الفصل السابع

3.5K 29 19
                                    


نظر قاسم للا شيء بأعين قاتمة مخيفة وذهنه يدور مفكر في كل ما يحدث حوله... الشك يزيد بداخله برغم من أن قلبه متيقن أنها صادقة إلا أن عقله والماضي لا يشفع لها... تشتت وحيرة... وضعف وخوف من الحقيقة إن كانت كاذبه وهي فعلا ليس كما أخبرته...
للمرة الثانية او للمرة الاخيرة؟!... يفكر ويعيد الأحداث في علقه...
عاد قاسم لينظر إليها شعر بقبضة حادة تعتصر قلبه عندما رأي وجهها المحمر والمبتل بالدموع... مرر يديه بشعره حتي لا يستمع إلي قلبه... ويقوم بضمها الي صدره ليمسح دموعها التي يشعر معها بالضعف لأول مرة... مخبر إياها أنه معها ولن يتركها...
كان الحزن والندم يسيطر عليها... لقد أخبرته بكل شيئ حتي عندما ذهبت إليه بعدما قام بتهديدها... وإقامة علاقة معه حتي وإن كانت غير كامله...
أخبرته وهي تبكي بانهيار عما أخبرها به عند مواجهته... ومحاولة اعتدائه عليها لمنعها من الهروب منه... وأنها قتلته دفاع عن النفس...
لقد أدركت فداحه ما فعله وهي تحكي له... كانت تتمني أن تموت في الحادث...
لقد خانت ثقه أهلها... وخانت نفسها قبل كل شيء... وثقت بالشخص الخطئ... بل أحبته كما كانت تعتقد حينها... أنها ابدا لن تكون لها علاقات بأشخاص... بل كان كل فكرها في دراستها ومستقبلها... كيف؟!
لو عاد الزمن للخلف لن تفعل ما فعلته ابدا... ولا تقدم الأعذار لأحد... حتي إن كانت ضحية في لحظة ضعف لغت فيه عقلها... وكانت تريد أن تعيش تجربة جديدة... ابتسمت بسخرية مريرة وهي تقوم بمسح أثر الدموع من علي خديها...
رفرفت مريم بعينيها ببطئ وهي تنظر لعينيه القاتمه...
قام قاسم من علي المقعد ووقف بجسده الضخم أمام فراشها لتشعر بضئالت حجمها أمامه...
أقترب منها بينما كان يقوم بفرد يديه وضمها مره اخرى حتي لا يقوم بصفعها... قائلا بصوت منخفض في محاولة منه لجعلها تهدئ وتستمع إليه...
- طيب أهدي... أهدي... وأنا هفهمك تقولي إيه لما يسألك وكيل النيابة...
هتفت به بحده وبشراسه أصابته بالذهول...
- تفهمني إيه... هاااا... تفهمني إيه... أنا خلاص... خلاص...
حتي لو خرجت دفاع عن النفس... مفكرتش الناس هتقول عليا إيه...؟
قام قاسم بفعل شئ لم تتوقعه... اقترب منها واضعا يديه الاثنين بجوار وجهها مقترب اكثر منها وهو يقول بصرامة...
- وأنتي مفكرتيش ليه في كل ده... هاا قبل ما تعملي عملتك المهببه... جايه دلوقتي تفكري في كلام الناس؟؟
نظرت له بدهشة ثم تبدلت النظرة إلي سخط ساخر وهي تقول...
- والله تصدق عندك حق... فعلا مفكرتش وقتها كنت متهببه علي دماغ أهلي ومفكرتش لإني لو اتنيلت فكرت مكنتش في الموقف الزفت ده دلوقتي... والكلام اللي هيتقال عليا وعلي أهلي وإني عديمة التربية... وأهلي معرفوش يربوني... وهما ميستهلوش يتقال عليهم كده...
قرب وجه اكثر منها وبدت انفاسه تحرقها بضراوة وشفتيه تكاد تلامس شفتيها من قوة قربهم
- هربيكي من اول وجديد يامريم... وهطلع عليكي كل اللي عملتيه... مش هرحمك... فهمه مش هرحمك يا مريم...
لم يشعر إلا وهو يتحسس شفتيها بشفتيه بضعف اغمض عينيه وهو يتأوه بصوت مكتوم... ضاعت الكلمات الحادة من على لسانها وهي ترى جسدها يستجيب بضعف لقربه الذي كان ارتوى لروحها المرهقة في السابق...
أبتعد عنها وهو يسب نفسه علي ما فعله الأن وضع يده داخل سترته يشعر بشوق موجوع واضح في تلك اللمسات المسروقة من عمرهم...
أما مريم ظلت تنظر إليه متسعة العينين محاولة استيعاب ما حدث الأن... حاولت إبعاد عينيها عنه ولكنها ظلت تنظر اليه حتي استجمعت أفكارها... لم فعلتي ذلك... هل أصبحتي رخيصة في نظر الجميع...
ليس ذنبها ما حدث... ليس ذنبها أن مشاعرها خدعتها...
همست مريم بصوت مرتجف وهي تضع يديها فوق قلبها.
- اطلع برا...
مقتربا منها قاسم مغمغم بلهفة وعينيه مسلطة عليها بقلق علي وجهها الذي زاد شحوبا فوق شحوبه بينما كانت تشعر أنها ستفقد الوعي...
- مريم مالك فيكي حاجه... أطلب الدكتور يجي يشوفك؟
دفعته في صدره بحده رغم ضعفها الشديد صارخه بهستريه وقد فقدت القدره علي التماسك أمامه أكثر من ذلك...
- اطلع برا بقولك... اطلع برااا...
دخلت فريدة الغرفه فور سماعها صرخات ابنتها تلك اتجهت نحوها جاذبه اياها الي حضنها بعيدا عن قاسم الذي كان واقفا يتطلع اليها بيأس ممزج بالندم الشديد علي ما فعله اوصلها لتلك الحالة الهستريه...
ضمتها فريدة اليها بقوة مما جعل مريم تنفجر علي الفور ببكاء مرير هامسه من بين شهقات بكائها...
- خليه يطلع برا... انا مبقتش عاوزه اشوفه أنا بكرهه... وبكره نفسي... وكرهت كل حاجه... يارتني كنت موت وارتحت... يارتني...
اخذت تردد تلك الكلمات غافله عن ذاك الذي شحب وجهه فور سماعه كلماتها تلك والألم الذي ارتسم بعينيه... اشارت اليه والدته بالمغادره بينما تحاول تهدئت مريم المنهاره بين يديها... اوما برأسه بصمت قبل ان يستدير ويغادر الغرفه بخطوات بطيئه متعبه...
* * * * * *
خرج الطبيب بعد أن تم استدعائه... كانت في حالة إنهيار هستيري...
اقتربت فريدة وإيمان حتي يطمئنه عليها... بينما ظل قاسم واقفا قريب منه... ليعلم حالتها ومن الجهة الأخري يقف محمد وأحمد بينما يجلس على المقعد أبيها واضعا رأسه بين يديه يستغفر الله...
- طمني علي البت يا دكتور... حصلها إيه؟
كانت فريدة تسأله ببكاء... تكلمت إيمان تحاول أن تهدئ من أمها وهي تبكي أيضا...
- استني بس يا ماما... أهدي والدكتور هيفهمنا دلوقتي إيه حصل ليها...
رفعت فريدة عينيها الحمراء من أثر البكاء لعينين إيمان وهي ما زالت تبكي...
- أهدي إيه بس يا إيمان... أنتي مشفتيش أختك كانت عامله ازاي... ااااه عليكي يا بنتي... كان ده كله مستخبي ليكي فين ياضنايا...
- أهدي يا أمي... مينفعش كده... أن شاء الله بنت حضرتك هتكون كويسة...
تكلم الطبيب محاول اطمئنانها مكمل كلامه قائلا...
- أنا ادتها دلوقتي حقنه مهدئه... هتنام شويه وهتصحه زي الفل أن شاء الله...
- ربنا يبارك فيك يبني... ولا يوجع قلبك علي حبيب ليك...
قالتها بألم شعر به الطبيب انها أم تتوجع بألم أبنائها ....
شكره أحمد بنبرة مجهدة...-
شكرا يا دكتور تعبينك معانا...
نظر الطبيب إليه قائلا...
- لا ابدأ مفيش تعب ولا حاجة... ده واجبي وربنا... يكون في عونها...
قالها ثم انصرف ليباشر عمله... أقترب محمد من قاسم وسأله مستفسر عما حدث لتصبح مريم في تلك الحاله من الإنهيار...
- ممكن نعرف إيه اللي حصل يا أستاذ قاسم... عشان مريم تنهار كده؟!
تبادل قاسم النظرات مع محمد قليلا ثم نظر حوله متأملا وجهوههم... ليجيب عليه بحزم عملي...
- محصلش حاجه يا أستاذ محمد... كنت بسألها عادي أسأله عاديه... وأعرف منها تفاصيل يمكن تفدني في القضية... بس هي مستحملتش لما افتكرت اللي حصل ليها...
- إيه يبني اللي حصل ليها؟! ونبي ريح قلبي عليها...
سمع صوت فريدة تسأله بقلق ولهفه...
استدار إليها قاسم...
- خير يا أمي... لكن أنا مقدرش اقول حاجه دلوقتي إلا لم يجي وكيل النيابة وكل حاجة توضح لينا...
قالها ثم أبتعد عنهم ليجلس بعيدا وهو يفكر فيما فعل...
محدثا نفسه...
- إيه اللي أنت عملته ده يا قاسم... مش من حقك أنك تقولها الكلام ده... ولا حتي تقرب منها بالشكل ده... اتجننت يا قاسم شكلك
زفر قاسم بحنق من نفسه فاتحا أول ازارر قميصه...
مط شفتيه بتقزز من نفسه... نهض بغضب واتجه الى شرفة اشعل سجارته وظل ينفث بها بغضب... وهو لا يعرف ماذا أصابه ولما التفكير بها وتأنيب الضمير نحوها...
ما دخله هو إن دخلت السجن ام لا... لما هو مهتم بها لذلك الحد... ما به هل هي من بقية اهله ليحمل لها هما.
نفذت السيجارة الثالثة وهو يفكر...
* * * * * *
بعد عدة ساعات
كانت مريم قد استقيظت ويوجد عندها الأن حاتم يستمع وياخد أقولها... بعدما سمح الطبيب أن حالتها الصحية تسمح بذلك...
كان يوجد معها بالداخل قاسم بما أنه محاميها...
خارج الغرفة...
وضع بعض الاكياس على المقعد وسمع صوت فريدة تقول
له بحرج.
- مكنش في داعي يا بني تتعب نفسك التعب دا كله... كلفناك على الفاضي...
استدار إليها محمد وألقى نظرة على إيمان النائمه علي المقعد الآخر والتي نامت وهي جالسة من شدة التعب
- مفيش تعب ولا حاجة يامي... هو مش أنا إبنك زي أحمد وجوز بنتك... إحنا أهل يا أمي...
ربتت فريدة على كتفه بامتنان ممزوج بالحرج قائله
- كتر خيرك يابني... ربنا يبارك لامك فيك... ونعم التربية والأصل يا محمد ويكتر أمثالك يبني... ويبعد عنك كل شر
أومأ لها محمد بصمت واخذ كيس من ضمن الاكياس به بعض العصائر ومياة شرب صحية... اقترب من إيمان وبيده الكيس وحينما وصل لعندها جلس بالمقعد وضع الكيس بجوارها على المقعد أخذ يربط علي كتفها وهو يناديها حتي تستيقظ، قائلا بنبرة خشنة رغم خفوتها
- إيمان... قومي ياحبيبتي... إيمان...
فتحت عينيها ونظرت حولها بضبابية حتي تذكرت أين توجد استدرات لتنظر لزوجها وهي متسائلة...
- خلصه يا محمد ولا لسه عندها جوه.
وبوجهه الحاد الملامح رغم حنان عيناه رد عليها...

‏- لا لسه عندها جوه يا ايمان اشربي العصير دا وكلي عشان تقدري تكملي الفترة دي...
- مليش نفس يا محمد كل أنت يا حبيبي...
فتح علبة العصير ووضعها في يديها عنوه...
- اشربي يا أم جاسر... وبطلي مقاوحه يابت
قالها ضاحكا لتشاركه إيمان الضحك وهي تحمد الله على أن الله رزقها بذلك الزوج الصالح الحنون...
وضعت رأسها علي كتفه رافعة يديه تقبلها بحب...
- يا رب متحرمش منك... وتفضل ليا سند العمر كله يا أبو جاسر...
* * * * * * * * *
جالسه ليلي علي الأرض في الغرفة التي قام عاصم بحبسها فيها بعدما هربت ابنتهم ولم يتم إيجادها حتي الأن...
أغمضت العين متذكرة ما حدث يومها... عندما دخل عليها عاصم ثائر غاضب بجنون... كان واقفا يتطلع اليها بقسوة وعينيه تلمع بشراسه وغضب قبض علي ذراعها بقسوة صارخ بها متسائلا...
- بنتك الحيوانه فين يا هانم؟!!
أجابته بإرتباك...
- بنتي... مالها؟!
- بنتك هربت يا هانم... ال * * * * * هربت مع شويه ال * * * لكن هعرف أجبها... وساعتها
لم يكمل جملته تسأله بحده وغضب...
- هتعملها إيه؟! ولا تقدر تعملها حاجه أصلى...
قاطعها صائحا بشراسه افزعتها...
- أنتي تخرسي خاالص... مسمعش ليكي نفس...
من ثم جذبها دافعا أيها نحو الدرج بقسوة لتصرخ من قوة الدفعه... تجاهل عاصم صراخها صاعدا الدرج بينما يجر خلفه ليلي التي كانت تقاومه بشدة محاوله الإفلات منه مما جعلها تتعثر وتسقط بقوة علي أحد الدرجات مطلقه صرخه متألمه ولكن ذلك لم يجعله يتوقف جاذبا إياها من ذراعيها بقوة لتقف علي قدميها مره أخري... متجها بها إلي غرفه مغلقة...
فتح باب الغرفه دافعا اياها بقسوه للداخل مما جعلها
تتعثر وتكاد تسقط مره اخري لكنها تماسكت سريعا شهقت بقوة بينما تتطلع حولها بصدمة فقد كانت الغرفه خاليه تماما من اي اثاث... لا يوجد بها سوى سجاده واحدة وغطاء رقيق للغايه هتفت بارتباك وهي لا زالت تدير عينيها بالغرفه
- ايه ده... أنت جايبني هنا في الاوضه دي ليه...
لتكمل هاتفه بانفعال

‏- رد عليا جايبني هنا في الاوضه دي ليه اللي مفهاش عفش...؟!
اجابها بقسوه بينما يرمقها بازدراء وغضب
- مفيش عفش... دي اوضتك اللي هتقضي فيها اسود ايام حياتك...
‏ليكمل بينما يتطلع نحوها بنظرات قاسيه حادة بينما يشير نحو الرض...
- وده من النهارده سريرك...
ليكمل بينما يتجه نحوها بخطوات متمهله مما جعلها تتراجع الي الخلف بخوف عندما رأت نيران الغضب المشتعله بعينيه همست بينما تستمر بالتراجع الي الخلف...
- انت... انت بتعمل كده ليه عملت فيك ايه لكل اللي
بتعمله فيا ده...؟!
تكسرت جملتها بالنهايه شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوة لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه ويحتقره بهذا الوجود.
صرخت فازعه عندما قبض علي فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجرا من بين اسنانه وتعبیرات وحشيه على وجهه...
- علشان أنتي إنسانة وسخه...
ليكمل بينما يخرج هاتفه ويضعه امام عينيها ليظهر لها الفيديو الخاص بها مع خبير التدليك ثم نقر بإصبعه فوق الشاشه ليظهر فيديو أخر معه بها ... من ثم نقر مره أخري بإصبعه ليظهر فيديو جديد اخر لها و هي معها إمرأه أخري مع نفس الرجل و هما يمارسون المحرمات بأبشع الصور ...
صاحت بصوت مختنق...
- مش انا مش انا يا عاصم...
قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول فكها..
- ما هو اكيد مش انتي لإنك إنسانه زبالة اوي...
هتفت بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوة محاولة الإفلات من قبضته
- خلاص بقي...
- ‏
- ‏لتكمل صارخة بألم أكبر من قبضته...
- حرام... عليك ارحمني مبقتش قااادره...
همس بالقرب من أذنها بصوت حاد لاذع أرسل رجفة رعب بداخلها
- أرحمك...؟ قسما بالله لأدفعك تمن وساختك دي غالي هخاليكي تشوفي الجحيم بعينك معايا ... هخاليكي تتمني الموت ومتطليهوش... ثم تركها دافعا رأسها بحده للخلف مما جعله يرتطم بالحائط بقسوة متجها نحو باب الغرفة لكنه التف إليها بالنهاية قائلا لها
- ... ولو حد عرف باللي بيحصل بنا ده متلومیش إلا نفسك... ومتحاوليش تهربي زي الكلبة ال * * * الثانية كل مكان موجود فيه حرس حتى الجنينة مش هتقدري تخطيها... ثم التف مغادرا الغرفة بهدوء... تاركا إياها منهارة فوق الأرض فلم يكن هذا ما توقعته منه... لقد أصبح شخص أخرى غير الذي تعرفه...
ضحكت بهسترية... إنه يحاسبها على خيانتها له... الأولي أن يحاسب نفسه على كل أفعاله القذرة... علي علاقاته النسائية وخيانة من وثقه به...
يدعي الشرف وهو أكثر شخص بعيد عنه...
سمعت صوت الهاتف التي أتت به الخادمة في الخفاء التي تأتي لها بالطعام... عندما طلبت منها أن تأتي لها بهاتف...
قامت بالرد سريعا عندما رأت اسم المتصل...
- أيوه يا ماهر... عملت اللي قولتلك عليه...
- عملت يا ليلي... زي ما قولتي بضبط...
ابتسمت بشماتة مكملة كلامها إليه...
- عايزة فضحته تكون بجلاجل زي ما يقوله ... ميقدرش يوري وشه لأي حد... عاوزه مصر كلها تتكلم عليه... مش هو بيهددني بالفضيحة ... أنا بقي هتغدا بيه... وادفعه ثمن كل قلم إبن * * * *
- ده لو مموتش نفسه هههه...
- عرفت حاجه عن ياسمين طمني عليها؟!
رد عليها ماهر قائلا بهدوء
- ايوه متقلقيش كلمتها... وروحت ليها كمان... وبطمنك عليها... المهم استحملي يا قلبي كلها يوم أو اتنين بالكتير وكل حاجه هتخلص زي منتي عاوزة...
أغلقت ليلي المكالمة تخفي الهاتف مره أخري وهي تتوعد لعاصم بدماره...
* * * * * * *
بعد إنتهاء التحقيق مع مريم خرج حاتم أوقفه قاسم قائلا له...
- حاتم عاوز أطلب منك طلب... خلي مريم هنا في المستشفى... بلاش تتنقل مستشفى السجن...
- يا قاسم دي دلوقتي متهمه... وأنت سيدي العارفين
قاطعه قاسم بصرامة...
- أيوه عارف... بس اعتبرها حالة إنسانية وكمان زي ما انت شايف أهلها عاملين ازاي... يعني ميتخفش منهم...
سحب حاتم نفسا وهو يقول بصرامة...
- أنا هعمل كده من غير ما تقولي... حالة البنت متسمحش تروح هناك... وكمان في تطورات في القضية حصلت...
عقد قاسم حاجبيه متسائلا...
- تطورات إيه؟
- هتعرف بعدين... همشي دلوقتي...
قالها حاتم وهو يربط علي كتف قاسم لينصرف بعدها...
ليقترب صلاح عند انصرافه من قاسم ليعرف منه ما حدث
- طمني يا أستاذ قاسم...
- اطمن يا حج صلاح خير...
بعد مرور يومين قد وصل قاسم لمكتب حاتم في
نيابة... لقد أتصل به حاتم ليخبره أن يأتي إليه لأمر هام
سلم عليه حاتم وهو يقول
- كويس أنك جيت في تطورات حصلت ومفاجأة كمان...
مد حاتم ملف لقاسم... فتح قاسم الملف وجلس على المقعد وبدأ بتفحص إياه...
قال حاتم بعملية وهو يشرح له تفاصيل الملف.
- أول حاجة لازم تعرفها أن نادر مكنش في الشقه لوحده لما راحت ليه مريم...
عقد قاسم حاجبيه وهو يقلب في الملف بسرعه...
- قصدك إيه... أن كان في حد معاه ومريم متعرفش؟!
أومأ حاتم برأسه وهو يجلس أمامه قائلا...
- واحدة... نادر كان معاه ست...
صمت حاتم قليلا... ليفقد قاسم أعصابة صائحا بعصبية...
- ما تنطق يارزل...
حرك حاتم حاجبيه لإغاظة قاسم قائلا له بمرح...
- علي فكرة أنا ممكن احبسك... أنت بتهين وكيل نيابة
قام قاسم بغضب ممسك حاتم من سترته مهددا...
- مدام حبس بحبس يبقي اتحبس علي حاجه تستاهل...
- خلاص غشيم وتعملها...
- انطق وخلص...
- هنطق أهو... بس قبل أي حاجه... افرحك واقولك أن مريم مش هي اللي قتلت نادر...
تركه قاسم ليعود لمقعده وهو يقول له بهدوء...
- لا واحدة واحدة وفهمني
* * * * * *

جسد بلا مقابل.اشباع الرجال.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن