العالم بأسره قاسٍ..
العالم بأسره عدوٌ لي..
هذا ما تعلمته وحفظته منذ سنين..
فإصمت وأنصت لي..
أنت محق بشأن قسوة العالم لكنك مخطيء بشأني بالتأكيد..
فأنا من سأخضع العالم وكل عدوٍ لي..
غدًا سيأتي وترى.. فإرتقب يا أكبر المخدوعين..
***
ذلك الغد الذي كان يحمل لي الأمل والسعادة..
رحل معك وترك أيامًا تنذرني بالبؤس والتعاسة..
أبي عُد؛ فالعالم أخطرني من اللحظة التي غبت فيها..
أنه لن يرحمني ولن يمنحني سوى القسوة والإهانة..
***
~روما~
من الصعب عليّ أن أفكر بما يجب الشعور به الآن وأنا أرى التابوت المصنوع من خشب الزان يهبط ببطء داخل الحفرة وينهال التراب عليه..عليّ أن أحزن لكن لا يمكنني،ما يحدث من حولي ألجمني وجعلني غير قادرة على الحزن أو البكاء.
في المشفى طلبوا مني بعض المال فمنحتهم بطاقتي لكنها رُفِضَت،وعندما ذهبت للكنيسة لشراء تابوت ملائم ببطاقة والدي رُفِضَت.
سيارتي أُخِذَت مني،بيتي سأغادره اليوم،مربيتي والخدم تركوني.
الليلة الماضية قضيتها جالسة على مقعد أمام الباب في إنتظار أن يأتي شخصٌ ما لأبكي وأخبره كل ما ألم بي..
لكن لا أحد أتى..
أمي لم تأتي،أبي لم يأتي..لا أحد أتى،نمت على أمل أن أستيقظ وأجد أي أحد لكن ما أن استيقظت لم أجد سوى آلام الظهر والعنق بسبب نومتي الغير مريحة مع حقيقة مؤلمة بأني أصبحت وحيدة..
هذا فقط ما حلّ عليّ وانتظرني لأستيقظ ليعلمني مدى سذاجتي..
إنخفضت عيناي أطالع يداي المرتجفتان وأنا لا أفهم السبب..
لا أفهم لمَ لا يمكنني الشعور بأي شيء،وبنفس الوقت جسدي يرتجف بهذا الشكل؟!
ولا أعلم ماذا علي! أن أفعل لأشعر بأي شيء؟!
من يُحبَس الآن أسفل التراب هو والدي،آخر من تبقى لي بهذا العالم،فكيف بحق السماء لا يمكنني البكاء على رحيله؟!
****
~سيلڤيانو~
عليّ الإعتراف..رؤية تلك الفتاة بهذه الحالة فطر قلبي،فقد ذكرتني بنفسي عندما ماتت جدتي،كنت وحيدًا وأخذت بعض الوقت لأستوعب أنها رحلت بالفعل.
الآن سنيورينا روما تخوض نفس التجربة لكن الفارق أنها لا تملك أي شيء لتستند عليه..حياتها انتهت بموت ذلك الرجل.
أنت تقرأ
حين تسقط روما
Fantasyيحكى أن روما سقطت في أحد الأيام تعددت الأسباب وتراشق الجمع الاتهام فالأغراب يقولون هو عيب الأحباب والأحباب يصرخون بل هو طمع الأغراب والحقيقة أن العيب ما كان في الأحباب أو الأغراب روما ضعفت فسقطت ولن يعيد اللوم ما كان فالضعيف يسقط مهما ادعى الصم...