♦ رائحة الحساء والأطعمة السريعة تُداعب أُنوفَ مُرتادي ذلك المطعم الصيني الموجود في أحد الشوارع الحيوية والآمنة نسبيا بـمدينة پاليرمو.مسحت بيانكا مُحيط فمها بمنديل الورق بعد أن أنهت آخر لقمة من ذلك الطبق. ثبتت مكانها مُقررة النهوض عندما يرتاح الطعام في معدتها، لكن ما منعها كان ذلك الشخص الذي جلس على المقعد الطويل بجانبها.
"مرحبا بيانكا! أتمنى أنك تذكرينني!"
قال بنبرة حيوية ومسرورة لم تنجح في جعل بيانكا تخفف ملامح التوتر تلك. همست ثم أعادت بصرها إلى الأمام:"مرحبا.."
"عفوا، هل يمكنك إحضار كأسين من الويسكي؟!" قال للنادل الصيني ما جعل بيانكا تلتفت إليه بإستنكار.
إبتسم مايكل ليقول وهو يناظرها بطرف عينه الفاتنة:"لا تقلقي إنه ليس لك"
قلبت عينيها لتعيد تأمل الناس أمامها وهم يدخلون ويخرجون.
أخرجها من تأملها سؤاله:"ماذا حدث بالضبط؟ مع لويجي المسكين"
كان سؤالا مُفاجئا. عرفت أن ذات يوم ستواجه الأمر بدون حضور لينغ "ملاكها الحارس" أو الأفضل القول "شيطانها الحارس" ولذلك فعليها إستجماع شتات نفسها. حركت لسانها رغم أنها لا تعرف بما تنطق:" لا أعرف.. فقط .. "
"لم يكن الأمر بيَدك، لذا لا تحزني"
"أعرف.."
"أليس في قاموس رُدودك سوى 'لا أعرف' و 'أعرف' ؟"
زفرت بقلة صبر لترد سريعا:"أنا مشتتة!"
حالما وُضِع الكأسان أمامه سارع إلى شربهما واحدا تلو الآخر في ظرف نصف دقيقة تحت أنظارها!
قال ونظره مثبت على أحد الكأسين:"حوادث كتلك تقع من حين لآخر. لكن ما حدث لـلويجي، يبدو أن مؤامرة تُحاك خلف الكواليس.. أحدهم يستهدف المنظمة.. هناك خونة.. هل أخبرتك لينغ بشيء؟!"
حركت رأسها في كِلا الإتجاهين تعبيرا عن النفي. وبعد أن خطرت ببالها فكرة قالت مصدومة:"هل تعتقد أنها خائنة؟!"
صاح وكأنها ضربته:"لا! بل.. أشخاص آخرون"
"هل أنا من بين هؤلاء الأشخاص؟!" قالت في نفسها..
بعد فترة صمت سألها بشكل عابر:"هل نسيتِ شيئا هناك؟"
نظرت إليه قائلة بإستغراب:"ماذا؟!"
أعاد السؤال وبدا كأنه مخمور:"هل نسيتِ شيئا بجانب جثة لويجي المسكين؟"
فكرت قليلا لتجيب:"لا.."
بعد التفكير في الأمر.. شعرت بيانكا وكأن فأسا ضرب رأسها ..
ماذا نسيت؟! المهم أنها نسيت!!

أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Action"هذا هو الفرق بينك وبيني. أنت تسعى إلى أن يبقى الناس أحياء، بينما يُحتّم علي أن أجعل نهايتهم قريبة. لويجي كان طائشاً، يعبث مع العصابات ويتوقع مني أن أحميه في كل مرة حتى وهو يعصي كل أوامري، ويرمي بـ نصائحي عرض الحائط. يتسكع مع المراهقين المدمنين.. و...