|49|_صرخة مدوية!

15.8K 1K 471
                                    

|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة التاسعة والاربعين_صرخة مدوية"

"_____"

أربع جدران كما يقال والظلام يُعم حتى ظنَّ إنه فقد بصره!، لا يرى حتى شُعاع يتسلل مِن الشمس خِفية في الصباح!، اربع جدران بلا نافذة بحجم كف اليد حتى!!، رائحة الأوساخ تفوح منها، يستنشقها لتمسك رقبته تخنقها تمامًا، ملابسه متسخة أصبحت قطع قماش مهترئة، في كل يومٍ يقضيه بداخل زنزانته وحيد يتساءل ما خطأه!، لماذا وضعوه هو في الإنفرادي ليتعذب وتركوا مَن تكاتروا عليه حتى كُسر ضلعه!، ما ذنبه الذي اقترفه!!، هل والدته لا تريد أن تدعي له بالخلاص!!، في كل مرة ينسحب منه المخدر يهتز جسده بعنفٍ يخبره إنه لن يعيش ولكن للمفاجأة يعيش ويتألم أكثر!

وفي ذلك اليوم فُتح الباب مصدر صوتًا، دخل العسكري يسحبه والثاني يسير وراءه بضعفٍ لا يتحمل حتى يدهُ الممسكة به بقسوة، دخل به مكتب الضابط، دفعه ليقف لكنه وقع فورًا، وعندما رفع عيونه رآه هو، والثاني وقف عاجز أمامه، لا يصدق عيونه، انحنى فورًا يبعده عن الأرضية، استشعر عظمه بيده!، رمقه بصدمة، احتضنه الثاني يتوسله بعباراته التي لا تريد الخروج من فمه، منذ مدة طويلة لا يتحدث!
"خليه يخرجني ياقصي، وأنا هبطل، هبطل واللهِ أي حاجة، و..وو وهعمل أي حاجة واللهِ بس أخرج، الظابط دا خدني وحطني في الإنفرادي وأنا معملتش حاجة".

احتضنه قصي والصدمة مسيطرة عليه، هبطت دموعه على وجه، رمق صديقه يستعطفه بجملته"خرجه ياعبد الرحمن عشان خاطري أنا".

وجه عبد الرحمن نظراته للضابط يسأله بجدية"يخرج ياباشا؟"

_يخرج مين بس؟، دا إحنا لسة هنحلله ونوديه النيابة ويتعمله فيش وتشبيه ولو طلع وراه حاجة هطلع عين أهله.
قالها الضابط بطريقة حادة، هز الثاني منكبيه وهو يرمق المرعوب أمامه ببرود"خلاص بقا ياسيف مش هعرف أعملك حاجة، لابس لابس، أنا عارف إن السجن وحش بس نعمل إيه ما هو الصايع الحشاش دا مكانه، وإللي ميربهوش أبوه يربيه السجن".

_هبطل ياعم عبد الرحمن، هبطل واللهِ بس متسبنيش هنا، هنا الكل عايز يموتني.
نطقها بنبرة مجهدة وهو يبكي بألم!

صاح الضابط عليه وهو ينهض بعنفٍ"إحنا مابنموتش حد ياحيلتها، أنت إللي داخل مسطول وطالق دماغك على إللي جوا يبقا استحمل بقا".

رمقه سيف بغليل، ليتحدث من بين أسنانه بنبرة لاهثة متألمة"ما أنت مقدرتش على فتوة الحبس صح؟؟"

انفعل الضابط أكثر، وقبل أن يتحدث كان حدثه تيم بحدة"ما تسكت يالا أنت فيك ضربة واقف تقاوح مع الظابط!؟؟؟"

"سيبه يادكتور تيم أهو عشان قلة أدبه دي هخلي العيال إللي جوه يظبطوه".

"متسبنيش ياقصي، أنا ابن خالتك، متسبنيش هنا".
قالها "سيف"بنبرة مرتجفة، أوقفه الثاني وهو يسنده بيده محدث صديقيه باستعطاف"عشان خاطري أنا يا عبد الرحمن، واللهِ هدفعله الكفالة".

رجفة من نوع خاص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن