من الصميم

29 6 2
                                    

هل حدث وأن تمنّيت لو يأتي أحدهم يعرفك جيداً وأنت واقفٌ في إحدى الممرات الكئيبة، أحدٌ ما كهيئة المنقذ بالنسبة إليك، يشبه أن تكون على وشك الإنتحار فيقطع ذلك أتصالاً من أمك، حبيبك، صديقٌ قديم، يجعلك تعزف عن الفكرة تماماً، أنا أنتحر من خلال إحدى زوايا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هل حدث وأن تمنّيت لو يأتي أحدهم يعرفك جيداً وأنت واقفٌ في إحدى الممرات الكئيبة، أحدٌ ما كهيئة المنقذ بالنسبة إليك، يشبه أن تكون على وشك الإنتحار فيقطع ذلك أتصالاً من أمك، حبيبك، صديقٌ قديم، يجعلك تعزف عن الفكرة تماماً، أنا أنتحر من خلال إحدى زوايا هذا المكان الذي يكتظ بالناس شيء فشيء، لا أخفي عليكم بإنني بحثت في وجوه هؤلاء الناس عن وجهٍ مألوف ألوذُ إليه واقف خلفه وأخبره بإنني خائف جداً وأرغب بالبكاء، أو أرغب بالضحك، حسناً لنفترض أنني وجدتُ أحدهم الآن، كيف سيفسّرني ؟ أعني كيف سيعرف بأنني أحتاج أن أنفجر بجانبه، كيف أشرح له بطريقةٍ ما يفهم من خلالها أنني أرغب في التقيّؤ، كيف سيعرف بإنني أشعر بالغثيان، هذا مستحيل وكثير على أيّ أحد أعرفه، لذلك كنت دائماً الهاربّ من الجميع ومن نفسي، لأن لا أحد سينقذني ولا حتى أنا.


أشرُدُ كثيراً
وقلبي يُضَيِّعُ الكثير من الوقت
أنا مفتون بالصمت
ليس استياءً أو عُزلة
إنما بسبب كرهي للأماكن الضيقة
ولأني مُتعَب.
ولا أحب أن أشْتُمَ هذا العالم من ثقب إبرة
أو أن اضيفَ رقماً إلى الأشياء التي أتوهمها..
لن تسمعوا مني رأياً
وككل مرة ..لن أدَّعي الحِكمة
سأكتفي بمراقبتكم
تمزجون بين الصواب والخطأ
وترددون في النهاية:
"هذا امرٌ فظيع
وهذه نتيجة يجبُ أن لا تحدُث"
وكالعادة تُبررون دهشتكم ببعض الأمثال
بعدها ..تأخذون رماحكم وتختفون..
ثمة أشياء تتجاوز حدود التسلية..



-لماذا لا تأتي لِتنتشلني مِن حُزني
لِماذا لا تأتي لكي تُزيح عني كُل هذا الحزن،
كُل هذا الخراب الذي قد جَعل مِن قلبي مُجرد كتله مِن اللاشيء، لا توجد فيه مَشاعر لقد فقدها، فَقدتُ مشاعري وقلبي معها
أبِستطاعتك أن تأخذني معك إلى اللامكان
إلى عالمٌ مَجهول لا يوجد فيه سِوانا
خالي مِن كل هذهِ السخافات، عالمٌ يَخلو مِن كل هذه الأفكار التي تُصيبني بالجنون
أبِستطاعتك أن تُزيح عني كُل هذا الهلاك؟.

لم يُدركوا مدى عُمق الثقب في جدار الذكريات، لا جُرح يُنسى، و لا الذاكرة تستطيع المَحو و لا الأيام كفيلةً بالشفى كما يَدعون. 
لكنهُ صديقي ثقباً في جدار الذكريات المُهترئة،  و كلما لمستهُ  اصابتك  حُماه المشعلةُ في قلبك،  إنهم ي صديقي يزعمون بحكم الجاهلية أن القوةُ صلابة، و أن الأنين من وجع الذكريات جُبناً لا يَمُت للرجولة بِصلة و گأنما هم يدركون مدى الضجيج المفتعل بداخلك، أومدى الأنين الصامت رغم الصخب.
إنهم لا يُدركون مدى أن تكون أنسانا فـ تَلمس جراحك بلطف و گن بسلماً لما بداخلك.

رماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن