كانت سماء الليل صافية تتلألأ بمجوهراتها التي زينت القمر ما أمكن وميضه رؤية كل شيئ بوضوح وعويل رياح هادئ يخترقه نعيق الغربان المحلقة بشكل دائري في السماء و نهيم البوم جوف الأشجار, لقد بدت الغابة مرعبة إلى حد ما يجعل القلق يتسرب إليك؛ أسندت ظهرها لتأخذ نفس عميق بعدما قطعت مسافة كبيرة وسط تلك الأشجار و هي تدعس العشب بقدميها الحافيتن, أحست بالوهن فجلست كي تستريح, فلم تمر حتى ثلاث ثوان لترفع عينيها و تجد السلاح موجها إليها, لم تستطع تمييز الوجه فقد كانت شبه مغميا عليها من شدة الإعياء و نظرها مشوش فنطقت بصوت شبه مبحوح تشوبه الصدمة:
''أر...أرجو...ك لا تقتل أمي أ...ريد أمي''
إبتسم بمكر, شغل مطرقة المسدس ببطئ كما و أنه يستمتع بمشاهدة لحظاتها الأخيرة ثم قال :
''يمكنك الذهاب إليها الآن''
ثم ضغط على الزناد و أطلق.
___ _____ _______ ________ ________* ألمانيا 🇩🇪، برلين العاصمة : 15 : 08 AM
استيقظت مفزوعة من الفراش كانت تتصبب عرقا و تلهث بعنف إنه نفس الحلم الذي يتكرر في كل مرة تقرب فيها ذكرى موت أمها, نفس الألم تشعر به في كل مرة و على صوت طلق الرصاص تنهض مذعورة من نومها, تصارع هذا الكابوس لوحدها منذ سنوات؛ ازدردت ريقها بمرارة و وجهت رأسها للساعة إنها الثامنة و الربع صباحا أرخت جسدها على الفراش مجددا بشئ من الراحة الحمد الله على كل حال لم يكن حقيقة بل كابوس عابر رغم تكراره في أشكال متنوعة إلى أنها لم تتعود عليه و كان يرعبها أكثر من ذي قبل, تسائلت في فضول من سيكون هذا الذي يحاول قتلها في أي فرصة و يلاحقها في أحلامها, أعادت النظر في الساعة من جديد و قد كانت الثامنة و العشرون دقيقة.
قامت و نزعت ملابسها بعدما توجهت للحمام و شغلت الرذاذ, رفعت رأسها في حركة شبه دائرية لتحس ب الماء يلامس جسدها , إن معايير جمالها حقا جد عالية تمتلك عيون خضراء اللون و أنف رفيع حاد يتوسط وجهها ذو فكين بارزين و خطوط عريضة تحت خدودها الممتلئة أما شفتيها ممتلئة وردية و كأنها مرسومة, لنقول أنها حقا مثالية؛
من أعز الأشياء التي تحب فعلها حيث تحس بالإسترخاء و الراحة و تفريغ الطاقة السلبية هو أخد دوش بالماء الساخن .
رن جرس الباب و قطبت حاجبيها في تساأل لكنها قلبت عينيها في ملل كأنها علمت من سيكون و خرجت لترتدي فوطة.
فتحت الباب لتجد صديقتها ألينا أمامها ترفع أكياسا مكتنزة للفوق و أردفت بنشاط:
''guten Morgan''
(و هي صباح الخير بالألمانية)
دخلت و تبعتها اوليندا بعينيها مبتسمة, أغلقت الباب و ذهبت مع ألينا للمطبخ.... جلست تشاهدها تخرج المشتريات من الأكياس في حماس, سألتها ألينا :
أنت تقرأ
الفيلوفوبيا
حركة (أكشن)"أحيانا تحدث لنا الأشياء دون السماح لنا بالإستعداد مسبقا... و كما اعتدت القول، أظن أنني ملعونة في الحب.." أشرعت في بكاء مرير.. فوجهت أنظارها إليه ليناظرها بحزن هو الآخر، جرها إليه و عانقها بقوة لتقول بين أحضانه دون قوة : "هذا بائس, لا أريد أن أكون ه...