الفصل الأول
المغيب سيُعلمك أن الجميع يرحل..
المغيب سيُعلمك أن تصبر على برودة الليالي،لتنال دفء الصباح
المغيب سيُعلمك أن تعتاد الفقد..
لأن كل شيء سيزول حتى أنت..
****
~روما~
صوت صفيرٍ حاد لا أعلم مصدره،ومكان غريب بلونٍ أبيض.
أين أنا؟!
لما أنا خائفة؟!
لما تلك العيون الآسفة أصحابها يتحلقون حولي؟!
أين كنت قبل كل هذا؟!
أين كنت قبل السقوط بهذا الشكل؟!
&&قبل السقوط&&
فستان أحمر قصير بالكاد يصل لمنتصف فخذيّ،أحمر شفاه بنفس اللون اللامع المغوي،تبرج خفيف لإبراز جمال وجهي،شعري الأشقر تركته منسدلًا براحة على كتفي الذي تتعلق به حقيبة ذهبية من ديور،وكان هذا هو لون حذائي وماركته كذلك.
بدوت مثالية كالعادة،وجاهزة للإستمتاع والرقص طيلة الليل حتى أسقط بتعب في النهاية.
تحركت أخرج من غرفتي أسير بثقة واتجهت للدرج المؤدي للطابق السفلي.
"روما"
إلتفت بملل إلى والدي الذي خرج من غرفته واقترب مني يكمل:
"إلى أين يا سكرتي؟ألم نتفق على الجلوس معًا الليلة؟"
تذكرت عندها أنه أثناء تناولنا لطعام الغداء،أخبرني أنه يريد الحديث معي عن أمرٍ هام،نظرت لساعة يدي لأتأكد أني متأخرة بالفعل عن الحفل ولابد أن أتحرك سريعًا إن كنت حريصة على عدم تضييع المرح،لذا زممت شفتاي وأجبته:
"أبي،إنها حفلة عيد مولد ڤاليريو ولا أريد تفويتها"
وقبل أن يبدي أي إعتراض أو إمتعاض،إقتربت منه وقبلت وجنته بينما أكمل:
"رجاءًا اتركني أذهب،وأعدك أن نتحدث غدًا"
وما كان ليقاومني،فقد ابتسم لي وطبع قبلة على وجنتي وعندها لاحظت الكتاب ذو اللون الأحمر من القطيفة الناعمة قبل أن أمط شفتاي وأسأل:
"ألا تمل من قراءة هذا الكتاب أبي؟!"
إرتفع حاجباه ثم سألني بمرح:
"هل تغارين يا سكرتي؟"
إبتسمت بخفة ثم أجبته:
"أنا أتسائل فقط..ألا تمل منه؟!أنا حرفيًا لا أراك تقرأ غيره!"
إتسعت إبتسامته ووضع الكتاب على صدره..تحديدًا على موضع قلبه ثم تنهد وهو يطالعه قبل أن يعاود النظر لي قائلًا:
"وستريني دومًا لا أقرأ غيره"
هززت رأسي بلا مبالاة وقررت تجاهل الأمر ثم التفت بعدها لأنزل الدرج،وآخر ما رأيته كان صورة لوالدي وهو يرفع يده ويودعني بإبتسامة سعيدة قائلًا:
أنت تقرأ
حين تسقط روما
Fantasyيحكى أن روما سقطت في أحد الأيام تعددت الأسباب وتراشق الجمع الاتهام فالأغراب يقولون هو عيب الأحباب والأحباب يصرخون بل هو طمع الأغراب والحقيقة أن العيب ما كان في الأحباب أو الأغراب روما ضعفت فسقطت ولن يعيد اللوم ما كان فالضعيف يسقط مهما ادعى الصم...