الفصل الأول (تلك ليست البداية)

674 19 17
                                    

"رواية دائرة الإنتقام "
"الفصل الأول"
_______________

في إحِدي المدن، وفي إحِدي الشوارع، هناك حيث بيوت الأثرياء، البيت من هؤلاء يتكون من طابقين، وسطح كبير، وحديقة كبيرة ...

الطابق الأول هو مُخصص لغرفة الجلوس، وغرفة الطهي ...

والثاني لغرف النوم، أما عن السطح وهو يُعَد الطابق الثالث، فذلك يختلف من منزل لأخر، هناك من يجعله مخزناً وأخر يجعله مكان للجلوس والإسترخاء ...
ولكن كل هذا لا يعنينا ... نعود إلي قصتنا الأساسية، وهيَ في ذلك المنزل اللذي مظهره الخارجي جميلاً جداً، أنه منزل ثري وتصميمه من الطراز الحديث ليس كلاسيكي ولكنه أشبه بالكلاسيكي البسيط ...
لا يهمنا الطُراز الأن ...
من الخارج يبدو أنه منزل رائع ومن الداخل .... هو كذلك حقاً رائعاً ...
وتملؤه أجواء المرح والبهجة، وألوان جُدرانه مُريحة للنظر، وعلي جُدرانه توجد بعض اللوحات الفنية المزخرفة المعلقة، أنها رُسومات رائعة ويوجد أسفل كل رسمةً منهم توقيع بخط مزخرف
بإسم "محمد العطار"، وهناك بعض الصور المميزة بينهم، مثل صورةً كبيرة تجمع ثلاث أشخاص معاً، عبارة عن شابان يقفان بجانب بعضهم ويضع كلاً منهم يده علي كتف الأخر، وتتوسطهم فتاة كانوا يحتضانها معهم وهم يبتسمون جميعاً بفرحةً، وهناك صورة أخري، تجمع ثلاث رجال يقفان بجانب بعضهم ويبتسمون وهم يحتضان بعضهم، وبجانبهم علي الجهة الأخري ثلاث نساء بنفس وضعهم، وأمامهم ثلاثة أطفال، طفلين وطفلة، وثلاثتهم بجانب بعضهم وتتوسطهم الفتاة، وكانوا بنفس وضع الصورة الماضية، وجميع من في الصورة يبتسم بإتساع والفرحة تضُج من أعينهم ..
وبجانب الأريكة توجد مرآة طويلة، فلننتقل إلي الطابق الثاني؛ لأن هذا الطابق الأول لا يعنينا بشيء ....

«الطابق الثاني من المنزل»

ذلك الطابق خاص بغرف النوم ...
يتكون من أربع غرف، بكلاً منهم مرحاض خاص بالغرفة، ويوجد مرحاض أخر في نفس الطابق،
وداخل غرفةً من تلك الغرف ..
حيثُ توجد لوحات فنية تبعث الأمل والإيجابية، وأسفلها توقيع بخط مزخرف بأسم "محمد العطار"، ويوجد صور كثيرة لأشخاصاً كُثر، يبدو أنها صور عائلة ما؛ وذلك لتشابه أشكالهم، وأكثر الصور إنتشاراً كانت صور لثلاثة أشخاص، وهم عبارة عن شابان يقفان بجانب بعضهم ومعهم فتاة تتوسطهم، وكانت الصور في أوضاع مختلفة، فهناك صورة يحمل بها شاباً منهم الفتاة والشاب الأخر يمسك بالهاتف ويلتقط الصورة لهم سوياً وثلاثتهم يضحكان، وهناك صورة أخري للفتاة وهيَ تجعل شعرها علي هيئة كعكة فوضوية، وتجلس علي الأرض وتقوم بتربيع قدميها، وتستند بمرفقها الأيمن علي قدمها وراحة يدها اليُمني تضعها علي وجنتها، وتنظر للأعلي بحيرةً، حيث كانوا الشابين يقفان بجانبها، وكلاً منهم يضم ذراعيه أمام صدره، ويخفضان رأسهم ينظرون لها بالحيرة ذاتها،وتوجد صورة لثلاث أيدي لأطفال كلاً منهم تمسك بذراع الأخر ويشكلون مثلث، وبجانب تلك الصورة صورة مماثلة لها ولكنها لثلاث أيدي كِبار، وهناك صور أخري في أوضاع أخري، وبجانب تلك الصور صور أخري منتشرة، وهيَ صور لتلك الفتاة تُعلق بواسطة مشابك صغيرة تُشبك علي خيوط ملونة وتُعلق علي الحائط، كنوعاً من أنواع الديكورات الحديثة، وأكثر الصور انتشاراً هيَ صور الفتاة، اللتي كانت متوسطة الطول، وذات شعر كستنائي اللون ومتوسط الطول، وعيون عسلية اللون، وبشرتها قمحية، ان صورها وهيَ في أوضاع مختلفة، توجد صورة كبيرة لها وهي تقطع كعكة العيد ميلاد وفوق الكعكة شموع مكونة رقم 31، وصور أخري في أوضاع أخري، كانت تلك الصور معلقة علي الجُدران، ويوجد برواز فوق الكوميدو، بداخله صورة لرجل يحتضن أمرأة ويبتسمان معاً، ويحتضان طفل وطفلة صغيران واقفان أمامهم، علي الأغلب هم عائلة، وبجانب البرواز كأس يوجد به ماء، ويوجد مكتب متوسط الحجم داخل الغرفة، وبعض الجُمل المؤثرة تُكتب علي أوراق صغيرة معلقة علي حائط المكتب، كانت الجُمل مثل
"لم يكن فراقه بتلك السهولة" "أشعر وكأنه كان لا شيء بالنسبة لكَ ولكنه كان قلبي"
"لقد سئمت من تلك الصراعات المستمرة"
"حان وقت العمل" "لن أعود كما كُنت"
"تلك ليست أنا"
وجُمل أخري من ذلك الطراز ...
نأتي لأهم ركن في الغرفة وهو .. السرير ..
فوق السرير يوجد فتاة نائمة بطريقة فوضوية ومضحكة، أطراف يديها يلمسان الأرض، وشعرها الكستنائي متبعثر بشدة ويخفي وجهها، إحِدي قدميها علي الأرض، والأخري فوق السرير، بدأت الشمس تتسلل لغرفتها وأشعتها تُضيئ جميع أرجاء الغرفة وتملء الغرفة بدفء أشعتها ولكن الفتاة نائمة دون أي تأثر ....

دائرة الأنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن