أنا أشعر بالخوف و الحزن.. و كأنني لا اريد الكتابة اليوم في دفتر مذكراتي، اشعر بإرهاق شديد، اريد النوم لفترة أطول جدا.. اليوم 03 جوان للمرة الأولى اشعر فيها بالخوف من القلم، أهذا لأنني خائف من مواجهة الحقيقة أم أنني خائف من إيقاظ طفلي الداخلي؟ أنا موكل بمهمة مشوشة و غير واضحة، لا اتنفس بسهولة و كأن القلم على وشك مهاجمتي و أكلي كذئب شرس.
القلم..؟ ما أحمله بيدي ليس قلما .. هذا سكين!___________________________________________
بسرعة..
-الجنس؟
ذكر
-مكان الإزدياد ؟
قرية بلد سيت ولاية الرستاق محافظة جنوب الباطنة.
-فصيلة الدم ؟
O+
-تاريخ الميلاد ؟
02-05-1753
-الإسم؟
...-الإسم؟
"إنه مجهول"- حسنا العمر؟
17أنا لا أفهم لما الإسم مجهول ابحثوا في ملفات 1753، ابحثوا عن ملف الأبوين، الإسم و اللقب، تفاصيل كل شيء يخص هذا الفتى.
- " ما هي الحالة أيتها الطبيبة؟"
- " لقد تعرض إلى القتل".كان صباحا متعبا و ثقيلا فتحت فيه عيناي ببطئ شديد لا استطيع الحراك.. هناك قيود تحكم عنقي بشدة و اخرى بقدماي و يداي .. اشعر بالإختناق.. ضلوعي تكاد تنكسر .
استيقظت بهلع التقط أنفاسي باحثا عن الماء.. و لكنني لست في المنزل، أين أنا؟- " لقد استيقظَ المريض !"
نظرت للقائل الذي سقطت أوراقه للتو و هو يناظرني بحيرة، صمتُ لبضع ثوان ثم سألت " أين أنا؟"
الساعة 9:00 صباحا، أنا الآن في العاصمة مسقط بسلطنة عُمان اكتشفت أنني في المشفى ولا اعلم كيف وصلت إلى هنا، اخبرتني الممرضة أنني كنت غائبا عن الوعي منذ مدة طويلة حوالي.. ثلاثة أشهر؟ تعرضت للطعن في بطني و الآن يتم التحقيق في القضية و أمر القاتل .. يبدو أنهم يسمونها بالقضية 1753 و الأهم من هذا..
أنني لا أعلم من أنا .. و لا اعرف اسمي او اسم عائلتي ولا منزلي ولا عن أي شيء يخصني.
إنها أسباب كافية لغلق هذه القضية و لكن ما جعلها تستمر هو عدم وجود اي شيء يدل عني، اظن أن اسمي كان مجهول حتى قبل ان أفقد ذاكرتي.ذاكرتي؟
و على ماذا كانت تحتوي بالضبط؟ أعلي البحث عن نفسي؟ و لكن الشرطة تقوم بذلك بالفعل..
على كل سأعود إلى النوم .لم احب هذا المكان، بقيت هنا لأشهر بعد الصدمة حتى تعافيت و الآن لا أعلم وجهتي التالية.. ما أعلمه هو أن اليوم موعد خروجي من المستشفى، سأعود إلى مسقط رأسي قرية سيت رفقة المحامي الخاص بي و أبحث عن منزلي لعله يساعدني على جمع شتات نفسي و إيجاد حياتي قبل السبعة عشر سنة.
بعد ان اكملتُ تغيير ملابسي خرجتُ للبحث عن ممرضة او موظف ما لأسئل عن وجهتي. ما لا افهمه هو لماذا اعود إلى البيت رغم أنني فاقد للذاكرة و فاقد لأهلي و أصدقائي.. أكان سيكون من السهل حل الأمور لو كان اسمي موجودا؟ حسنا علي ان اتقدم.. لنحل الألغاز لاحقا.
ما إن خرجتُ إلى الرواق حتى صُدمت من هول المشهد.. كان هناك جثث لخمس ممرضات .. المشفى فارغ بأكمله.. لا أفهم ما يجري.. و الذي يثير الرعب هو ذلك الرجل الذي يناظرني من بعيد بقمصيه المتدلي على صدره العاري و تلك النظرة الشاحبة على وجهه برأس منخفض و عينان مرتفعتان و أسنان بارزة بغضب.. لم يكن ينظر إلي بل كان ينظر إلي عيناي.
اقشعر بدني.. من يكون هذا الشخص؟ يبدو انه من قتل الممرضات، ثوان حتى اصبحتُ اركض هاربا و لا ادري إلى اين بالضبط .. الخوف من كان يحركني.. اندفعتُ بسرعة أكبر بعد ان سمعتُ صراخه و خطواته التي تتبعانني.. ارجوك كن حلم! ارجوك كن حلم!
استدرتُ خلفي لألقي نظرة عن المجنون لكنه اختفى
فتعثرت قدماي و سقطتُ أرضا لا أكاد أصدق ما حدث.
أنت تقرأ
أنتَ حُرّ
Mystère / Thrillerأنا واثق أنني متُ منذ زمن بعيد، بعيد جدا..رغم ذلك لما لازلتُ أبحثُ عن نفسي؟ ما الذي أستمر بالتضحية من أجله بالظبط؟ كيف كانت حياتي قبل أن أبلغ السابعة عشر؟ منذ زمن بعيد.. كنتُ قد فقدتُ ذاكرتي و نسيتُني.. ماذا كان اسمي؟ إن تجاوزتُ صدماتي و عقدي النفسي...