بقيت طوال الليل في مكاني، حتى استشعرت الدفء خارج هذة النافذة فوق رأسي، بدأت أشعر بتلألأ أشعة الشمس البرتقالية، شعرت بها تتخلل خصلات شعري الفاحم، تلامس بشرتي بدفءٍ لطيف، معلنة عن بداية أحد الأيام الدافئة للشهر العاشر في هذا العام، بالأخص إحدى أيام أسبوعهِ الأول.
أوه!! الآن تنبهت أن النوم لم يزرني منذ صباح الأمس، لقد كنت شاردًا للغاية لأنام.
لأقف ناويًا الذهاب أجلب لذاتي بعض الماء. خرجت من باب غرفتي لألمح تلك الغرفة ذات الباب المفتوح ذهبت بنية غلق بابها، لكني كعادتي وقفت أتأمل ما فيها ، كان يتضح على تلك الغرفة انها مرسمي، او بمعنى أصح منزلي الذي اعتدت تحويل مشاعري فيه لفن يتسنى للجميع رأيته.
لكني أغلقت الباب متنهدًا لا طاقة لدي لأفعل شئ اليوم، جيد إنه عطلتي، لذا يمكنني اكمال شرودي في هدوء.
خطوت نحو مطبخي الصغير بخطوات تكاد تكون منتظمة، أجلب كوبًا من الماء، القيت نظرة لحال المطبخ و حجمه فهو دائمًا يذكرني بتلك المرة التي كدت احرق الشقة بينما اطبخ بعض البيض، على كُلٍ أنا اعتدت طلب الطعام او الإستغناء عنه من الأساس.
عدتُ بخطواتي الشبه متزنه، يبدو أن جسدي منهك للغاية، أكثر من العادة، دلفت للغرفة ملقيًا نظرة على سريري المقابل للباب، فوقه نافذتي المفضلة تحتل كامل الجدار.
مددت يدي التقط كتابًا من تلك المكتبة الصغيرة التي تزيين جانبي سريري و أسفله.أوه، كدت أرتطم بباب خزانتي، لكن لفتت انتباهي بعض القطع التي بالفعل خططتُ لإرتدائها، لا يهم فليس لدى أي شخص مثلها على أي حال، فهي صممت خصيصًا لي، أعني صممتها أنا خصيصًا لي.
أدرت ظهري للخزانة راميًا الكتاب على السرير مُحدِثًا صوت ارتطام بسيط، لكنه بدا عاليًا، يبدو ان المكان هادئ أكثر من العادة اليوم، و دلفت للحمام أغسل وجهي أحاول أن أستفيق، هناك الكثير لفعله و لقد فوت الليل خاصتي بالفعل.
للحظة رفعت رأسي اتأمل وجهي في تلك المرآة أمامي، أوجهي أصبح شاحبًا بمرور الوقت ام انني اتوهم فقط، لاحظت ذاك الإحمرار الطفيف فوق وجنتاي، هذا يعني اني بخير لازلت امتلك دماءًا جيدة على الأقل، ابتسمت ابتسامة عابثة لذاتي قبل ان ابعثر خصلات شعري الملتفة حول بعضها، اظن اني يجب ان اقصه قليلا انا بالكاد أرى، و لكن لاحظت شيئا، ما بها عيناي سوداء قاتمة، اين لمعانها.
لا بأس اظن انه يجب اعتياد الأمر في ظل تلك الكوابيس التي تطاردني ليلًا حتى مع بقائي مستيقظًا، فقط عدت بخطواتي الشبه متزنة لأستلقي على سريري حاملًا الكتاب خاصتي بين يداي، ألقيتُ بنظري من تلك النافذة على السماء.
أنت تقرأ
وَاقِعِيَةُ خَيَالِي
Romanceإنها لحظاتُ الخيالِ التي تَسرقُ الواقع بَعِيدًا.. تجعلهُ ينطلقُ في سماءِ الأحلام.. ليتناسى كلُ شيءٍ حوله .. يعيش عالمًا خياليًا لا يعرفُ الواقعُ حدوده.. ولكنه يتعثرُ بينَ الأحاسيسِ والواقع.. وتتشتتُ الأفكارُ في متاهاتِ الخيال.. فيعجزُ عن تمييز...