعلَم!
_ عُمرها؟
_ لاَ أعلَم أيضًا..
نَظراتهَا المستَغربَة تَجعَلني أوَد إقتلاعَ عينَيها ،
أكرَه النسَاء ،_ أنَا صَديقها منذُ فترَة بَسيطَة.
_ ولاَ تعلَم اسمَها حَتى ؟
_ أنتَظري لتَستيقظَ وأسألِيها مَا مُشكلتكِ؟؟
تَأففتُ بإنزعَاجٍ مغَادرًا من أمَامهَا،
أعنِي ليسَت أزمَة أَن يَكون هنَاكَ صَديقَين لاَ يَعرفَان أسمَاء بعضهمَا ،
لاَ مشكلَة صَحيحٌ ؟ ،
بَقيتُ بالخَارِج لقرَابة السَاعتَين ثُم دَخلتُ مُجددًا ،
وَجدتها مُستيقِظة ومُتكَورة حَول نَفسها بتعَابير مرتَعبَة ،
أنفَاسها كَانت بَطيئة و وَجهها مُحمَر للغَايَة،_ أنتِ بخَير ؟؟
رَفعت أنظَارهت لي ببطءٍ وعَيناها الصَغيرَة كَانت دَامعه ،
هي لاَ تتنَفس بحَق السمَاء! ،
أسرَعت لَها مُمسكًا وَجهها بينَ كفَاي لأفتَح فَمها بالإجبَار و أنفُها أغلَقته بأصَابعِي،