الفصل الثامن

3.2K 24 9
                                    

كان يسير في ممرات المستشفي التابعة له يقوم بتفقد الحالات المشرف عليها... عندما دخل إلي آخر مريضة دلف للغرفة مغلق الباب خلفه بهدوء...
- ازيك يا لولو... عامله إيه النهارده...
عقدت لولو حاجبيها مدعيه الحزن
- مش كويسة... وأنت عارف ليه...
سار بخطوات متمهله نحو الفراش... كانت نصف جالسه واضعه قدم فوق الآخر وبين أصابعها سجارة تسحب منها بكنج...
- ليه بس يا لولو؟!
قالها متسائلا واصابعه تتلمس نهديها الظاهر منها كانت مستلقية علي الفراش شبه عارية...
ليكمل بصوت مشاكس ذا مغزي بالقرب من أذنها...
- أنا هخليكي كويسة دلوقتي...
أطلقت ضحكة رنانة بينما وجهه يقترب منها ليقوم بتقبيل عنقها...
- لا أوعي كده... أنا زعلانه منك خالص... يومين متسألش عن لولو وأنت عارف كويس أنا بدخل هنا ليه...
لتكمل وهي تمرر أصابعها فوق شفتيه باغراء... ومن ثم اخذت تمرر يدها فوق صدره وعنقه بينما تتطلع لعينيه بإغراء مما جعله يقترب منها أكثر مغمغم...
- وأنا ميخلصنيش زعلك مني كلها ساعه وهتنسي كل حاجه...
ليغرقا معا سويا في علاقة محرمه لا يرضي عنها الله... ليشبع شهوة دنياويه قذره... ليس أكثر من إشباع غريزة حيوانية... بالنسبه له هي ليس أكثر من عاهرة تأتي إليه كل فترة بإرادتها... وبالنسبة لها ليس أكثر من متعه تتمتع بها لتعود بعدها الي حياتها من غير أن يتم اكتشافها...
نائمه تمرر يدها بشعرها ترتسم ابتسامه علي شفتيها...
كان عاصم أنتهي من ارتداء ملابسه ويقوم بهندمها... عندما أقترب منها يسألها بمكر وهو يقوم بالانحناء فوقها متمتم من بين أنفاسه...
- لسه زعلانه مني يا لولو...؟
همست بصوت لاهث من بين ضحكاتها الصاخبه الرنانه...-
خااااالص... لا خلاص مفيش زعل...
لتضحك بصوت أعلا ليضع يديه فوق فمها يشاركها الضحك...
- اسكتي يا * * * هتفضحينا...
قالها وهو يقبل شفتيها... لتضع يديها بداخل سترته تتلمس صدره مره أخري ليبتعد عنها...
- اسكتي ولمي نفسك...
همست بينما تدعي البرائه...
- أنا عملت إيه بس... ده أنا لسه كنت هعمل...
- اتلمي يا * * * *...
ضحكت بفجر خرج من الغرفه وهو يهز رأسه مبتسما...
خارجا الي بهو المشفي عندما وهو ما زال مبتسما... ولكن انمحت الابتسامه عندما رأي نظرات العاملين بالمشفي وبعض الزوار ينظرون إليه بتفزز واشمئزاز... ومن كان ينظر إليه بذهول وبعيون ممتلئه بالصدمه... غير مصدقة ما رأته الأن...
ظل ينظر اليهم وهو يسير يستمع الي ما يقولون...
- وعامل فيها دكتور محترم ويصح وميصحش... وهو إبن * * * صحيح ياما البس بيداري...
- دكتور * * * * حيوان هو وال * * * * كانت معاه...
توقف مكانه لا يعلم ما يقصدون عندما أقترب منه طبيب زميل له... كان وجهه مكفر توجه الي عاصم ليقول له بغضب...
- اتفضل معايا يا دكتور عاصم...
سأله عاصم مستغرب من طريقته في الحديث معه بذلك الأسلوب...
- في إيه يا مصطفى... بتكلمني كده ازاي... وليه...
امسكه مصطفي من ذراعيه وهو يشير برأسه الي بعض الشاشات المتواجدة في المكان يقوم بتشغيلها... الأفلام أو البرامج الترفيهية في بعض الأحيان... متكلم من بين أسنانه بقسوة...
- بص كده يا دكتور وأنت هتعرف قصدي إيه كويس أوي...
رفع عاصم عينيه ليعرف ماذا يقصد بكلامه... لتتسع عينيه بصدمة... كان يوجد علي الشاشات كلها بلا استثناء لولو وهي ما زالت مستلقية علي الفراش بكنج لتقوم من علي الفراش متحركة في الغرفه عارية تماما...
- بتأكيد دلوقتي عرفت قصدي إيه... وليه كل الموجودين بيبصه ليك كده... أخص عليك... أخص ده أنت لوثت المهنه... والمستشفي كلها... ده أنت خليك اللي ميشتري يتفرج علي الدكتور... المحترم الي سمعته سابقه... بسببك المستشفى كلها هتتقفل يا بيه... دكتور مشهور بيطلع في الفضائيات... معالج نفسي وليه متابعين... بيمارس علاقات محرمه مع المرضه بتوعه... والي صور صور... ولا نزل علي صفحته نزل... عارف أنت هببت إيه... أنت ضعت يا دكتور... وضيعت مستشفى كامله معاك... اتلطينا كلنا بسببك... كله دلوقتي هيفتكر أننا زيك... شويه حيوانات بيجره وراء شهوتهم وبس...
كان بصوت عالي ونبرة الغضب فيه كل من حوله كان شاهد علي حديثه مع عاصم بل مؤيدين له...
أخذ عاصم ينظر اليهم وهو مازال في ذهول... أنه الطبيب النفسي المشهور كان الناس ينظرون اليه دائما بإعجاب... الأن ينظرون اليه باشمئزاز ...
متسائلا من فعل به ذلك... كان يفكر عندما أصدر هاتفه إشعار بوصول رساله... اخرجه وهو يفتح الرساله كان مازال في حالة ضياع تام... لتأتي الصدمة الأكبر عندما قرأ محتواها...
- أنت اللي جبته لنفسك...
- ااه يابت ال * * * يا * * * * ورحمت أمي ما سايبك يا و * * *...
صارخا بغضب وقسوة وهو يخرج من المشفي كامله...
كان ماهر يراقبه من بعيد عندما وجده يخرج من المشفي بعد أن تم فضحه... ابتسم بتشفي مخرج هاتفه من جيبه ليقوم بإجراء اتصال هاتفي منتظرا أن تم الرد عليه من الطرف الأخر...
- أيوه يا قلبي... زي منتي عاوزة حصل بضبط واكتر كمان... لا هو دلوقتي خرج زي المجنون... واحتمال كبير يكون رايح البيت ههه... متقلقيش زي ما خططنا هيحصل... باي دلوقتي...
قالها وهو ينهي الاتصال... وهو يتذكر كيف تم التخطيط
* * * * * *
ها اتفقنا يا محروس
قالها ماهر بهدوء وهو جالس بجواره في السيارة
- خير يا بيه... بس أنا لسه مقلق من الموضوع لو حد عرف هروح في داهيه...
- ولا داهيه ولا حاجه وكمان انت مسئول عن الصيانة اللي في المستشفى يعني سهل أوي تحط الكاميرا وكمان توصلها بشاشات ووقت ما أقولك شغلها تشغلها سهله أوي وكمان محدش هيركز وقتها... كله هيكون مشغول وملهى في المصيبه... صح
رد محروس بريبه...
- ايوا يابيه صح...
ملي عليه ماهر وهو يقول بخفوت مريب...
- وكمان هتاخد قرشين حلوين اووي هيغنوك عن الشغل بعد كده... واهو تكون فتحت ليك بيهم مشروع يعيشوك مرتاح...
ظل الرجل يفكر لبرهة بصوت مسموع أمام أعينهم...
- اه والله يابيه... كان نفسي من زمان أفتح مشروع وأكون حر نفسي... ولاحد يتحكم فيا...
رد ماهر بذكاء
- شوفت بقي... وياعم مني ليك هزود الملبغ شويه كمان... مساهمه مني ليك عشان تعمل اللي نفسك فيه...
نظر له الرجل
لبرهة وقد برزت أنياب الطمع وهو يقول...
- أيوا يابيه بس أنا بردو لو أتعرف الموضوع... دول ناس أيديهم طاليه يابيه ... أروح وراء الشمس...
هز ماهر رأسه وهو يخرج هاتفه ويعبث به قليلا ليرفعه بعدها مكمل كلامه...
- شايف الدكتور المحترم بيعمل إيه... أنت غير منت هتاخد قرشين لا كمان هتساعدنا نخلص من واحد زي
ده... بيستغل العيانين... وانت راجل إبن بلد... ولا يعجبك الحال ده... أنت هتساعدنا وكمان هتاخد مبلغ يغنيك... وبعد ما تخلص لا تعرفني ولا أعرفك...
أبتسم محروس بطمع...
- وأنا تحت أمرك يا بيه...
* * * * * * * * *
دخل عاصم الي منزله وهو يصرخ بصوت عالي أهتز معه أرجاء المنزل من قوته... صاعدا الدرج متوجه مباشرة الي الطابق الثاني...
كانت ليلي مستلقية علي الأرض عندما سمعت صرخاته انتفضت بخوف شديد ولكنها تماسكت حتي لا يظهر خوفها ورعبها منه...
صرخت بفزع عند فتحه الباب وغلقه بشدة اهتزت لها الجدران...
- ااه يابت * * * * يا * * * * يا زباله... أنا غلطان إني سيبتك يابت * * * *...
اندفع نحوها وقد اسودت عينيه من شدة الغضب وهو ينهال عليها بصفعاته القوية علي وجهها وهو يسبها بأفظع الألفاظ والشتائم... وقد اعماه غضبه...
أخذت ليلي تصرخ من شدة الألم يفتك بها ولكنه لم يتوقف عن ضربها حتي شعر بالتعب أبتعد عنها وهو يلهث بقوة... ليكمل قائلا.
- يا زباله... كان لازم افضحك من الأول... وارميكي رميت الكلاب أنتي والكلبه التانيه... أخلي الناس تعرف كويس أنتي عايزه إيه عايزه تفضلي... وتعيشي طول عمرك ذليله... كلبه تتهان وتتذل وينداس عليكي بالجزم يا حيوانه...
أقترب منها يغمغم بفحيح غاضب...
- ليه تعملي كده... ليه يا * * * * عملت فيكي إيه يابت * * * ده أنا مخليكي هانم... عمرك ما كنتي تتمني تعيشي العيشه دي ياروح أمك... ليه يا * * * * ليييه...
همست کلماتها ببطئ قاتل بينما وجهها متورم من شده صفعاته وضرباته لها وعينيها تلتمع بالحقد والكراهيه له...
- علشان انا بكرهك يا عاصم... بكرهك حتي اكثر من نفسي بكرهك... بكرهك... لم عرفت قرفك واللي بتعمله كرهتك ومكنتش عاوزاك وكان عندي استعداد اموتك فعلا علشان أخلص من قرفك ونجستك... لحد ما عرفت ماهر... ولقيت نفسي معاه... منت متعملش طنفسك شريف وأنت و * * * أوي... عارف يا عاصم كنت بتمتع أوي لما كان بيشتمني بيك... كنت بحس بنشوة واقول كمان اشتم إبن * * * * * كمان اشتم... كنت فرحانه وأنا بخونك وفي حضنه... واحدة بوحده يا عاصم... أنت كنت في حضن ستات كتيره غيري وأشكال وألوان... لكن أنا عملت بأصلي بردو خونتك مع واحد بس شوفت بقي أنا أصيلة ازاي...
قالتها وهي تضحك بهستريه لم يشعر بنفسه الا وهو يندفع نحوها وقد غلت الدماء بعروقه فور سماعه لكلماتها تلك...
فلم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على عنقها يعتصره بشدة صائح بغضب مما جعل عروق عنقها تنتفض من شدة غضبه
- اخرسي... اخرسي... يا حيوانه

اعماه غضبه فبدأ يزيد من ضغط يديه حول
عنقها حتي شعرت ليلي بالهواء ينعدم من حولها ولم تعد تستطع التنفس اخذت تضربه بقبضته فوق يديه المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها.
الا ان عاصم كان قد اعماه غضبه فلم يفلتها الا عندما وقعت ليلي علي الارض كجثه هامده بوجه شاحب و
شفتين غامقتين...
تراجع عاصم الي الخلف بتعثر فور رؤيته لها بحالتها تلك رفع يديه يتطلع اليهم بصدمة وهو لا يصدق انه قام بقتلها بيديه اندفع نحوها علي الفور جاثي علي عقبيه بجانبها محاول افاقتها وهو يصرخ بهستيريه محاولا إفاقتها لكن... كان كل شئ أنتهي وأصبحت جثة هامدة...
قام من جوارها وهو يتحدث بينه وبين نفسه
- أنت السبب... في كل اللي وصلت ليه أنت السبب... ليه عملت كده... ولا أنا السبب... أيوه أنا السبب... أنا اللي غلطت... وده ذنب ناس كتير... أنا خلاص... خلاص مبقاش ليا عيشه... أسمى... سمعتي... حياتي كلها ضاعت... وقتلت مراتي...
خرج من الغرفه متوجه لغرفة نومه بهدوء وتصميم... قام بفتح الدولاب ليفتح الخزانة المتواجدة به... خارجا منها مسدسه... فقد كان يعلم مصيره جيدا بعد قتله ليلي فلم يجد امامه
الا ان يسحب سلاحه رافعا اياه الي رأسه مطلقا الرصاص منه لتخترق رأسه ويسقط علي الفور صريعا...
* * * * * * *
- خلاص بقي يا ياسمين... كفاية عياط ياقلبي...
- مش قادره يا منال... مش قادره اصدق اللي حصل... أمي وابويا... أنا مبقاش ليا حد خلاص...
أجابتها ياسمين وهي تبكي بشدة... حتي الإن لم تتجاوز صدمه وفاة أبيها وأمها... ولم تكن وفاة عاديه... بل قتل وانتحار...
ربطت علي كتفها منال وهي حزينه علي صديقتها وما حدث لها... وحمله التشهير والفضحيه التي لحقت بابيها...
- أهدي حبيبتي... أهدي... لحسن يجرالك حاجه...
صاحت ياسمين بغضب هستيري في وجه منال وهي تدفعها يديها عنها...
- اهدي إيه... ولا يجرالي ايه تاني... هاا اتفضلي قوليلي أعمل إيه في الفضيحة دي... قوليلي... ده حتي محدش جه يحضر لا الدفنا ولا العزاء... كله خايف علي نفسه وعلي سمعته... اللي كانه اصحابهم ولا اللي عاملين اصحابهم...
ااه... لكن عندهم حق ميجوش... اللي عمله مش سهل بذات ابوياا... أبويا الدكتور اللي مفروض يساعد ويعالج المرضي... باع ضميرة ومشي وراء مزاجه وكيفه... وينام مع دي ويروح مع دي ااه... لحد ما اتفضح... ولا أمي... أمي الست المحترمه سيده المجتمع... كانت إيه هااا... خاينه هي كمان وليها مزاج... لا ومش أي مزاج... أنا خلاص مبقاش ليا مكان هنا... كل اللي هيشوفني هيخدني بذنب أبويا وامي...
قامت من على الأريكة وهي تبكي وتنوح...
- لم يشوفوني هيشوره عليا ويقول بنت عاصم الدكتور الزبالة اللي فضحته البلد كلها عرفتها وشفتها ومفيش برنامج متكلمش عليه... وأمها كمان... اللي أبوها قتلها عشان خاينه وانتحر... مش هو ده اللي بيحصل دلوقتي... مش هو ده...
أخذت تكسر كل شيء تطوله يديها كانت في حاله إنهيار هستيري... قامت منال تنادي علي مديرة المنزل...
- عزه... يا عزه... الحقيني
اتت مديرة المنزل مهروله فزعه علي صوت منال متسائلة...
لتقول بصدمة وهي تضرب علي صدرها صائحه عندما أبصرت ياسمين تدمر كل شئ أمامها...
- يامصيبتي... ست ياسمين... أهدي يا حبيبتي... ....
قامت عزه بمساعدة منال للإمساك بها حتى لا تقوم بأذى نفسها... تولول بين يديهم بقوة وهي تقول بشراسة...-
سيبوني ... محدش يمسكني... أبعده أنا مش عاوزه حد يمسكني...
قامت بضربهم لكي تتخلص من يديهم التي تقوم بمحاصرتها وهي تصرخ بجنون وغضب...
- بقولكم سيبوني ... عايزين مني إيه هاا... عايزين إيه... هتقوله معلش... هتقوله اللي حصل... أنتم مش زيي... ومحدش مكاني...
ظلت تصرخ وهي تضربهم بهستريه ... كانوا يحاولون السيطرة عليها عندما سمعه صوت خشن... متسائلا بذهول
- إيه ده... لا حول إله... في إيه ياعزه...
رفعت منال عينيها لتبصر رجل في منتصف الخمسينيات من العمر... متوجه نحوهم محاول هو الآخر أن يسيطر على نوبتها تلك...
ردت عليه عزه وهي تبكي بشدة على الفتاة...
- الحقنا يا صفوت بيه... ألحق ست ياسمين...
اندفع ممسك بها محاصر هو الآخر جسدها قائلا لهم بنبرة حازمة...-
ابعدوا عنها... سيبوها ...
قامه بتنفيذ ما أمر به تاركين ياسمين ليقوم هو بحصار جسدها بين ذراعيه لتنظر إليه ياسمين وهمست بصوت مرتجف ضعيف...
- شفت اللي حصل... شفت يا عمي... أنا خلاص انفضحت ... مقدرش أوري وشي لحد تاني...
ظل صفوت يتطلع إليها بشفقة وتردد لا يدري كيف يخبرها عما حدث... أو ما قيل في التحقيقات وعلي المواقع من تشهير بهم... لتكمل بهسترية عندما رأت الارتباك والتردد يرتسم على وجهه...
- بتبصلي كده ليه... صعبانه عليك...؟ خايف تقولي اللي إتقال عليهم... منا خلاص عرفت...
أخذت تدفعه في صدره ضاربه إياه... زمجر لاعنا بقسوة بينما يدفعها للخلف بقوة ليحصرها بين الحائط وجسده... مما جعل ظهرها يرتطم بالحائط الذي كان خلفها ولكنه أسرع بوضع يده خلف رأسها حتى لا تؤذي نفسها... لم تتوقف عن ضربه مما جعله يقبض علي يديها مقيدا إياها فوق رأسها علي الحائط وجسده الصلب يضغط عليها بقوة همس لها من بين أسنانه...
- أهدي... أهدي يابنتي متعمليش في نفسك كده...
صاحت بصوت معذب بينما تتلوي بهسترية تحاول الابتعاد عنه...
- محدش بقولي أهدي... مش عاوزه أسمع الكلمة دي تاني...
لتكمل بصوت ضعيف وقد فقدت مقاومتها مخفضه رأسها بانكسار تنهال الدموع من عينيها مغرقة وجنتها...
- عمي صفوت ممكن أطلب منك طلب... بما أنك كنت محامي بابا...
لم تستطع أن تكمل جملتها لتقع على الأرض منهارة من البكاء الشديد... وضعت يديها فوق فمها لتكتم شهقاتها...
جلس صفوت بجوارها كان المحامي الشخصي لعاصم وكان يعتبره مثال للطبيب الماهر الأمين لمهنته... كانت صدمة كبرى له عندما رأي وسمع... ما كان يفعله... وضع يديه فوق كتف ياسمين مواسيا قائلا...
- اطلبي يابنتي اللي أنت عاوزاه... اؤمري...-
أنا عاوزه أبيع كل حاجة... أنا هسيب البلد كلها وهمشي...
مبقاش ليا حد هنا خلاص... حتي لو ليا مين اللي يقبل بيا هياخدني بذنب أهلي...
- متتكلميش كده يا ياسمين... إحنا معاكي وجمبك...
ردت عليها منال وهي تجلس بجوارها علي الأرض نظرت إليها ياسمين بسخرية... متكلمه بتهكم.
- بجد... ومين بقي اللي جمبي...؟ أصحابي اللي كانه لزقين فيا ليل ونهار... ولا أصحاب ماما وبابا ولا أهلي نفسهم... هاا كلهم اختفوا... كأني وباء منضحكش علي بعض يا منال أنتي نفسك أهلك كانه رفضين تبجي عندي... مع أنهم يعني... مش أحسن ناس وفيهم العبر كلها... صح ولا غلطانه...
تهربت منال من نظرات ياسمين الساخرة... أنها محقه بكل كلمه وحرف نطقت به... لقد تهرب كل أصدقائها ومعارفها لم يريد أحد أن يكون علي صله بها... أصبحت في نظرهم شئ مشين...
إنه عالم منافق كاذب يفعل كل شئ خاطئ ويعلمون بذلك جيدا... ولكن ما دام في الخفاء فكل شئ صحيح... يرتدون قناع الشرف ورداء التحضر... ولكن من داخلهم فارغين العقل والجسد...
- عندك حق يا بنتي... أنا مش هضحك عليكي ولا هكدب واقولك كلام يصبرك أو يغير من الواقع اللي إحنا فيه...
اللي هقدر أعمله إني أعرض كل حاجه للبيع واشوف أنسب عرض ليكي لحد ما يخلص إجراءات إعلان الوراثة...
بأصابع مرتجفه مسحت ياسمين دموعها وهي تنظر إليه بامتنان... ثم رفعت عينيها وهي تجيب بنبرة منخفضة متعبه...
- أنا عاوزه افضل لوحدي...
وقبل أن يعترض أحد أكملت جملتها...
- متخافوش... ومحدش يقلق أنا مش هعمل حاجه في نفسي أنا مش غبية للدرجة دي... بس فعلا محتاجه أكون لوحدي...
موجهه الحديث لمديرة المنزل.
- عزه عاوزاكي تيجي بكره تيجي وتساعديني في شنطي... هروح أقعد في فيلا الساحل لحد ما كل حاجه تخلص وتتباع وبعدها أسافر...
اومأت برأسها في صمت... رفعت ياسمين عينيها مره اخرى واغمضتها لم تعد تستطيع لقد فقدت القدرة والطاقة لكل شئ...
بعد يومين
وصلت سيارة ياسمين لحي سكني راقي مازال قيد الإنشاء معظم المنازل المجاورة يتم تجهيز ديكورها واللمسات الاخيرة بها... كان مجمع سكني غاية في الرقي والعصرية تطل معظم المنازل الفخمة على البحر مباشرة فتعطي سحرا خالص للمكان... باستثناء شكل المنازل الانيقة من الخارج و تأسيسها على أعلى مستوى من الرقي يخبرك عن الثراء العارم الذي يمتلكه أصحابها...
ترجلت ياسمين من السيارة وهي تنظر حولها بعين فارغه
تسير بهدوء مخرجه مفتاح الفيلا من حقيبتها لتفتح بابها بهدوء... عينيها تدور في أركان الفيلا التي تتميز بطابع عصري... متوجهة إلى الأريكة لتجلس عليها وهي تتأمل جمال الطبيعة والبحر وهدوئه... ضائعه بأفكارها عندما شعرت بيدين تقوم بتدليك كتفيها مصاحبة صوت رجولي...
- حمدلله بسلامه يا قلبي...
رفعت عينيها لتقابل عينيه ببتسامه قائله...
- الله يسلمك حبيبي...
دار حول الأريكة ليجلس بجوارها ويقوم بضمها إليه مقبلا وجنتها وهو يعض عليها لتضحك قائله له...
- أسكت بقي يا ماهر... أنت إيه مش بتشبع...
ليضحك ماهر ويده تتلمس نهديها قائلا بمكر...
- أنا بردو اشبع منك يا قلبي...
مستلقی ماهر على الأريكة في غرفة النوم وهو يضع بفمه بعض المكسرات ناظرا إلى ياسمين برغبة جامحه وهي تتألق أمامه بأحد ثيابها العارية نوعا ما...
كانت تمشطت شعرها امام المرآة وهي تقول ببرود...
- دلوقتي إحنا عملنا اللي إحنا عوزينه وخططنا ليه... بعد ما أخد الفلوس هسافر الأول وأنت تحصلني...
صاح ماهر بها...
-....لا أحنا متفقناش علي كده متفقين أننا نسافر مع بعض...
ونتجوز هناك...
تركت الفرشاة بحنق وهي تتجه للفراش جالسه عليه
بانزعاج...
- فعلا احنا اتفقنا على كده... بس دلوقتي لازم نبعد عن بعض عشان الشبهات ونتقابل هناك...
نظر لها ماهر بعبث...
- بجد...
ابتسمت بسخرية وهي تقول...
- أنت عارف كويس أنا بحب مين وعايزه ... مين...
ضحك ماهر بقوة وهو يقول بمكر...
- ما بلاش تحب دى ... دا احنا دافنينه سوا...
ضحكت بإستهزاء لتقوم مرة أخرى تكمل ما تفعله...
- ايوه أحنا دافنينه سوا... وعارف اللي فيها... وإنك عجيتني وحبيتك مع أني كنت عارفة علاقتك بأمي... بس دخلت مزاجي كيفتني زي ما بيقولوا ... ومن الآخر أحنا ملناش إلا بعض... لا أنت تقدر تضحك عليا... ولا أنا كمان...
أجابها بخبث...
- صح أنتي كده جبتي من الآخر... أحنا ملناش إلا بعض...
بادلته النظرات في المرآة مبتسمة بخبث لتنهي ما تفعله...
* * * * *

جسد بلا مقابل.اشباع الرجال.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن