الفصل الخامس (مشهد من الماضي)

59 8 50
                                    

"رواية دائرة الإنتقام "
"الفصل الخامس"
_______________

«داخل مستشفي أدهم الصاوي»

أغمض "حسام" أعينه بقلق ويأس، وهو يشعر بأن كل شيء قد أنتهي، ولكن ما أنقذه حقاً هو صوت رنين هاتف الممرضة، مما جعلها تبتعد عنه قليلاً حتي تجيب علي الهاتف، أستغل "حسام" تلك الفرصة، وفر من أمامها قبل أن تضعه في خانة اليك مجدداً، أغلقت الممرضة الهاتف ثم عادت تنظر له لم تجده، بحثت عنه حولها لم تجده أيضاً، وكأنه قد أختفي، ضربت كفيها ببعضهم متعجبة مما يحدث !...

توقف "حسام" عن الحركة بعدما أبتعد عن نظرها، تلاحقت أنفاسه من شدة فرط إنفعاله، تنفس الصعداء، وعاد يحاول التحكم في خوفه ورجفة يده من جديد، فلوهلةً ظن أنه سيتم كشف أمره، وبالتالي سيُقتل علي أيدي هذا المعتوه المدعو boos، هز رأسه في عدة جهات غير متناسبة؛ ليبعد عنه تلك الأفكار، وأكمل طريقه متجهاً لغرفة العناية المشددة، وهو يحاول عدم لفت إنتباه أي شخص له ...
...............................

«أمام غرفة العناية المشددة»

كان "محمود" جالساً يتثائب بنوم، وبعد عدة لحظات بدء يترنح بين الوعي والغياب حتي غلبه النعاس، أغمض عينيه ذاهباً في ثبات عميق، مر "حسام" من أمامه، دون أن يلاحظه "محمود" لأنه ببساطة كان نائماً، نظر "حسام" حوله لم يجد أحداً منتبه له؛ فدلف الغرفة وحينها وجد "زينب" تحاوطها الأجهزة من كل جانب، حيث أجهزة قياس نبضات القلب، وقناع التنفس، وأجهزة قياس ضغط الدم، وبعض المحاليل المعلقة وغيرها من أجهزة ...

...............................

علي الجهة الأخري داخل المستشفي جاء الطبيب المدعو "مالك عطية"، وتقابل مع رئيسة الممرضات اللتي قابلت "حسام"، أوقفها "مالك" قائلاً بتساؤول:
-ميس كوثر، هو البالطو بتاعي فين، أنا سيبته في مكتب دكتور رحيم، ودخلت الحمام، رجعت ملقتهوش ؟..

تعجبت مما قاله، ولكن تعجبها لم يكن مما قاله فقط، بل كان مما حدث قبل عِدة لحظات، إذا كان يسأل عن معطفه ولا يجده حقاً إذاً من كان ذلك ؟..
من اللذي تحدث معها وأختفي فجأةً ؟..
تلك الأسئلة كانت تدور في عقلها، شعر "مالك" بغرابة بها؛ لأنها لم تجبه بل ظلت تنظر له بدهشة وتيهٍ، سألها بنبرة هادئة:
-ميس كوثر، حضرتك كويسة ؟..

أنتبهت له، وأجابته بحيرة وتشوش:
-هو لو حضرتك قدامي، يبقي مين اللي كان لابس كاب ولابس البالطو بتاع حضرتك من شوية دا ؟..

تعجب مما قالته فعقد حاجبيه وهو يهز رأسه مستفسراً؛ فأكملت بتفسير لما قالته:
-في واحد كان لابس بالطو حضرتك وكان موجود من شوية، بس كان شكله غريب، أنا أفتكرته حضرتك في البداية، بس لما أتكلمت معاه وشوفت وشه أستغربته، لكن جالي تليفون من البيت، فروحت أرد ولما رجعت ملقتهوش، دورت عليه وبرضو ملقتهوش ..

دائرة الأنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن