من نسج القدر

فقدتُ عملي

"لو لم تكن الحياة صعبة لما خرجنا من بطون أمهاتنا نبكي"

✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️

ما أن فتحتُ النافذة حتى لفحني برد خفيف ، شددت على قميصي محاولة تدفأة نفسي ، داعب الريح خصلات شعري لتتمرد الخصلات على وجهي لأتركها مبعثرة و أغلق عيناي لأستمتع بهذا الجو المنعش ، لم تدم الا لحظات حتى قطع انتعاشي صوت أمي و هي تصرخ لأغلق النافدة فقد أحست ببرد شديد . تأففت بانزعاج لأغلق النافدة و أهم إليها .
"أمي ألا تستطيعين ليوم واحد أن تتركيني أستمتع بالهواء النقي "
"و لكي تستمتعي أنت هل من الواجب علي أن أصاب بالزكام !؟" أجابتني و هي ترفع حاجبها بخفة . هذا الحدث يتكرر كل يوم تقريبا .
على أي رميت بنظري إلى الغرفة محاولة رصد أبي فلم أره الى الآن ، ألم يعد بعد يا ترى ، نظرت إلى الساعة لأجدها بلغت السادسة مساء ، هذا غريب ليس من عادة أبي أن يتأخر إلى هذه الوقت .

"لا تقلقي أخبرني أنه سيتأخر اليوم " قرأت أمي علامات الاستغراب في وجهي .
"لما ، هل هناك أمر ما " فعند خروجي من الشركة لم يخبرني بأي شيء
"كان عليه أن يحل أمرا ما رفقة عمك ، عندما يأتي ستعلمين مجرى الأمر "
لما تتحدث بالألغاز . اجتاحني فضول شديد لأعرف عن ما يدور الأمر . قصدت المطبخ لأرى الخادمات منشغلات في عملهن . لمحتي واحدة لتجفف يديها و تقترب مني لكنني أوقاتها بيدي مشيرة إلى التفاحة التي قدمت من أجلها ، ابتسمت لي و ناولتني إياها بلطف . شكرتها لأتجه بعدها إلى الحديقة . لا أريد أن أتفاخر لكن حديقتنا بالتأكيد هي الأفضل . بأشجارها الفارعة طولا و ورودها الزاهية المتفتحة . كانت طويلة و عميقة جدا ، سلكت طريقا طويلا لأصل إلى منظري المفضل حيث جذوع أشجار ذات الورد الاحمر تحيط المكان و درج خشبي يؤدي في الأخير إلى نافورة صخرية جميلة ، يتدفق من خلالها الماء بطريقة مختلفة .