2. مُنَافَسَة أَمْ فَن

42 7 5
                                    

خطواتي، مسارًا يتبعه جسدي آملًا الوصول..
صوتها العميق يتردد في كل مرة، يحيرني أجسدي يخطو وحده للأمام أم أن روحي تركت سكنتها و أخذت تخطو حذوه..
خطوة وراء خطوة، أقترب إلى أحد ملاذاتي، همسات خطواتي تتقلص..

حتى مددت يدي أدير مقبض الباب، أستشعر برودة معدنه الناعم تلامس كفي، دفعته برفق ليتيح لي الدخول الى الغرفة الواسعة، استشعر دفء أشعة الشمس التي تتسلل لتتمايل بلمعانها على الأرضية الخشنه و أثاثات الغرفة العصرية، كما تضيف رونقًا لزرقة الجدران التي تنافس السماء بلونها، فألحظ وقوف الجميع لي فألقي تحيتي و أجلس على رأس الطاولة بوقار واثق ليجلس الجميع مرة اخرى.

لأقول بادئًا هذا الاجتماع مع مُدراء أقسام شركتي بنبرة واثقة
"هذا الإجتماع سيكون بخصوص مشروع جديد، يجب أن تتأكدوا من كونه إضافة رائعة لمحفظة انتاجاتنا."

ثم اعتدلت أهندم بذلتي السوداء ذات القميص الأبيض المنقوش، أستقيم فاردًا منكبي بوقفةٍ جادة، لأبدأ بشرح بعض المخططات التي تعرض لهم جميعًا، بينما يتناوب الحديث بيننا من أسئلة و أجوبة أدير زمامها بهدوء وثقة.

لتعلو كلمات أحدهم بسؤال رأيت تأثيره ببث القلق على أوجه بعضهم
"ماذا اذا كانت الفكرة غير ضرورية؟ ألن يراها البعض عديمة الجدوى؟"

استمعت لسؤاله بهدوء دون ابداء ردة فعل، حتى ارتسمت على شفتاي ابتسامة هادئة سرعان ما اختفت.
لأشير لتقرير من بين المخططات قائلًا
"و إن كانت التقارير تفيد بأهميتها، أسيظل الأغلب يراها عديمة الجدوى؟ و على كلٍ هو ليس للجميع، بل سيصنع خصيصا لبعض المميزين فقط."

فسأل مدير قسم الإعلانات و التسويق بحيرة
"و كيف سنسوق للفكرة عندما تكون الفئة المستهدفة قليلة؟"

نظرت له أرتب كلماتي، و أصيغ أفكاري، لأنبث بعدها قائلًا
"المميزون الذين أقصدهم ليسوا بقليلين، و سيتضح ماهيتهم بإنتهاء المشروع."

لتستمر الأسئلة بعدها عن تفاصيل المشروع لأستمر في قيادتي للحديث بهدوء، حتى وصلني سؤال أحدهم مستفسرًا
"ماذا عن الشائعات خاصة الشركة المنافسة الجديدة، ألا تعتبر تهديدًا لمستقبل هذا المشروع؟"

فأحول نظري لآخر عندما أكمل
"بالإخص إن كانت تجني إعجابات الناس بمنتجاتها الجديدة و الإبداعية"

حدقت بهم لثانية، كدت أقول شيئا لكني تراجعت أفكر قليلًا
لأبتسم لهم بهدوء مجيبًا بتحدي
"و إن كانت كذلك فلا بئس، لا شئ يمكن أن يهدد مستقبل مشاريعنا أو شركتنا ما دمنا نقدم أقصى ما نملك بكامل رغبتنا، المنافسة هي فن، نستفاد بتراكم خبراتنا به ولا يحبطنا سماع فرصة جديدة لنا، و في جميع الأحوال أنا لن أستسلم بسهولة، بل سأحارب إن لزم الأمر لتستمر هذة الشركة في أولى و أفضل المراكز."

وَاقِعِيَةُ خَيَالِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن