عِندما قَصْرنا المَسَافَات

700 103 91
                                    

مر اليوم الرابع واختتمناه كما السابقين في تدريباتنا المكثفة والتي تشتد كثافة كل يوم أمضيه برفقته مما ساهم بمعدل عالي على تحسين ادائي أسرع وأسرع من أي وقت مضى، فخبرة رينغوكو سان التي قد حلت علي كما الهدية من السماء زادتني معرفة وإدراك لما أملكه من مهارات سخرتها في أسلوبي القتالي بفاعلية أكبر.

" يوشيدا! أراكِ غداً في موعدنا! " كانت صرخته محببة لاذناي لكن ليس تحديداً الصرخات الختامية لكل يوم اقضيه معه، بل تهيم في صرخاته المتواصلة من بداية اليوم حتى قبل موعد وداعنا، برغم اعتيادها الطويل على الهدوء العارم الذي لا تعرف سواه قد احبت صوته عن غيره وادمنته بعد أن رافقته لأيام متتالية وكأني يا صاحبة الأذن لا أعرف الحل الوسط في اختياري بين العزلة الكاملة أو قضاء الوقت بأكمله معه.

كان اليوم معه أشبه بالساعة الرملية التي توقتت على الدقيقة الواحدة، فأنا برمشة عين أجدني قد عدت أدراجي لافارقه بغير حيلة، هل هي احد اساليب تنفسه التي تجعل الوقت أسرع عن العادة؟!.

" أراك غداً رينغوكو سان.. " ابتسمت هذه المرة بجرأة عندما وجدته يشير على شفتيه ويرشدني لاتبعه في عادته المحببة لعيناي فهي كذلك لا تكل من رؤيته وتسهى في من يمدها إيجابية لم تعتد عليها طوال السنتين هنا وحدها لا ترى سوى الشمس تشرق وتغيب.

صادف هذه اللحظة قبل انحنائي لوداعه كما اعتدت عودة عمي الى المنزل من الجهة المعاكسة لطريقنا يقترب تجاهي دون وعي مني حتى رصدت عينا رينغوكو سان الذي قد انحنى يحييه مما جعلني انتبه لقدومه من خلفي عندما وازى نقطة وقوفي.

" مرحباً كيوجيرو! كيف حالك يا فتى؟! "

" في اتم الصحة والعافية يا عم! "

" هل تعرفان بعضكما، كيونا؟! "

" اوه.. أجل.. " ارتبكت في اجابتي فلم أكن اتوقع في يوم ان يصادف عبور عمي لإحدى لحظاتنا الختامية لكل يوم، فهو عادةً يعود بعد الغروب بساعتين.

خشيتي التي قد لا يعتبرها البعض ذات سبب مقنع هي أن يراني أحد برفقته فالجميع يعرف كم انا انعزالية ولا اعطي فرصة لخلق العلاقات ولو كانت عابرة، فأنا اخشى حكمهم وأحسب له مئة حساب.

" نحن أصدقاء! " كان رد رينغوكو سان يثير تساؤلي.

اصدقاء؟ لم اكن افكر بهذا المسمى لعلاقتنا من قبل، بالطبع نحن رفقاء التدريب والطريق، لكني اعتقدت أن الأصدقاء مسمى يطلق على من يمضون وقتاً أطول سويةً ويخوضون رحلة طويلة تعوم فيها المواقف التي تثبت صدق المسمى.

" رائع! لم أكن أعلم ذلك! " الدهشة تحط على تعابير عمي واخذ ينظر الي ومن ثم إليه حتى خطرت في باله فكرة ذهبية تعتبر فرصة له في توطيد العلاقة بين ثلاثتنا قائلاً : " حسناً! لن أدعك تذهب قبل تناول وجبة العشاء معنا! " شعرت بمعدتني تتقلص كما شفتيّ التي أظهرت تفاجئي حيال اقتراح عمي، لم يكن للفكرة مكان له ليخطر في بالي فحدوثه شبيه بقدوم عمي المفاجئ ومصادفته لنا.

مذكراتي : مضامينها أنت | رينغوكو قاتل الشياطين | Demon Slayerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن