الفصل السادس (هل يشعر بالعجز أم بالألم)

47 9 9
                                    

"رواية دائرة الإنتقام"
"الفصل السادس"
__________________

قبل إطلاق النار بمدة من الزمن ..

«داخل المستشفي _ داخل مكتب رحيم»

كان "مراد" جالساً أمام "رحيم"، نظر له "رحيم" قليلاً ثم تذكر أنه طلب منه أن يجلب له الطعام؛ لذلك سأله:
-هو فين يابني الأكل اللي بعتك تجيبه ؟.

نظر له "مراد" وهو يرمش ببلاهة في بادئ الأمر، ثم تذكر ما حدث في المطعم؛ فتنحنح ينقي حنجرته، ثم قال بهدوء:
- حصل حوار كدا فنسيت أجيب الأكل .

فرك جبينه بيده وهو يتحدث، لاحظ "رحيم" إحمرار يده فسأله بقلق:
-هي أيدك مالها ؟.

نظر "مراد" ليده ثم عاد ينظر ل"رحيم" قائلاً بلامبالاة:
-تلاقيها حساسية .

تعجب "رحيم" من إجابته، لكنه لم يرغب في الضغط عليه كي يتحدث؛ لأنه علي يقين تام بأن إذا حدث شيء وأراد "مراد" أخباره به سيخبره دون أن ينتظر سؤالاً منه، قال "رحيم" بسخرية وهو يمسك هاتفه ويتصفحه:
-أدي أخرة اللي يعتمد عليك في حاجة، أنا هطلب دليڤري وخلاص .

-هتطلب منين ؟.

-من نفس المطعم اللي بعت حضرتك ليه، ورجعتلي بأيدك فاضية .

-طب كانت لازمتها أي أم المشورة دي، وفلوس بنزين رايح وفلوس بنزين راجع، وطريق واقف وحوارات مهببة .

-أنتَ مكملتش نص ساعة بالهري اللي أنتَ عمال تقوله دا كله .

-ما هي دي ميزتي يابني .

-اللي هي أي ؟..

-سرعة الإنجاز في كل شيء .

-ماشاء الله، مراد سونيك معانا .

-عيب لما تتريق علي المدير بتاعك وهو موجود .

-أه يعني أتريق عليه في غيابه عادي صح ؟..

-متدخلنيش في حوارات يا دكتور .. وبعدين تعالي هنا هو أشمعنا المطعم دا اللي أنتَ عايز تطلب منه، في أي مميز مخليكم كلكم حابينه أوي كدا ؟.

-أولاً علشان هو قريب؛ فالأكل مش هيبقي بارد زيك، ثانياً كلنا دول اللي هما مين ؟..

أنتبه "مراد" لما قاله لذلك؛ أجابه بجدية تتنافي تماماً مع هَزِل كلماته:
-هتغاضي عن نص الكلام الأولاني، أما بالنسبة للنص التاني هعمل معاه زي الأولاني ... بس بص نصيحة مني متطلبش منهم دلوقتي؛ علشان زمانهم بيعملوا إعادة ترميم للمطعم، لو تعرف تتبرعلهم بفلوس أتبرع، وأهو يبقي في ميزان حسناتك .

أنهي حديثه بنبرة ساخرة، بينما نظر له "رحيم" بشك قائلاً بقلق:
-مراد، أنتَ نيلت أي في المطعم ؟.

نظر له "مراد" وشرد وهو يتذكر ما فعله في ذلك المطعم، وذلك الشاب اللذي أبرحه ضرباً، ومحادثته مع "ياسمين"، وكان أكثر ما يشغله هو حديثه مع "ياسمين"، وموقفها مع ذلك الشاب، فلقد أُعجب بها وبشخصيتها للغاية، أرتسمت أبتسامة جانبيه علي ثغره، لاحظها "رحيم"؛ فطرقع أصابعه أمام وجهه قائلاً:
-مراد، معاك رحيم من الأرض أين أنتَ ؟.

دائرة الأنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن