" يعني إية أخويا يجوزني قبل ما يموت وأنا معرفش! هو أنا كلبة! "
قابل حديثها المليء بالسخط بمُنتهى الهدوء:
" لا أبدًا، مشوفتكيش بتهوهوي حتى من ساعة ما دخلت وقعدت معاكِ. "نظرت إلية بصدمة وهو يرتشف من كوب القهوة، يضع ساق فوق ساق، يبتسم بين كُل رشفة إليها بعيونه الحادة التي تمتلك جوهرتين بُنيتين كالقهوة التي يشربها، ف قالت بغيظ من بين أسنانها:
" مش أنت كنت صاحب أخويا؟؟ يبقى أكيد قالك مين الراجل إلي إسمه بلال دة.. إلي وصاه عليا وكمان جوزهوني! "جحظت عينيه بصدمة وقال بغيظ:
" لا دة إسمُه بِلال، إكسري الباء كويس لو سحمتي. "أمسكت كوب قهوتها الفارغ وإقتربت منه وقالت:
" هكسر راسك مش هكسر الباء، قولي مين دة؟؟ قولي هو فين؟؟ قولي هخليه يطلقني ويقطع توكيل أخويا لِه! بس دلني على طريقه! بدل ما والله هطربق الدنيا على نفوخك! "تكلم بهدوء وهو يبتسم إبتسامة راقية للغاية، زينت وجهُه الصافي الأسمر:
" طيب إلبسي وننزل نروح لأصحاب أخوكي عماد الله يرحمُه وندور عليه. "تنهدت بحرارة وقالت:
" طيب.. إنزل تحت إستناني وخُد مُفتاح عربيتي. "نهض من مكانه وقال وهو مازال يُحافظ على تلك الإبتسامة التي تحفُر حُفرتين يزينوا وجهُه:
" لا هنروح بعربيتي، هستناكِ تحت يا آنسة حسناء. "تركها وغادر فـ وقفت في مكانها لبُرهة تنظر إلى طيفُه، إبتسمت ببلاهة فجأة وهي تتذكر تلك الإبتسامة التي تملأ عيونُه بلمعة غريبة.. لكن فجأة ضربت جبهتها وتوسعت حدقتا عينيها بغيظ من أفعالها، فـ كيف تنظُر إلى رجل من جِنس آدم بتلك النظرات!!
" لا يا حسناء فوقي، كلهم مُصطفى أبو حجر، كلهُم زي بعض... يا إما زي أبوكِ يا إما زي المُتخلف إلي كان خطيبك! مفيش حد يستاهل تحاولي معاه أو عشانُه. "
ثم قالت بإبتسامة واسعة واثقة:
" أيوة كدة إنشفي يا قاهرة الرجال، يا ناصرة المرأة.. يا فيمينست يا جامدة! "من ثم نظرت لصورة شقيقها عماد وقالت بحُزن والدموع بدأت تُغلف عينيها، تُأسر بين جفنيها:
" كدة يا عماد.. حتى أنتَ! لية كدة؟؟ حرام عليك.. لية تجوزني من غير علمي؟؟
لية تحط حد واصي عليا؟؟
أنا عارفة إني غلطت كتير زمان.. وكنت طايشة.. وكنت مستهترة!
بس فلوسي يا عماد.. فلوسي.. "هطلت دموعها على وجنتيها وهي تلمس صورة أخيها بآلم مُحتل صدرها.. من ذكريات تُداهمها، تتمنى إن لو بإمكانها أن تشق قلبها، عقلها، وروحها وتُمزق تلك المشاعر والذكريات التي تُعيد نفسها أمام عينيها، ف تشعر بالقهر والظُلم.
" مرة بابا.. ومرة حُسام.. ومرة أنتَ!! لية؟ لية كدة؟؟ عملت لكم إية؟؟
لية يا عماد مكنتش كويس معايا للنهاية!!
لية تمشي وتسيب ندبة جوة قلبي مش هقدر أتخلص منها، ويا عالم جوزتني لمين!! "
أنت تقرأ
الكَبســولة. ـ متوقفة لحين تحديثها ـ
Mystery / Thrillerأنتِ حُبك في دمي، يتوغل في عروقي، كمرض أحببتُه ولا أُطيق شِفائي! أنتِ تكرهين الرجال، لكنني لن أتركك إلا عندما تُقسمي إنكِ من ضلعي.. وإنك ستكوني لقلبي سيدتُه. _ هنا سلامة. #الكبسولة.