مع طلوع الفجر سمع صوت طائر على اشجار الياسمين في الحديقة الممتدة تحت ناقذة غرفة النوم. كان الصوت عبارة عن صيحة قصيرة لكنة كاف ليوقظ لوكاس من نومة.
تجهم وجهة و هو ينظر حولة.
اي سرير هذا؟ انة ليس سريرة و هذة ليست غرفتة للحظة اعتقد انة في نيويورك في منزلة الذي هو عبارة عن شقة فوق سطح مبنى شاهق في غرب سنترال. بعدئذ شعر بالجسم الطري للمرأة النائمة بقربة.
اليسا!
كانت مستلقية قربة تضع ذراعها فوق صدرة و راسها على كتفة فيما تناثرت خصلات من شعرها الحريري على وجهه. اغمض لوكاس عينية.
آة! كم تبدو جميلة دافئة رقيقة انها ذات جمال مثالي!
لكن ما الذي يفعلة هو هنا في سريرها؟ تذكر كيف عاد من المستشفى مرهقآ و حزينآ. كان الوقت متأخر و الخدم جميعهم نيام في غرفهم حتى دولوريس.
صعد الدرج بهدوء متجهآ الى جناحة ثم توقف قليلآ في الردهة لينظر نحو جناج الضيوف. هل ما زالت اليسا مستيقظة؟ هل فكرت بذلك العناق الذي كانا غارقين فية قبل ان يتم استدعاءة للذهاب الى المستشفى؟ بالطبع هو فكر بذلك. حتى و هو يجلس قرب سرير جدة و يد جدة الباردة كالثلج في يدة عاودتة ذكريات من تلك اللحظات العفوية بينهما. ما حدث بينهما امر عفوي اليس كذلك؟ ام ان اليسا شعرت ان الوقت حان كي تجذبة اكثر الى حبائلها؟
اغمض لوكاس عينية.....اصرت على انها لن تتزوج بة اكثر من اصرارة على انة لن يتزوج بها. لكن اين هي الحقيقة؟ انة منهك جدآ ليفكر بالامر الان. حمام ساخن و نوم ليلة كاملة هذا ما يحتاج الية الان. سيفكر في ايجاد حلول لما يقلقة عند الصباح. ذهب الى جناحة. خلع ثيابة في الظلام و استحم تاركآ المياة الدافئة تضرب عنقة و كتفية بينما وقف منحني الرأس واضعآ يدية على الجدار الزجاجي لحجيرة الاستحمام.
شعر بالحيوية تعود الى جسدة لكن ليس الى روحة. ارتدى بيجامة قطنية خفيفة و ارتمى على السرير لكن النوم بقي بعيدآ عنة و كذلك الاحساس بالراحة و السلام.
فكر بفليكس.....استعادتة لوعية هو اشارة حسنة. ما دام قد استعاد وعية فأنة سيشفى من تعابير الذهول و الصمت سريعآ اليس كذلك؟
بالطبع فكر بأليسا و بما شعر بة عندما ضمها الية. فكر كيف بادلتة العناق و كم كانت قريبة منة. انة يشعر بشوق خارق اليها شوق سيطر علية منذ الدقائق الاولى حين رأها بالاسطبل في المزرعة الكبرى استدار و تقلب في سريرة حتى اصبحت اغطية السرير مربوطة و كأن صبيآ معتوهآ في الكشاف ربطها في عقد يسهل فكها. اصابة الاشمئزاز و قرر اخيرآ ان ينزل الى المكتبة لآحضار كتاب ما. و بدلآ من ذلك لم ينزل الدرج بل سار عبر القاعة.
سألة نفسة:الى اين تعتقد انك ذاهب بحق السماء رييز؟
الجواب سهل.....سار مباشرة الى جناح الضيوف و وقف اما الباب المغلق. اصغى لعلة يسمع صوتآ او يرى اي اثر للضوء من الباب الا انة لم يجد شيئآ.
لماذا اليسا ستكون مستيقظة في مثل هذا الوقت؟ و ماذا ان كانت مستيقظة فعلآ على اي حال؟
قال لنفسة بقسوة:
-فقط.....ابتعد عن الباب!
مع ذلك ادار المقبض و فتح الباب بهدوء عبر غرفة الجلوس الى غرفة النوم.
وجد اليسا مستلقية بسكينة على السرير ذي السقف الذي تلفة الستائر و قد سقط نور نجمة ساطع على وجهها المرهق. بالطبع هي تشعر بالارهاق بسببة.
شعر بقلبة يعتصر عليها. اراد ان يوقظها ليقول لها انة اسف على كل شئ و انة تصرف بطريقة لم يعهدها في نفسة عندما اخافها في الاسطبل و انة اجبرها على القدوم الى هنا معة لأنة.....من تراة يخدع؟ لقد اجبرها بالطبع و الفرضة التي اعطاها لها تشبة فرصة فأرة وقعت بين براثن مجموعة من الهرر. الشئ الوحيد الذي لا يشعر بالاسف حيالة هو ذلك العناق الحميم الذي حدث بينهما منذ ساعات مضت.
بأمكان هذة المرأة ان تكون ضعيفة كهرة صغيرة و قوية كالنمرة. هو يعرف القليل القليل عنها لكنة متأكد من ذلك. الهذا تعمد فليكس ان يوثقة بها؟
هناك عشرات النساء اللواتي يعتبرن خيارات منطقية اذا ما فكر بالزواج. في الواقع هن خيارات منطقية اكثر منها فأوربا مليئة بالاميرات و الكونتسات اللواتي تتوق عائلاتهن الى اضافة القاب لوكاس و صفاتة الخالية من اي شائبة الى القابها. كما ان بأمكانة ان يوسع حقل الخيار ايضآ. فالوريثات الاميركيات يتشوق اباؤهن للحصول على لقب يعطيهم مجد العالم القديم بالاضافة الى ثرواتهم في الارض الجديدة.
قابل لوكاس العديد من اولئك النساء: اميركيات اوربيات و جميعهن جميلات و مدللات الى درجة الفساد و كل واحدة منهن تعرف جيدآ كيف تبتسم للرجل و تغازلة و تسعدة.
بدا لة ان اليسا لا تعرف اي شئ عن ذلك. انها قوية جدآ و تعتمد على نفسها تمامآ. لا يستطيع التفكير بامرأة اخرى تصدت لة بالطريقة التي فعلتها هي.
الهذة الاسباب اعتقد فليكس انها قد تجذبة؟ بقوتها؟ و باستقلالها؟ و ببرائتها؟
فجأة سأل لوكاس نفسة: ما الذي يفعلة هنا بحق السماء متطفلآ على غرفة نوم اليسا؟ هو متعب جدآ و بدت غرفتة مليئة بالظلال لكن هذة الغرفة.....هذة الغرفة مليئة فقط بليسا!
في تلك اللحظة همس باسمها فاستيقظت على الفور و عندها فقط ادرك انها قد تصرخ او على الاقل ستقول لة ليذهب الى الجحيم.
لكنها بدلآ من ذلك سالتة عن فليكس بصوت ناعم و عندما فتحت ذراعيها لة بدا ان الامر مجلبة للطمأنينة الى نفسة في العالم كلة ان يجلس بجانبها. ضمها الية و وضعها قرب قلبة لتجلب لة نعمة الشعور بالارتياح.
تحرك لوكاس في السرير و شعر برغبة في معانقتها.
يا الة السماوات! اي نوع من الرجال هو كي يخطط لذلك؟
سحب ذراعة من تحت كتفها بحذر.
-لوكاس!
جمد في مكانة من همستها لكن تسارع انفاسها اعلمة انها ادركت بأي وضع حميم هما.
-لوكاس كيف اصبحنا هنا.....؟ ما الذي تفعلة؟
تحرك قليلآ لكنة بقي مكانة رفع رأسة بما فية الكفاية حتى ينظر الى وجهها.
قال بنعومة:
-لا بأس عزيزتي. انا جلست بقربك و غفونا فقط لا شئ اكثر.
لاحظ انها تحاول ان تستعيد الاحداث التي ادت الى هذا الموقف كما حدث معة منذ دقائق فقط. اخيرآ هزت رأسها.
-تذكرت ما حدث.
-شكرآ لك ليسا.
-علام؟
مرر اصابعة برقة فوق خدها الناعم.
-على اعطائي بضع ساعات من النوم. لا ادري ما السبب لكنني ما كنت لأحصل عليها لو كنت بمفردي.
-اتفهم ذلك.
-احقآ؟
-عندما كان لوسيوس مريضآ مرت علي اوقات كنت فيها متعبة لدرجة انني بالكاد استطيع رفع رأسي و مع ذلك عندما كنت آوي الى السرير كنت ابقى مستيقظة لساعات طوال.
اخذت نفسآ عميقآ و زفرتة بتنهيدة ناعمة ثم تابعت:
-لم اكن احبة كما تحب انت جدك لكن من الصعب على اي كان رؤية شخص كان جزءآ من حياتة يتعذب و يعاني.
ابتسم لوكاس:
-هل حبي لفليكس واضح الى هذة الدرجة؟
ابتسمت اليسا بدورها:
-واضح كوشاح الشرف و لا بد انة يحبك بالمقدار نفسة.
قال بنعومة:
-ياللغرابة! انا لم انم مع امرأة مطلقآ من قبل لاتحدث عن عاطفتي نحو جدي.
اصطبغ وجهها الاحمر و علقت:
-انت لست نائمآ معي لوكاس.
قال بصوت عميق:
-لا لم يحدث بيننا اي شئ.....
و سقطت نظراتة الى عينيها و تابع:
-.....و هذا السبب كاف لأغادر سريرك عزيزتي. لكن دعيني اعانقك متمنيآ لك ليلة سعيدة.
عانقها بنعومة فشعر بدوار مخدر يجتاح كيانة. انها كالعسل كفاكهة ناضجة حلوة دافئة.
سمع صوت في داخلة يأمر بأن يغادر سريرها الان لكنة لم يستطيع اطاعة الامر لانة لم يستطيع السيطرة على المشاعر التي تزداد في داخلة.
مرت دقائق حلقا فيها بعيدآ عن كل ما واجههما في الساعات الماضية من صدمات و قلق غير شاعرين الا ببعضهما البعض غارقين في عناق لم يعرف طعمة لوكاس مع أي من النساء اللواتي عرفهن في حياتة اما اليسا فقد نقلها عناقة الحميم الملئ بالشغف هذا الى عالم جديد لم تذق حلاوتة من قبل.
بعد ان ابتعد عنها لوكاس فكرت اليسا اهذا حقآ ما تشعر بة المرأة عندما يبدي الرجل شوقة اليها؟ ضمت ذراعيها الى صدرها و هي تشعر بالذهول من العاطفة الشفافة التي احاطها بها لوكاس.
انها لا تعرف اي شئ مطلقآ عن تبادل المشاعر بين الرجال و النساء. لكن الفتيات يهمسن بهذة الاحاديث و يضحكن.
لم يكن لدى اليسا من تستطيع ان تسالة عن مثل هذة الأمور. في المدرسة الداخلية تلتقي الفتيات في حلقات ضيقة كالعصابات اما هي فخجولة و نحيلة و تشعر براحة اكثر بصحبة الخيول لا بصحية الناس. و هكذا كانت تمضي معظم اوقاتها في النزهات. اما في الجامعة فقد فات الاوان لتسأل.
ذات مرة بعد ان بلغت مرحلة النضوج بدأت بطرح الاسئلة على امها.
تورد خد الينا مونترو ماكدونوف و اشارت بيدها الى الخيول التي تركض في المزرعة ثم قالت لأليسا ان الطبيعة سوف تعلمها كل شئ.
ربما! لكن تزواج حصان من انثاء لا علاقة لة مطلقآ بتلك المشاعر تنمو بينها و بين لوكاس فالأمر هنا يتعلق بالاحساس بكل لمسة من يدة فحرارة عناقة جعلتها ترغب في البقاء متمسكة بة الى الابد.
اهي منجذبةالى عدوها؟ الى ذلك الرجل الغريب الذي اقتحم حياتها عنوة؟
غير ان لوكاس لا يحبها بل مجرد تسلية عابرة الية. فمما تعرفة عنة انة يرغب بأن تصبح العلاقة بينهما مثل اية علاقة بين حصان و انثاة تلك الانثى التي عبر لوكاس المحيط ليشتريها.
-ليسا؟!
-عزيزتي هل انت بخير؟
ابتلعت الغصة بصعوبة. اما هو فرفع رأسة لينظر اليها و رأت سؤالآ في عينية الجميلتين بلون البندق. ماذا يعتقد انها ستقول؟
انها تشعر بالانجذاب نحوة و انها ستفعل كل ما يريدة؟ ام انها ستعود الى بلادها راضية بأن لا شئ تستطيع القيام بة لانقاذ ارض امها؟
في الفترة القصيرة التي تعرفت فيها على الامير الاسباني فقدت كل شئ امامة. منزلها مستقبلها و الان قلبها. الشئ الوحيد الذي بقى لها هو كبرياؤها و هي لن تسمح لة مطلقآ بأن يجردها منة.
-هل يمكنك ان تبتعد عني من فضلك؟
رمش بعينية غير مصدق. من الواضح انة معتاد على حديث مختلف جدآ مع نسائة. اتراة يتوقع ان تقول لة كم هو رائع و كم هي سعيدة بقربة؟ مع انة رائع و وسيم حقآ.
هب لوكاس واقفآ عنها و قال:
-اسف لم ادرك انني سأزعجك.
ثم اردف بصوت هادئ:
-لم اعمد الاساءة.....اردت فقط عناقآ بسيطآ قبل مغادرتي.
تظرت الية بغضب و هي تقول:
-انت تتعمد اهانتي في كل مرة. اتظنني غبية لا ادرك ذلك؟
وضع يدة على كتفيها و قال:
-اسف عزيزتي لانك غاضبة. لكن لم يبد لي ان عناقي ازعجك منذ لحظات بل على العكس.
بدا صوتة منخفضآ و عميقآ و ظهرت تعابير من الندم في نبرة صوتة ما جعل الامر يبدو اكثر سوءآ.
-احقآ؟
شد بقوة اكثر على كتفيها و اجاب:
-ما تقصدين بقولك؟
ابعدت اليسا يدة ثم وقفت و هي تقول:
-امضيت عمري كلة بجانب الخيول.
وقف مباشرة امامها و هو ينظر اليها بعينين ضيقتين و قال:
-ماذا يعني ذلك؟
كان هناك تحذير واضح في هذة الكلمات لكنها لم تعد تهتم. الانذار الوحيد المهم هو الذي كان عليها ان تصغي الية قبل ان تستسلم لعناقة بلهفة كما فعلت.
قالت آملة ان تتمكن من اخفاء انجذبها نحوة:
-اعرف كل تلك النظريات عن افضل وسيلة لجعل انثى الفرس تستسلم لة.
ساد الصمت في الغرفة و بعد قليل قال لوكاس بصوت بارد:
-هل تعتقدين انني اتودد اليك لأجبرك على طاعتي؟
لم تجب اليسا فتابع بغضب:
-اليسا! اهذا ما تفكرين بة؟
نظرت الية و سمعت رنة الغضب في كلماتة. لم تدر بما تفكر لكنها متأكدة من ان الاعتراف باي شئ سيدل على ضعفها و ترددها.
قالت بصوت هادئ:
-ما اعتقدة هو انني ارتكبت غلطة كبيرة بمجيئ الى هنا.
نظر اليها للحظات طويلة و بدا وجهة قاسيآ كالصخرة ثم هز راسة و قال:
-ربما انت على حق لكنها ليست اسوأ غلطة ممكنة. فما زالت المشكلة قائمة و نحن محاول حلها معآ.
-هل ستممكن من ذلك؟
-ليس اذا استمريت في اثارة اعصابي.
بدت كلمات ذات معنى مزدوج و كانة قصد معنى مختلفآ جدآ.
-كان علي تصديق جدي عندما قال لي انك اشبة بفرس اصيلة تحتاج الى من يروضها.
تلون وجهها بلون زهري تساءلت هل ما يقولة صحيح. بدا لها كلامة باردآ كأنة يتحدث عن فقرة في اعلان ما.
لم تعد اليسا تستطيع مقاومة غضبها فاندفعت نحوة و هي ترفع يدها لكنة امسك بمعصمها و ادار ذراعيها الى خلف ظهرها.
قالت لة:
-كنت في هذا السرير لأنني شعرت بالاسف نحوك و اللة وحدة يعلم لماذا تصرفت بهذا الغباء! انت من حول ذلك التصرف البرئ اللطيف الى درس في الاغواء.
ظهرت ابتسامتة الماكرة على شفتية وقال:
-اغواء؟ ما حدث هنا هو نفسة ما حدث في النهار الذي التقينا بة. لم تستطيعي السيطرة على نفسك هنا كما لم تستطيعي السيطرة على ذلك الحصان.
قالت بصوت كالفحيح:
-وغد اناني متوحش.....
حاولت ان تضرب عينية بيدها الحرة لكن لوكاس امسك بها و جذبها الى خلف ظهرها ثم امسك بيديها معآ ما جعلها تقف على رؤوس اصابع قدميها.
-هل تعتقدين انني احمق عزيزتي؟ لا شئ تفعلينة سيقنعني بالموافقة على ذلك الشرط الملزم الذي تصرين على انك لا تريديني ان انفذة.
-افضل ان اتزوج من.....
-هذا ما قلتة قبل الان.
ابتسم لوكاس مع ان عينية بقيتا باردتين و هو يتابع:
-تعرفت على عدد كبير جدآ من النساء الذكيات لذلك لن اتأثر بك مطلقآ.
شهقت اليسا و هي تحاول ان تخلص نفسها من قبضتة:
-رأيت واحدة منهن اتذكر؟ تلك المخلوقة السخيفة ذات الشعر الابيض و الدماغ الذي يزيد عن حجم حبة البندق!
ابتسم لوكاس و علق:
-وصف ممتاز عزيزتي. لكن على الاقل هي تعترف بما تريدة عندما تدعو الرجل الى معانقتها.
تركها و سار مبتعدآ نحو الباب و هو يتابع بتجهم:
-غدآ سأتكلم مع المحامين.
قالت كأنها ترمية بالكلمات:
-بل اليوم. على الاقل قلت اخيرآ شيئآ يدل على الذكاء.
-الان سأخبرك شيئآ اكثر ذكاء: انا متأكد انهم سيجدون ان العقد بأكملة مهزلة و انني غير مسؤول قانونيآ عن اي شئ.
-انت مسؤول عن المال الذي تدين لي بة.
-بل شركتي هي المدينة و هي ليست مدينة لك. بل لنورتون كمنفذ للعقد.
-يمكنك اللعب على الكلام قدر ما تشاء. اقدم جدك على ابرام ذلك الاتفاق و انت عالق فية.
لمعت عيناة بقوة و قال:
-لكن ليس معك عزيزتي.
حدقت الية بغضب و هي تقول:
-ثق يا سمو الامير ان الشعور متبادل. متى ستقابل محاميك؟
فكر لوكاس:انة لأمر مذهل. لا بد انها تعلم انها على شفير خسارة المعركة و محاموة سيجدون وسيلة لآبطال العقد بأكملة لكنها لا تزال تتصرف و كأنها ند لة.
لقد كانت كذلك اثنا عناقهما و هذا الامر اسعدة فعلى الرغم من معرفتة للعديد من النساء غير انة لم يشعر بما شعر بة تجاها. لقد شعر.....شعر.....
-اريد ان اعلم متى يتم ذلك الاجتماع! و بالطبع اريد الذهاب معك.
هي تريد الذهاب معة؟ كاد لوكاس ينفجر بالضحك. لا حق لديها بحضور الاجتماع مع محامية تمامآ كما انة ليس لديها الحق بالاستمرار بالادعاء انها تملك المزرعة الكبرى.
لكنة قال بضيق:
-كوني في الطابق الارضي بعد ساعة واحدة و كوني دقيقة عزيزتي فأنا لا لاحب انتظار احدآ.
قالت اليسا بنعومة:
-صحيح اعلم كم تحب ان تسرع في تنفيذ ما تريدة.
علمت على الفور انها بالغت في اثارة غضبة. تبدل لون عينية من الذهبي الى الاخضر و بدت عظام وجنتة بارزتين من شدة الغضب.
قال بصوت ناعم:
-احقآ؟
تراجعت اليسا الى الوراء و قالت بصوت مرتعب:
_لا!
لم يتأثر لوكاس بخوفها بل امسك بها و شدها الية. قاومت لتتمكن من التخلص منة لكنة امسك بوجهها بيد واحدة و قال لها ببرود:
-ساعة واحدة و الا سأغادر بدونك.
ثم ابعدها عنة بقسوة و اغلق الباب وراءة محدثآ صوتآ حادآ. لم تتحرك اليسا من مكانها لفترة بعدئذ رطبت شفتيها الجافتين بلسانها فهي ما زالت تشعر بقربة و بقوة عناقة.
اغمضت عينيها و قد احست بخيبة امل كبيرة.
استحمت بسرعة و ارتدت ملابسها نفسها التي كانت ترتديها في تلك الامسية عندما اخذها لوكاس معة من المزرعة. تساءلت متى حدث ذلك. منذ يوم يومين او ثلاثة؟ لقد فقدت الاحساس بتسلسل الاحداث. لا بد ان احدى الخادمات قامت بغسل ثيابها ثم كوتها. بالرغم من ذلك ما زالت تلك الثياب تبدو رثة لكنها على الاقل اصبحت نظيفة. على اي حال هي لاتهتم مطلقآ لذلك. من يهتم لما ستبدو علية؟ من المؤكد انها لا تبالي.
غادرت الغرفة قبل خمس عشرة دقيقة من انتهاء الساعة المحددة بعد ان فكرت بالأمر مليآ. بدا لها ان الحل الانسب هو ان تصل الى قاعة الاستقبال قبلة و هكذا هو من تاخر.
لكن لم يحالفها الحظ.....
وجدتة في قاعة الاستقبال الواسعة يجلس بارتياح على مقعد كبير من الجلد و الخشب ذكرها بالكرسي الملكي. لا بد انة تعمد ذلك بدون اي شك كما فكرت ببرودة.
نهض من مكانة عندما رآها و ادركت اليسا على الفور انها كذبت على نفسها عندما قالت انها لا تهتم لما تبدو علية فلوكاس يبدو.....لم لا تعترف بذلك؟ يبدو فائق الوسامة. بذلتة ذات اللون الازرق السماوي صنعت خصيصآ لتلائم كتفية العريضتين و خضراء النحيل و ساقية الطويلتين. و قد ارتدى تحتها قميصآ ابيض اللون و ربطة عنق من الحرير بلون الكستناء. بأمكانها ان ترى انة استحم ايضآ فما زالت هناك بضع قطرات من الماء تلمع كحبات الماس الصغيرة في شعرة الاسود الداكن. كما انة حلق ذقنة فأختفت لحيتة التي لم يحلقها منذ ايام و التي كانت تغطي ذقنة.
-انت بحاجة الى ثياب جديدة.
رفعت اليسا كتفيها الى الاعلى و قالت:
-لست بحاجة الى اي شئ منك سمو الامير.
لمعت عيناة بوميض الغضب.
-انت بحاجة الى ثياب و الى التصرف بأخلاق حسنة. سنذهب للقاء ريكاردو ماديرا. و لن تتحدثيي معي من دون احترام كما انك لن تجادليني مطلقآ ما ساقولة.
قالت لة ما ان صعدا الى المقعد الخلفي في السيارة الرولس رويس السوداء الطويلة:
-كما انني لن انحني امامك. اقترح عليك الا تنسى ذلك مطلقآ.
ضحك لوكاس لكلامها و ثار بذلك دهشتها.
-كان علي ان اعرف انك تحملين دماء اسبانية حتى لو لم يخبرني احد ان اسم عائلتك مونترو.
-اكرة ان اخيب املك لكن دمائي من تكساس و هي نقية جدآ. فتاريخ عائلة مونترو يعود الى اربعة قرون مضت في العالم الجديد. انا حفيدة المحتلين الاوائل.
-و ماذا عن والدك الحقيقي؟ مونترو؟ هل طلق امك؟
-توفى عندما كنت في الثانية من عمري.
-اذآ انت لا تذكرينة.
هزت راسها. فهذا الامر من الامور المحزنة في حياتها اذا ليس هناك اي ذكرى لوالدها الذي احبها من دون شك و ما كان ليعاملها كما كان يعاملها لوسيوس بجفاء و برودة.
قالت:
-لا. لا اذكرة البتة.
-و متى تبناك ماكدونوف؟
-عندما تزوج امي. كنت في الرابعة من عمري.
لم تخبرة بذلك كلة؟ لم تتحدث يومآ عن حياتها مع اي كان. خسارتها لوالدها الذي تحبة و تربيتها على يد والد لا تحبة امر يعنيها وحدها.
-الم يكن لطيفآ معك؟
-لا اعتقد ان اي امر يتعلق بي هو شأنك.
-لا فكرة لدي ان كان من شأني ام لا حتى اتحدث الى ماديرا.
-حتى تتحدث الية. هذا الوضع لا يحتمل و يجب انهاؤة.
فكر لوكاس: لا يحتمل! اتراها لا تحتمل البقاء بقربه و تعيش لحظات من السعادة و الحب معة و ان تتعلم انها خطيبتة؟
انعطفت السيارة نحو طريق تمر عبر التلال الخضراء المزدانة بعدد من الفيلات الانيقة التي تحيط بها اشجار البرتقال و اللوز فتبدو كقصور خلابة.
رأت اليسا من خلال اللافتات التي تمر امامها ان ماربيلا هي المكان المقصود الذي يتجهون الية. و هذا يفسر رائحة البحر التي تشمها. لم تزر اليسا يومآ اسبانيا من قبل لكنها تعلم ان ماربيلا تقع في القسم الجنوبي من اسبانيا على ضفاف البحر المتوسط تواجة عبر ممر ضيق سحر طنجة و غموضها.
علمت ان هذا المكان هو ساحل الذهب حيث تقع منازل و اماكن اقامة اثرياء اسبانيا و قارة اوروبا. فهنا تربي الخيول الباهظة الثمن و هنا يتم استيلادها انا الحيول الاندلسية من النوع الذي تربيها اسرة رييز فهي مشهورة بانها اغلى ثمنآ و لا بد ان ثمن اراضي رييز هنا لا يقدر بثمن و لا يحصى.
بالطبع بأمكان لوكاس تحمل كل هذة النفقات. صحيح انة لا يملك قلبآ لكن لدية المال السلطة و الكبرياء ما يكفي اكثر من الف رجل.
-معظم مزارع تربية الخيول تتواجد في المناطق الداخلية لكنني افضل المناطق القريبة من الساحل.
نظر لوكاس اليها بمكر عندما استدارت لتواجهة ثم تابع قائلآ:
-هذا ما كنت تفكرين بة اليس كذلك؟ لماذا اربي الخيول هنا؟
-و لم يجب ان افكر بالخيول التي تربيها؟
-لأنك تتدعين انك ماهرة بركوب الخيل.
-انا فعلآ ماهرة بذلك سنيور.
قال بسخرية مطلقة:
-لاشك بذلك مطلقآ يمكنني ان اشهد على ذلك من خلال سيطرتك على ذلك الوحش الاسود.
-بيبي من سلالة عريقة كما ان تلك لم تكن غلطتة.
-ربما سلالة بيبي تعود الى ايام الديناصورات لكنك على حق لم تكن تلك غلطتة بل غلطتك انت.
-هذا يبرهن انك لا تعرف الا القليل عني.
تبا! لا يستطيع ان يلومها ان تهجمت علية فهو ايضآ ما زال غاضبآ. لو انة فقط يستطيع ان يمحو من ذاكرتة صورتها و هي بين ذراعية ترتجف و تبادلة العناق. ثم بعد فترة قصير تقولة لة بصوت يكاد يحول الماء الى جليد بأن بيتعد عنها.
بعد ذلك و فيما هو جالس قربها غمرة شعور برقة و عاطفة لم يشعر بهما من قبل. احس بشوق ليبقى بقربها الى الابد. الا انها سارعت الى اهانتة و افهمتة بوضوح ان عناقهما الحار لم يعن شيئآ و هذا ما اغضبة و جعلة يرد عليها بتلك الاهانات. ربما كان ذلك افضل هذا ما فكر بة بينما كانت سيارة الرولس رويس تتمهل ثم تقف في مساحة امام فيلا بيضاء اللون تحيط بها اشجار النخيل.
موقفها هذا هو ما دفعة للاتصال بالهاتف ليحدد هذا الموعد.
فتح باولو الباب فخرج لوكاس من السيارة و مد يدة الى اليسا التي تجاهلتة.
-اعتقدت ان محاميك في مدريد.
-انهم هناك.لكن ماديرا سيسافر الى هنا بالطبع.
قالت بسخرية:
-بالطبع.
-لكن شاء الحظ ان يكون في ماربيلا في عطلة نهاية هذا الاسبوع لذلك سيلقانا في مكتب صديق لة. حسنآ! هل ستخرجين من السيارة ام انك ستبقين هنا متجهمة الوجة.
رفعت اليسا راسها ثم ابعدت يدة و خرجت من السيارة الى الساحة المرصوفة بالحصى.
فكر بانزعاج هذا جيد! فهي تريد ان تظهر انها تستطيع بسهولة ان تنسى اي ارتباط عاطفي بينهما و هذا امر مذهل. سيعمل ماديرا على مراجعة العقد و سيوافق على ذلك الشرط الملزم اللعين غير الشرعي و سيعترف انة اضاف فقط لان فليكس اصر علية. سيدفع المال الذي تدين بة شركة رييز الى ثاديوس نورتون منفذ وصية ماكدونوف. بعد ذلك و بما ان المالك الجديد لمزرعة لا يريدها سيقدم عل القيام بعمل خيري و يقدمها الى اليسا مونترو ماكدونوف فترحل هذة المرأة الى الجحيم و هكذا يتخلص من وجودها في حياتة نهائيآ.
افترض انة يستطيع القيام بذلك من دون استشارة محامية لكن ذلك سيثبت ان فقرة الزواج قانونية و رسمية. و اذا تعافى فليكس.....لا.....عندما يتعافى فليكس قد يغضب منة لكن لوكاس سيتعامل مع تلك المشكلة عندما تقع.
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: امرأه للبيع
Romanceكان الأمير لوكاس رييز غاضبآ لأن جدة يريد أن يجبرة على الزواج بالجميلة أليسا ماكدونوف. بالاضافة الى فقرها هذة الفتاة شرسة و قد حاولت أن تدهسة بحصانها و هي الآن تتظاهر بأنها لم تسمح لأي رجل ان يلمسها مطلقآ. و كادت دماء لوكاس الملكية النارية تنفجر...